غزة- الرسالة نت
حذَّر الدكتور محمد الهندي، عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، من مغبة التخلي عن المسجد الأقصى المبارك، معتبراً ذلك مقدمةً للتخلي عن مكة المكرمة وباقي البقاع المقدسة.
وقال د. الهندي في كلمةٍ ألقاها خلال مهرجان نظمته حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، بمدينة غزة مساء أمس السبت، في ذكرى الإسراء والمعراج:" إن الرباط المقدس الذي عقده الله تعالى من فوق سبع سماوات لن تفصله المؤامرات الكبيرة، ولا المحاولات الدنيئة التي يحيكها أعداء الأمة".وأشار د. الهندي إلى أن هنالك أطرافاً من الأمة تريد التخلي عن المسجد الأقصى من أجل أن تغسل أيديها، وتدخل بيت الطاعة الأمريكي.
وكان المهرجان قد أعقب مسيرةً جماهيريةً حاشدةً للجهاد الإسلامي شارك فيها الآلاف من كوادر الحركة وأنصارها، تنديداً بتجديد الاحتلال الاعتقال الإداري للمرة السادسة على التوالي بحق القيادي في الجهاد الإسلامي بالضفة المحتلة الشيخ بسام السعدي.
وطيَّر د. الهندي في سياق حديثه التحية للأسرى البواسل في سجون الاحتلال، وخصَّ بالذكر الشيخ المجاهد السعدي، حيث عدَّ تعمد استهداف سلطات الاحتلال له ضريبةً لتمسكه بالإسلام وفلسطين والمقاومة.
كما وطيَّر عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، التحية من غزة الصامدة الصابرة إلى أهالي القدس المحتلة الذين يتصدون ويثبتون في وجه المخططات الهادفة لاقتلاع وجودهم وتفريغهم من أرضهم وتهويد مقدساتهم، وفي مقدمتهم النواب المهددون بالإبعاد والمعتصمين بمقر الصليب الأحمر.
وشدد د. الهندي على أن قضية فلسطين باتت توحد الجميع، كونهم يشعرون بأن تحريرها هو تخليص لأنفسهم ولمبادئهم من التبعية لإرادة قوى الشر من جهة، ويعتبرون نصرتها وقفةً ضد الطغيان والغطرسة التي تمثلها أمريكا وكيان الاحتلال الصهيوني من جهةٍ أخرى.
وأضاف:" أن كيان الاحتلال لا يمثل خطراً على الفلسطينيين وحدهم، بل يمتد خطره ليصل كل بلدان العالم"، لافتاً النظر إلى ما يعيثه الصهاينة من إفساد في السودان والعراق وباكستان وغيرها من الدول.
ودعا د. الهندي في ختام كلمته إلى وقف المفاوضات بكافة أشكالها كونها تمثل أوهاماً، منتقداً دعوات الرئيس الأمريكي باراك أوباما، المتكررة لانطلاق المفاوضات المباشرة، وقال في السياق:" إن الفلسطينيين ينظرون إلى دعوات السيد أوباما بعين الشك والريبة الكبيرة، وخاصةً وأنه صرح مؤخراً بأن كل ما فعله وسيفعله يهدف لضمان أمن إسرائيل".
من جانبه، تحدَّث الشيخ خضر حبيب، القيادي في الجهاد الإسلامي، بتفصيل أكثر عن حادثة الإسراء والمعراج، والتي بيَّن أنها جاءت كي تتسلم الأمة الإسلامية ورسولها الأمين محمد (صلى الله عليه وسلم) القيادة لراية التوحيد.
وأثنى الشيخ حبيب على جماهير حركته الذين خرجوا في هذه المناسبة ليعلنوا انحيازهم التام لإسلامهم العظيم، ويستضيئوا بذكرى مسرى نبيهم (ص) والتي ربط فيها بين المسجدين الأقصى والحرام برباطٍ إلهي وثيق، لن يستطيع فصله أي بشرٍ كان.
وأشار القيادي في الجهاد الإسلامي إلى أن مدينة القدس المحتلة تتعرض لأكبر مؤامرة وهجمة عبر تاريخها، مضيفاً :" إن القدس تستصرخ جماهير الأمة العربية والإسلامية بأن يهبوا لنصرتها وينقذوا مقدساتها التي تتعرض يخطط الاحتلال لتهويدها".
وأعلن الشيخ حبيب في سياق كلمته رفض الشعب الفلسطيني لكل المشاريع التي تستهدف حقه في أرضه المباركة وقدسه الطاهرة، مؤكداً أن الكيان الصهيوني سيقتلع – بإذن الله- من قبل المجاهدين الأحرار.
وقال بهذا الصدد:" فلسطين جزءٌ من عقيدتنا وهي لنا ولشعبنا ولأمتنا، وكل المشاريع التي تحاك في الظلام وفي غرف البيت الأسود وقوى الاستكبار العالمي لن تعطي شرعيةً للكيان الصهيوني الغاصب"، داعياً في الوقت ذاته الشعب الفلسطيني لمزيد من الصبر والثبات على طريق الجهاد والمقاومة.
كما ودعا الشيخ حبيب أبناء الأمة العربية والإسلامية عموماً والشعب الفلسطيني على وجه الخصوص أن يرصوا صفوفهم كتفاً بكتف ويداً بيد في مواجهة الكيان الصهيوني المجرم، حتى نسوء وجوه بني إسرائيل.
من ناحيةٍ أخرى، تحدثت ابنة الشيخ الأسير بسام السعدي، عطاف كلمةً قصيرةً عبر الهاتف، أكدت فيها أن معنويات أبيها ومعنويات أسرته وذويه، لن تنكسر أياً كانت الإجراءات التعسفية المتخذة بحقه، لأنه نذر نفسه وكل ما يملك لدينه ووطنه.
وقالت عطاف في معرض كلمتها:" أبتِ أخبرهم أنك رجل جاسر، وأنك جعلت من القيد وساماً .. وسيأتي الفجر الذي سيمحو حروفاً خطها الظالم".