قائد الطوفان قائد الطوفان

​موسم "قطف الزيتون" هدية الخريف للفلسطينيين

​غزة-محمد شاهين

ما إن يدخل فصل الخريف بيوت الفلسطينيين، حتى يهديهم أجمل المواسم التي ينتظروها طوال أيام العام، ليباشروا بإعداد مخزونهم السنوي من الزيت والزيتون اللذين يعدان أبرز العناصر الأساسية التي تحضر على موائدهم خاصة بوجبة الإفطار.

"تصليب الصليب" المصطلح الذي ورثه المزارعون عن أجدادهم، والذي يحمل في معناه بأنه الوقت المناسب لقطف الثمرة المباركة، وتنحصر أيامه في نهاية شهر أيلول حتى نهاية تشرين الأول، أي قبل الدخول في موسم الأمطار الغزيرة التي من شأنها أن تلحق الضرر بهذا المحصول.

وأعلنت وزارة الزراعة في قطاع غزة الأربعاء الماضي عن مواعيد قطف ثمار الزيتون لعام 2017، وحددت الوزارة في بيان وصل "الرسالة " نسخة عنه، أن موعد قطف الزيتون المخصص "للتخليل" 1 أكتوبر المقبل للأصناف كافة، فيما حددت مواعيد المخصص للعصر، "السوري والشملاني" في 6 أكتوبر، بينما "النبالي والكي 18" في 20 من الشهر المقبل، وتمنت أن يكون موسمًا زراعيًا جيدًا للمزارعين.

"السري" أفضل الأنواع

لا تنحصر ثمرة الزيتون على نوع واحد، إذ يوجد في قطاع غزة ما يزيد عن أربعة ولكل نوع ميزة خاصة إلا أن كافة المزارعين يجمعون على أن السري أفضلها.

ويعدد المزارع عايش حسن أنواعها "للرسالة"، وهي الشملاني، والسري، والنبالي، والكي 18، ويرجع أفضيلة الصنف السري عنها، لاستخدامه للتخليل والعصر وفي كلتا الحالتين يخرج مذاق مفضل يتميز عن باقي الأصناف الأربعة، كون الثمرة تحمل كمية كبيرة من الزيت تفوق نسبة المياه فيها.

وتوقع الذي يملك قرابة 100 شجرة على الحدود الشرقية من غزة، أن يكون الموسم الحالي ناجحاً، كون الأشجار هذا العام أثمرت بكميات كبيرة عكس العام الماضي الذي شهد كميات أقل، مرجعاً السبب لطبيعة هذه الشجرة التي تعطي محصولاً وافراً عاماً بعد عام.

وعن الدخول في موسم القطف، قال عايش "إنه يمكن قطف الزيتون للتخليل مع اكتمال حجم الثمرة وثبات لونها، أما عند قطفها للعصر فيجب أن تكون قد أتمت مرحلة النضج بشكل كامل، إذ تصل كمية الزيت فيها إلى أعلى نسبة وتتراوح الفترة بين التخليل والعصر قرابة الثلاثة أسابيع".

يجمع العائلة

ومن أهم ما يميز موسم الزيتون، انه يحتاج إلى جهد جماعي في عملية القطف، بحيث تتكاتف العائلات بصورة جماعة لإنهاء هذه المهمة الموسمية.

ويوضح المزارع أحمد خضر أنه يعتمد بصورة كبيرة على جهد الأقارب في جني الثمار، قبل الذهاب بها إلى المعصرة، ما يزيد من حالة الترابط الاجتماعي لديهم، مبيناً أن قطفها لا يقتصر على الرجال فقط إذ تتشارك النساء والأطفال في هذه العملية.

وبالرغم من وجود عدد من الطرق الآلية والميكانيكية في عملية القطف التي لا تحتاج إلى مجهود كبير، إلا ان المزارع يعتمد فقط على القطف اليدوي كونه لا يلحق أي ضرر في الشجرة ولا يكسر أغصانها، ما يضمن له ثبات في كمية المحصول كل عام.

ويتمنى صاحب البشرة السمراء في حديثه مع "الرسالة" نزول المطر قبل الحصاد، لما له فوائد متعددة من غسل الأشجار والثمار من غبار الصيف، ويزيل أثر الرياح الشرقية الممتدة طوال الأشهر السابقة.

ووفقاً لإحصائية صدرت عن وزارة الزراعة، فإن المساحة المزروعة بأشجار الزيتون في قطاع غزة مقدرة بـ 38 ألف دونم تنتج ما قدرته الوزارة بـ 25 ألف طن زيتون، وتقدر احتياجات سكان القطاع من الزيت سنوياً بأكثر من 3600 طن.

ولا تقتصر زراعة الزيتون على المساحات الواسعة في قطاع غزة، إذ يزرع المواطنون أشجاره في فناء المنازل وأمام أبوابها كونها تعطي منظراً خلاباً وفائدة من الثمار، ويذكر أن أقدم شجرة زيتون في العالم توجد في تلال القدس الجنوبية بفلسطين، ويطلق عليها السكان اسم "شجرة سيدنا أحمد البدوي"، ويزيد عمرها على خمسة آلاف و500 عام.

البث المباشر