قالت صحيفة وول ستريت جورنال إن الرئيس الأميركي دونالد ترمب ووزير خارجيته ريكس تيلرسون تنازلا عن ميزة التفوق في الشرق الأوسط لصالح روسيا وإيران.
واعتبرت الصحيفة في افتتاحيتها اليوم الاثنين أن الاتفاق الذي أعلنه ترمب في فيتنام مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، والخاص بنزع فتيل الصراع في سوريا، بمثابة تنازل عن "التفوق الإقليمي" لروسيا وإيران، وأضافت أن ذلك ما يمكن أن يُستخلص من البيان الصادر عن الزعيمين السبت الماضي.
وأشارت إلى أن الإستراتيجية ذات المحاور الثلاثة تهدف إلى إنزال "هزيمة دائمة" بتنظيم الدولة الإسلامية، وتخفيف حدة الحرب الأهلية في سوريا، وإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية تحت إشراف الأمم المتحدة.
واستطردت الصحيفة قائلة إن تنظيم الدولة على وشك أن يفقد دولة الخلافة التي أقامها، ولم يكن للروس اليد الطولى في ذلك، حسب تعبير نيويورك تايمز التي رأت أن "العمل القذر" اضطلع به مقاتلون عرب وأكراد بدعم من القوة الجوية والقوات البرية الخاصة للولايات المتحدة.
ويبقى السؤال: ثم ماذا بعد؟ ففي يوليو/تموز، اتفق ترمب مع الروس على فرض منطقة لخفض التوتر في جنوب غربي سوريا بنية وقف القتال لمعالجة الأزمة الإنسانية وفسح المجال للقوات المدعومة من أميركا "لسحق تنظيم الدولة في الأجزاء الشمالية والشرقية من البلاد".
وبدلا من ذلك، عزز وقف إطلاق النار المكاسب التي حققتها قوات حكومة الرئيس بشار الأسد في غرب سوريا، وأطلق يد الروس والمقاتلين المدعومين من إيران في الشرق، وتمكنت قوات سوريا الديمقراطية المتحالفة مع الولايات المتحدة من إحراز تقدم على حساب تنظيم الدولة الإسلامية.
ومع أن وزارة الخارجية الأميركية تزعم أن تجربة نزع فتيل الصراع "لم تكن مثالية" فإنها كانت ناجحة؛ ذلك أن "العنف في المنطقة تراجعت حدته على نحو كبير، وآلاف العائلات السورية عادت إلى ديارها".
ومضت الصحيفة في افتتاحيتها إلى أن مسؤولي الخارجية الأميركية أوضحوا السبت الماضي أنهم "بدؤوا يرون مؤشرات على أن الروس والنظام (السوري) يريدون أن تنطلق العملية السياسية بعيدا عن جنيف"، وأن "الوزير تيلرسون يشعر بأنه من الأهمية بمكان استنطاق الرئيس بوتين" لتأييد العملية التي تقودها الأمم المتحدة.
وعلقت وول ستريت جورنال على ذلك بالقول في سخرية واضحة "كأن تصريحات بوتين ملزمة له". وقالت "إن كان ثمة درس استقيناه من ست سنوات من القتال في سوريا فهو أن الحقائق العسكرية على الأرض هي التي تحدد نطاق أي سلام".
خلاصة القول إن المشهد كاملا يوحي بأن ترمب ووزير خارجيته يستخدمان على ما يبدو "دبلوماسية نزع فتيل الصراع" لتبرير الانسحاب من سوريا ما بعد تنظيم الدولة الإسلامية، مشيرة إلى أن بوتين يحقق الفوز في سوريا رغم أحابيله في ما يتعلق بتدخله في انتخابات الرئاسة الأميركية.
وول ستريت جورنال