قائد الطوفان قائد الطوفان

آثار مصر علامات سياحية إسرائيلية حول العالم

وكالات-الرسالة نت

صدر حديثا كتاب للصحفي المصري علي القماش يتناول فيه دور الصهيونية في العبث بالآثار المصرية، ويشير الكاتب بمقدمته إلى أنه " تحت ستار العلم" جندت (إسرائيل) بعض المصريين لإثبات وجود آثار يهودية في كل مناطق أطماعها من النيل للفرات وخاصة بمصر، وكان هؤلاء المجندين يعلمون أحيانا بالهدف من كشوفاتهم وأحيانا أخرى يجهلون أن ذلك يصب بصالح إسرائي!

يشير الباحث بكتابه لما أسماه بـ"التبجح" الصهيونى فى استخدام آثار مصر ومزاراتها السياحية كعلامات تجارية للسلع الصهيونية ومنها الأهرامات شعار لقناة فضائية إسرائيلية، وسفاجا تتصدر الدعاية الإسرائيلية فى مكاتب الأطباء فى أوروبا كمركز لعلاج الأمراض الروماتيزمية وتضعها ضمن برامج رحلات إسرائيل السياحية وكأنها داخل إسرائيل فى ظل الجهل بجغرافية مصر، أما البرتقال الإسرائيلى المصدر لأوروبا علامته التجارية الملكة نفرتيتى، وصمم خبراء يهود مدينة لاس فيجاس بأميركا أشبه بمدينة الأقصر مطالبين باتخاذ كافة التدابير القانونية حرصاً على الملكية الفكرية !

يتضمن الكتاب حصرا لكل الأماكن التى يدعى اليهود أنهم أقاموا بها ولهم آثار فيها ، ثم يكذب المؤلف كل الادعاءات بالوثائق والصور والمستندات كما يقدم قائمة شرف بالمناضلين الذين تصدوا لتهويد الآثار العربية، كاتب السطور من بينها ، ويحوي خمسة فصول يتضمن الأول "حقائق التاريخ والادعاءات الصهيونية"، والثانى "وسائل الاختراق الصهيونى للآثار المصرية"، والثالث يتحدث عن رموز الآثار والحضارة المصرية والادعاءات الإسرائيلية، أما الرابع فحول المناطق والمواقع الأثرية فى مصر التى يزعم اليهود بتعلقها بتاريخهم وأخيرا يتناول الفصل الخامس مخاطر صهيونية تستوجب التحرك العاجل .

أكاذيب .. ووثائق

يتناول المؤلف الرموز المصرية الخالصة والادعاءات الصهيونية حولها ومنها لوحة "مرنبتاح" بالمتحف المصرى المعروفة باسم لوحة النصر ويطلق عليها البعض خطأ لوحة إسرائيل وهى الوثيقة المصرية الوحيدة التى جاء فيها ذكر بني إسرائيل، ويشير النص إلى أنهم قبائل بدو رحل وقد هلك أفرادها القليلون، كما يشير د. رمضان عبده فى كتابه "تاريخ مصر القديم" إلى أن هذه اللوحة لا علاقة لها بأحداث الخروج نهائياً وأن ترجمة الاسم بإسرائيل خطأ تاريخى والأصح تسميتها بلوحة انتصارات مرنبتاح التي يشار فيها لحملته على الحدود الغربية وجنوب فلسطين.

أما الادعاء بأنهم بناة الأهرامات فقد أشار مؤلف الكتاب إلى حقائق التاريخ التي تؤكد أن العبرانيين دخلوا مصر كخدام وعبيد وبعد 700 عام من بناء الأهرامات، وأن الأهرامات كانت مشروعاً قومياً شارك فيه كل شعب مصر ومقابر عمال بناة الأهرام دليل قاطع على ذلك، كما ادعوا أن هرم أوناس الواقع جنوب الهرم المدرج بسقارة كشفت داخله نصوص سامية وهذا ما ذكره الخبير الأمريكى راؤبين شتاينر المتخصص باللغات السامية، وأثبتت الاكتشافات الأثرية أن هرم أوناس يرجع إلى عام 2400قبل الميلاد أى قبل وجود العبرانيين فى مصر مع نبى الله يعقوب عليه السلام.

من بين الإدعاءات الأخرى استغلال اسم مقبرة عبريا بسقارة على أنها تخص اليهود استناداً إلى اسم عبريا وهذا ما أشاعه فى المحافل الدولية الأثرى زيفى رئيس البعثة الفرنسية بسقارة والتى تعمل بمقبرة عبريا رغم أن نقوش المقبرة بالهيروغليفية وكذلك التوابيت لا تتضمن اسم عبرائيل، كما أن ربط زيفى اسم عبريا بالإله إيل غير علمى لأن إيل إله سامى كنعانى أى فلسطينى قبل وجود اليهود بنحو ألف عام.

ولقد روج الكاتب الصهيونى فلايكوفسكى أفكاراً تشير إلى أن تصميم معبد حتشبسوت بالدير البحرى بالأقصر منقول عن تصميم معبد سليمان (لا يوجد أى دليل تاريخى أو أثرى لهذا الهيكل المزعوم ) رغم أن حتشبسوت سبقت تاريخياً نبى الله سليمان عليه السلام بنحو 600عام كما أن الكاتب الصهيونى خلط بين  بلقيس ملكة سبأ وبين حتشبسوت وادعى أن حتشبسوت هى التى ذهبت لزيارة نى الله سليمان ليبرر تزويره للتاريخ !

قلعة صلاح الدين

يشير المؤلف بكتابه إلى نماذج من تزييف التاريخ بواسطة الصهيونية فى مناطق مصر المختلفة ؛ ففى سيناء ادعوا أن قلعة صلاح الدين بجزيرة فرعون بطابا هى ميناء عصيون جابر المذكور فى التوراة (لم يثبت وجود ميناء هناك بهذا الاسم) فى عهد  نبى الله سليمان ، وقد أكدت حفائر منطقة جنوب سيناء كذب هذه الادعاءات  وجاء تأكيد بناء القلعة فى عهد صلاح الدين  من خلال لوحات تأسيسية تشير لإنشاء أسوار وفرن لتصنيع الأسلحة داخل القلعة ودور القلعة العظيم فى صد غارات الصليبيين والتمهيد لانتصار صلاح الدين فى حطين واسترداد القدس .

كما جرت محاولات لتزوير طريق الحج المسيحى بسيناء فادعوا أنه طريق حج لليهود وأثبتت أعمال المسح والدراسات الأثرية لهذا الطريق كذب الادعاءات من خلال النقوش الصخرية المسيحية الموجودة على طول هذا الطريق ، أما في مدن القناة فقد ادعى اسرائيليون أن تل دفنة بالقنطرة شرق "أثر يهودى" رغم كشف حفائر بعثة آثار منطقة الاسماعيلية عن بقايا مدينة عسكرية بتل دفنة من عصر أسرة 26 والتى تقع على طريق حورس الشهير وهى محطة استراتيجية هامة استغلها ملوك العصر المتأخر للدفاع عن البلاد وحماية الحدود الشرقية لمصر ، كما تم الكشف عن معبد كبير بتل دفنة وكلها آثار مصرية خالصة .

 

 

متعلقات

أخبار رئيسية

المزيد من قصص صحفية

البث المباشر