قائد الطوفان قائد الطوفان

كويكب بحجم بيت يقترب من الأرض.. هل يشكل خطرا علينا؟

كويكب بحجم بيت يقترب من الأرض.. هل يشكل خطرا علينا؟
كويكب بحجم بيت يقترب من الأرض.. هل يشكل خطرا علينا؟

دبي - الرسالة نت

نشرت صحيفة "فيلت" الألمانية تقريرا، تحدثت فيه عن الكويكب 2012 TC4، الذي يقترب من الأرض شيئا فشيئا، وسيكون على مقربة من كوكبنا بحوالي 44 ألف كيلومتر يوم الخميس القادم، إلا أن الخبراء أفادوا بأن هذا الكويكب لا يشكل أي خطر جدي على حياتنا.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنه وفي حال اصطدام هذا الكويكب الضخم بالأرض، ستكون النتائج كارثية، على غرار ما حصل في مدينة تشيليابينسك الروسية سنة 2013، حيث خلف سقوط كويكب بالحجم ذاته على هذه المدينة ظهور موجات صادمة، وسقوط ما يناهز 1500 جريح، فضلا عن تضرر قرابة 7000 مبنى.

وأكدت الصحيفة أن العلماء يرغبون في اتخاذ الاحتياطات اللازمة؛ للحد من خطورة هذه الأجسام الفضائية في المستقبل؛ نظرا لأن اصطدام كويكب آخر بالأرض مسألة وقت. وحيال هذا الشأن، أورد مسؤول لدى وكالة الفضاء الأوروبية أن "الكويكب يعدّ فرصة لاختبار قدراتنا في رصد وتتبع الأجسام القريبة من الأرض، إلى جانب التثبت من مدى جاهزيتنا في مجابهة المخاطر الجدية".

ونقلت الصحيفة تصريحات روديغريين، رئيس قسم الأبحاث المتعلقة بالأجسام القريبة من الأرض لدى مركز عمليات الفضاء الأوروبية بدارمشتات، الذي أفاد بأن "حوادث اصطدام الكويكبات بالأرض تتكرر كل 50 سنة، وخير دليل على ذلك ما حصل في تشيليابينسك".

إلى جانب ذلك، إن سيناريو سقوط كتلة صخرية كبيرة من الفضاء على الأرض يتكرر كل 300 سنة، مثلما حصل في صربيا قبل 108 سنة، حيث أدى سقوط كتلة صخرية يبلغ قطرها 40 مترا إلى القضاء على حوالي 2000 كيلومتر مربع من الغابات.

وأضافت الصحيفة بأن الخبراء أوردوا بأنه استنادا إلى وسائل مراقبة الأجسام القريبة من الأرض، يحتاج العلماء إلى عشرات السنوات لاتخاذ إجراءات الحماية اللازمة في صورة اقتراب جسم كبير من كوكبنا. وفي هذا الإطار، أورد يين أنه "في صورة اقتراب جسم كبير من كوكب الأرض، يمكننا اللجوء إلى أسلوب "متلافي الاصطدام الكويكبي"، أو ما يسمى "مجنب الكويكبات"، حيث يمكن تغيير مسار الكويكب عبر إجباره على الاصطدام بجسم آخر".

وأوردت الصحيفة أن الكويكبات الصغيرة تشكل بدورها خطرا على كوكب الأرض. ومن المثير للاهتمام أن رائد الفضاء السابق روستي شفايكارت، البالغ من العمر 81 سنة، دعا إلى ضرورة مجابهة خطر هذه الأجسام. وفي حوار مع صحيفة دير شبيغل، أكد شفايكارت أنه "يجب علينا مجابهة خطر الكويكبات في كل مكان".

في شأن ذي صلة، يطمح خبير الكويكبات روديغر يين إلى صنع جهاز إنذار مبكر يحذر الناس من خطر اصطدام الأجسام الفضائية بالأرض قبل أسبوع من وقوع الكارثة، حيث أكد قائلا: "سنحقق تقدما كبيرا إذا نجحنا في تحذير الناس من خطر اصطدام الأجسام الفضائية بكوكب الأرض، تماما مثلما يحدث في حالة حدوث الأعاصير. في هذه الحالة، سنتجنب وقوع خسائر فادحة".

وذكرت الصحيفة أن وكالة الفضاء الأوروبية رصدت حوالي 26 مليون يورو لمراقبة الكويكبات خلال السنوات الأربع القادمة. وفي هذا الإطار، أفاد باحث الكويكبات يين بأنه "في صورة اكتشاف جزء من الكويكبات قبل 20 سنة من اقترابها من كوكب الأرض، ستتوفر حتما الأموال الكفيلة بالتوقي من خطورة اصطدامها بالأرض بصورة فجائية".

كما أشار يين إلى أن أفلام هوليوود ساهمت في توعية الناس بالخطر الجدي الذي تشكله الكويكبات، كما ساعدت في تمويل مشاريع رصد ومجابهة الأجسام القريبة من الأرض، حيث زادت الأموال المرصودة للوقاية من خطر الكويكبات بعد انتشار هذه الأفلام.

وبينت الصحيفة أن الباحثين يعملون على رصد السماء، وسد الثغرات التي تتركها الأجسام القريبة من كوكب الأرض؛ لذلك، تسعى وكالة الفضاء الأوروبية إلى إطلاق تلسكوب "فلاي أي" سنة 2019. لكن هذا التلسكوب لن يكون فعالا بصفة كبيرة؛ نظرا لأن 20 بالمئة من الأجسام القريبة من الأرض تظهر في الجانب المشمس من الكوكب، ولا يقدر هذا التلسكوب على رصدها.

وفي الختام، قال يين إنه "في بعض الأحيان، يمكن أن يظهر مذنب من بعيد، لكننا لا نتمكن من رصده إلا قبل سنتين من اقترابه من الأرض، علما بأنه يجب علينا رؤية الجسم في الوقت المناسب؛ حتى يتسنى لنا اتخاذ الإجراءات المناسبة، وتوفير الأموال اللازمة؛ للحيلولة دون حصول الكارثة".

الصحيفة: فيلت

البث المباشر