برز اسم اللواء توفيق أبو نعيم للإعلام بعد الافراج عنه في سجون الاحتلال في صفقة وفاء الاحرار عام 2011م، بعدما أمضى فيها 23 عامًا، بفعل مسؤوليته المباشرة عن تأسيس كتائب القسام والمقاومة الفلسطينية في بدايات العمل المقاوم إبان اندلاع انتفاضة الأقصى.
الرجل "الصامت الهادئ" كما يصفه مقربوه وأحد أول ثلاثة أشخاص أسسوا كتائب القسام في منطقة الوسطى الى جانب رفيقي دربه عدنان الغول ووليد عقل، قاد رفاقه في السجون طيلة مراحل الزنازين، وأصبح يلقب بـ"المختار" لنجاعته في إدارة الملفات المناطة به وحنكته وأخلاقه في الزنازين، حتى بات يطلبه مسؤول الامن الإسرائيلي بالاسم لمعرفته بتأثيره ودوره.
توفيق أبو نعيم القائد الذي تردد اسمه وصداه كثيرا داخل السجون، ثم ما لبث أن بات ايقونة في قضية الأسرى يرجع اليها كل المختصين في ذات الشأن خاصة وأنه عمل ممثلا للسجون لسنوات طويلة، ومنذ الافراج عنه أصبح يلقب بـ"والد الأسرى" في إشارة الى دوره المباشر في دعم واسناد وتحشيد الرأي العام لنصرتهم، لا سيما وأنه ترأس مجلس إدارة جميعة واعد للأسرى والمحررين.
ومنذ اللحظة الأولى للإفراج عنه وضع الرجل أمام "مهمات صعبة"، لثقلها على شخصية بعد أن اعتقدوا بأن السجن قد نال من عزيمته، فأصرّ على تنفيذها واحدة تلو الأخرى حتى اصطدم بالملف الأصعب!.
تنقل الرجل في قيادة حركة حماس والاشراف المباشر على إدارة اعقد وأصعب الملفات المناطة به، جعله الشخصية المرشحة لتولي الملف الأمن خلفا للقائد صلاح أبو شرخ، وجرى اختياره في توقيت ومرحلة وصفت بالأعقد آنذاك، ليبدأ الإبحار في سفينة القطاع بين أمواج متلاطمة عديدة.
يروي مقربون منه بأن الرجل ومنذ تكليفه في إدارة الملف الأمني، بدأ بجولات مكوكية بين جميع أفراد الأمن، وبات يتنقل بشكل دائم بين المراكز ليلا وخفية ودون أن يعرفه أحد، حتى بات يتندر عناصر الامن عن مواقف طريفة حصلت معهم أثناء عملية المراقبة الليلية للقائد أبو نعيم.
ومع كل نائبة يشهدها القطاع كان الرجل على رأس عمل كل خلية يتم تشكيلها لمتابعة هذه الأزمات، وقد بدأ عمله في حريق شهده مخيم الشاطئ قبل عامين، حيث أدار خلية للأزمة من مكان الحريق وأمضى طيلة الليل وهو يتابع القضية.
يقول مقربون منه، أنّ الرجل أمضى أياما طويلة لم تغمض فيها جفن له وكان يدعى لتناول الطعام بعد الحاح من زملائه، وذلك بفعل تواصله المستمر ووقوفه على العمل، حتى بات معروف عنه لدى قيادة حماس بأنه "رجل المهمات الصعبة".
ورغم سنوات عمره التي أمضاها في السجون وانخراطه المباشر فور تحرره في العمل القيادي مجددا وتكليفه بأعقد الملفات الأمنية والسياسية، الا انه "عاطفية "الرجل لم تذب امام قسوة الملفات وتعقيدها، "فأسر لمعدّ التقرير يومًا أنه قطع عهدا لزوجته ام عبد الله بعدم الزواج عليها، ثم ضحك واتبع بالقول "انا لا أستطيع أن اتسبب بزعلها".
ومعروف عن الرجل دعابته وابتسامته الدائمة، وتفاعله مع جميع الافراد، حتى بات مكتبه في غزة مفتوحا لتلقي الشكاوى، ولم يتردد عن تلقي الاتصالات المباشرة من المواطنين، وفق مقربون منه.
ومن أظرف المواقف التي حدثت معه في السجون كما يرويه، يقول أبو عبد الله في تقرير سابق للرسالة، "أن زوجته ام عبد الله كانت في كل زيارة تزوره فيها يجلس ليطمأن عليها غالبية الوقت ثم تطمأنه على بقية ابناءه".
ولعب دورًا في اتمام المنطقة الأمنية العازلة، واذابة التوتر القائم في العلاقة بين حركة حماس والقاهرة.
وكان اللواء توفيق أبو نعيم مدير عام قوى الأمن الداخلي في قطاع غزة، قد نجا ظهر اليوم الجمعة، من محاولة اغتيال فاشلة.
وقال إياد البزم، المتحدث باسم وزارة الداخلية والأمن الوطني، في تصريح صحفي، أن أبو نعيم تعرض لمحاولة اغتيال إثر تعرض سيارة لتفجير في مخيم النصيرات وسط مدينة غزة.
وأكد البزم، أن لتفجير أدى إلى إصابة أبو نعيم بجراح متوسطة، ووصف حالته بالمستقرة، بعدبعد مباشرة تلقيه العلاج.
وكشف المتحدث باسم الداخلية أن الأجهزة الأمنية باشرت على الفور تحقيقاتها لمعرفة ملابسات الحادث والوصول للجناة.