وسام عفيفه
يتصاعد النقاش "في الدواوين" حول الدور الخفي الذي تلعبه "النسوان" في الحياة الاجتماعية وحجم نفوذها في اتخاذ القرارات, ويعترف العديد من المتزوجين أن زوجاتهم يمثلن حكومة الظل في البيت.
يمكن إسقاط الحالة الاجتماعية الأسرية لموقع المرأة بتشبيهها بنظام الحكم الملكي الرمزي, كما هو الحال في العديد من النماذج في البلدان الأوربية.
الرجل في إدارة البيت يشبه المكلة إليزابيث في بريطانيا, والمرأة تقوم بدور رئيس الوزراء الجديد ديفيد كاميرون, ولكم أن تحكموا من الحاكم الحقيقي في هذا النموذج.
معظم الرجال يثورون عندما يوسمون بصفة "محكوم", ويعتبرونها إهانة لشواربهم, والبعض الآخر أكثر دبلوماسية وحنكة, يصف استجاباته للقرارات الزوجية بأنه "وفق وتوافق".
قالوا قديما وحديثا, وراء كل رجل عظيم امرأة، وآخرون أكملوا المقولة: وراء كل رجل مسجون امرأة... وراء كل رجل مديون امرأة... وراء كل مشكلة امرأة... وراء كل حرب امرأة... وراء كل عراك جيران امرأة... وراء خلل التركيبة السكانية إمرأة... وراء خراب الشباب وانحرافهم امرأة.
لكن المرأة ردت على هؤلاء قديما وقالت :يكفيني فخراً بأني امرأة... المرأة هي النصف الأفضل , سواء أكانت ظالمة أم مظلومة.
قيل في القدم: ما من رجل عظيم يصادفني في الحياة إلا وأجزم في الحال إن والدته أكثر عظمة منه.
قالت العرب : عظمة الرجل من عظمة المرأة وعظمة المرأة من عظمة نفسها.
وقيل: كل عقل الرجل لا يساوي عاطفة من عواطف المرأة.
ونحن يمكننا القول أن المرأة الفلسطينية استفادت من الحالة النضالية الفلسطينية بشكل كبير,
خلال منع التجول في الانتفاضة الأولى كان الاحتلال يسمح للنساء فقط بالخروج من المنازل للتزود بالغذاء, الرجال جلسوا في البيوت, بينما كانت القوامة للمرأة خلال منع التجول.
في أمثلة أخرى, نساء شاركن في نقل السلاح بطرق أسهل من الرجال, وأخريات نقلن الأموال من الخارج, وبعضهن ساهم في إيواء المطاردين.
مشاركة المرأة في الفعل الانتفاضي وتطورها نحو الفعل العسكري جعلها تناطح الرجل في الكثير من المجالات والحقوق.
المرأة الفلسطينية أصبحت مقاتلة, استشهادية, شهيدة, جريحة, قائدة, نائبة, وحالها مع الرجل يقول: ما في حدا أحسن من حدا.
ويبقى المنزل والحياة الزوجية هي الملعب الأول "للمرأة", هناك تختبر قدراتها ومهاراتها, ورغم تحذير المثل الشعبي قديما "مرة ابن مرة اللي بيشاور مرة" و "شورة المرة بتخرب الدار سنة" إلا انه يثبت أن غالبية الرجال لا يقطعون أمرا إلا بمشورتهن, برضاهم أو رغما عنهم, ويضعفون أمام حلاوة لسانهن أو سلاطته, وعلى رأي المثل الانجليزي: آخر ما يموت في الرجل قلبه وفى المرأة لسانها.