تزايدت الدعوات الدولية التي تطالب السعودية بالسماح برجوع رئيس الحكومة اللبناني سعد الحريري لبلاده، حيث أعرب وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون عن أمله في أن يعود الحريري إلى بيروت من دون مزيد من التأخير الإضافي، وسط تحذيرات رسمية لبنانية من أنه يعيش ظروفا غامضة وملتبسة في الرياض.
وحث جونسون في بيان جميعَ الأطراف في لبنان على بذل كل ما في وسعها لتشجيع الاستقرار، والعمل على احتواء التوترات الأخيرة.
وقال جونسون إنه اتصل بنظيره اللبناني جبران باسيل، وأكد له دعم بريطانيا المستمر لشعب ومؤسسات لبنان في هذا الوقت الصعب.
وشدد على أن الجيش اللبناني هو السلطة الشرعية الوحيدة في لبنان، ولا ينبغي لأي مليشيات أو قوات أجنبية أن تتحدى الجيش اللبناني باعتباره الضامن الأساسي لأمن البلاد.
كما دعا جونسون إلى عدم استخدام لبنان كأداة لحرب بالوكالة، مشيرا إلى تنامي المخاوف لدى واشنطن وحلفاء بريطانيا الأوروبيين إزاء ذلك.
"سأعود قريبا"..
تزامن الموقف البريطاني مع حوار أجرته قناة المستقبل اللبنانية مع الحريري -وهو الأول منذ أعلن من الرياض قبل أسبوع استقالته من رئاسة الحكومة- قال فيه إنه حرّ في السعودية وسيعود قريبا جدا إلى لبنان، بعد اتخاذ إجراءات تضمن أمنه وسلامته، وربط العودة عن استقالته بالالتزام بسياسة النأي بالنفس عن أزمات المنطقة.
وأضاف الحريري أنه سيعود إلى بلاده خلال يومين أو ثلاثة، وينفذ الإجراءات الدستورية المتعلقة باستقالته، مبرزا أن العودة عن الاستقالة مرتبطة بالتأكيد على النأي بالنفس عن كل أزمات المنطقة، ومعلنا أنه سيعمل على إجراء حوار جاد بين الأطراف اللبنانية من أجل مصلحة لبنان ومصلحة الدول العربية.
وفي ما يتعلق بملابسات استقالته وأسبابها، نفى الحريري ما تردد من أنه مقيد الحركة في السعودية، وأكد أنه كتب قرار استقالته بيده، موضحا أنه كان موجودا في منزله منذ وصوله إلى الرياض.
وبدا الارتباك على الحريري واضحا عندما ظهر شخص وراء المذيعة يحمل أوراقا، ولوحظ أن الحريري ينظر إليه بشكل لافت للانتباه، وكان ذلك عند حديثه عن العودة القريبة إلى لبنان.