وعود وزراء الوفاق تنعش آمال الموظفين والغزيين وتصريحات عباس تقلقهم

خلال الزيارة الأخيرة لغزة
خلال الزيارة الأخيرة لغزة

غزة-محمد شاهين

الثلاثاء الماضي، وبالتحديد في أعقاب الاجتماع الذي عقدته حكومة الوفاق بمقر مجلس الوزراء بغزة، باشر وزراء الحكومة في دخول وزارتهم لاستلامها، من أجل ممارسة أعمالهم والقيام بمهامهم المنوطة لإدارة الحكم في قطاع غزة.

حالة من الفرحة شهدتها الوزارات، بعد أن أعلن الوزراء عودتهم للعمل من منطلق الوحدة والوطنية، وبذل كافة الجهود لخدمة المواطنين في قطاع غزة، الذين أمضوا 11 عاماً تحت ظلم الحصار "الإسرائيلي"، وفي ظل عباءة الانقسام الفلسطيني اللذين أثقلا على كاهل الغزيين وخلق لهم أزمات متعددة.

كلمات الوزراء بعد عقد اجتماعهم الأول داخل وزراتهم، بعثت الطمأنينة في نفوس الموظفين، الذين ينتظرون الشروع في ترميم ما أفسدته سنوات الحصار، وتقديم الخدمات بشكلها اللائق والكافي للغزيين، وهذا ما أكد عليه صبري صيدم وزير التربية والتعليم، إذ أكد على ضرورة النهوض بالمسيرة التعليمية بقطاع غزة ومحاذاتها بالضفة المحتلة والعمل لإنهاء الانقسام.

كما باشر وزير الصحة جواد عواد أعماله في مقر الوزارة في القطاع، وأجرى جولة تفقدية لمستودعات وزارة الصحة في المحافظات الجنوبية، ووعد بتطوير القطاع الصحي وجلب ما يلزم من الإمكانيات المتاحة.

وكذلك تسلم د. علي أبو دياك وزير العدل مقر الوزارة بغزة، وأكد أن وزراته، ستعمل على مراجعة كافة القرارات التي صدرت بغزة خلال الانقسام وستعمل على تعزيز الوحدة الوطنية وإنهاء حالة التشرذم التي يعيشها الشارع الفلسطيني.

وفتحت وزارة الزراعة أبوابها للوزير سفيان السلطان والوفد المرافق له، حيث أشاد في كلمته بخطوات حماس التي أحالت الانقسام لمثواه الأخير، وأكد على أهمية توحيد المؤسسات الفلسطينية، وضرورة تعزيز القطاع الزراعي وصولاً للحفاظ على الأرض التي تعتبر من جوهر الصراع مع الاحتلال الصهيوني.

بدورها، قالت رولا معايعة وزيرة السياحة، أن قطاع غزة جزء مهم من الوطن، ويجب استثمار السياحة فيه، كاشفة على أن المرحلة المقبلة ستشهد الكثير من العمل لتطويره والاستفادة من موارده المميزة.

وتوالت وعود الوزراء، وقالت عبير عواودة وزيرة الاقتصاد أن المرحلة المقبلة ستشهد عملية النهوض باقتصاد قطاع غزة، وكذلك يوسف دعيس وزير الأوقاف الذي رفض أن يميز بين موظفي الأوقاف في قطاع غزة والضفة المحتلة، وأكد أنهم جسد واحد في حمل الراية ونجاح الرسالة وإعطاء الصورة مشرفة عن الدعوة، مشدداً على أن الجميع سيعمل في مركب واحد دعماً للمصالحة.

وفي كلمة لإيهاب بسيسو وزير الثقافة من وزاراته قال "إننا ندرك ألا قوة لشعبنا الصامد إلا بالوحدة والتماسك، وينبغي علينا تأكيد هذه الشعارات من خلال العمل المتواصل"، مشيراً إلى أن التعددية الثقافية والفكرية والسياسية من المظاهر الصحية في المجتمعات الراقية، مؤكداً على تكثيف الجهود خلال المرحلة المقبلة للتصدي للاحتلال الإسرائيلي.

سيل الوعود الوزارية السابقة والتي كان ينتظرها المواطن في قطاع غزة على أحر من الجمر، قد تبقى حبيسة إذا ما قرر رئيس السلطة محمود عباس ذلك، الذي أطفأ روح التفاؤل التي ملأت قلوب الغزيين خلال الفترة الماضية، بعد ما كشفه في حواره مع المذيعة المصرية لميس الحديدي الذي قال فيه بأنه غير مستعجل في رفع اجراءاته الظالمة ضد قطاع غزة.

وجاء في حديث عباس، الذي وصفه محللون بأنه يعيد العقدة إلى المنشار، ويعرقل مسيرة المصالحة التي بدأتها حركة حماس، أنه يريد سلاحاً واحدًا يقبع تحت ظله ولا يريد سلاحاً للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.

ولعل كمية الصدق التي لامسها موظفو الوزارات من الوزراء الذين تسلموا مهامهم الثلاثاء الماضي بشكلٍ رسمي في قطاع غزة، قد يكذبها عباس الذي يواصل عناده في إنهاء الانقسام بكافة أشكاله ويتحفظ بحق التفرد بالقرار الفلسطيني وفق هواه.

وتبقى الأيام المقبلة كفيلة بكشف ما سيؤول إليه حال المصالحة الفلسطينية، التي سيعاد استكمال حوارها والخوض في إتمامها الثلاثاء المقبل بالعاصمة المصرية.

البث المباشر