قائد الطوفان قائد الطوفان

الشتاء".. فصل رعب للعائلات الفقيرة في غزة

احدى العائلات التي يثقل عليها المطر في قطاع غزة(أرشيفية)
احدى العائلات التي يثقل عليها المطر في قطاع غزة(أرشيفية)

غزة-محمد شاهـين

في ساعات متأخرة من الليل، وبعد أن أسقطت السماء رذاذ المطر فجر الثلاثاء الماضي، هرعت عائلة أبو نحل إلى تغطية سقف منزلها المكسو بألواح مهترئة من القرميد، بقطع متجزئة من النايلون ليحول دون وصول المياه إلى صحن منزلهم الذي يضم 14 شخصاً.

ويتعرض قطاع غزة لمنخفض جوي هذه الأيام، ويشهد تساقط الأمطار التي تعجز بيوت الفقراء عن مواجهتها، حيث يضطرون لاتخاذ تدابير تقيهم غرق منازلهم.

"الرسالة نت" نقلت جزءاً من معاناة أصحاب المنازل "الفقيرة"، بعد أن خاضت جولة قصيرة لعدد من العائلات التي تثقل الأمطار كاهلها، وتقلب الأجواء الباردة التي تعتبر جميلة لدى الكثيرين إلى ساعات طوارئ وترقب.

بمنطقة الصفطاوي شمال مدينة غزة، تقطن عائلة أبو محمد أبو نحل التي لم يسعفها المجهود الذي بذله رب المنزل وأبناؤه الأربعة ليلاً لمنع دخول الأمطار لمنزلهم، إذا تفاجأت بعد وقت قصير من اشتداد هطول المطر باقتحامه حجرة نومهم ما أجبرهم إلى التكدس بصالة المنزل التي لم تصلها المياه بشكلٍ كبير.

في التفاصيل، يقول أبو  نحل، "حاولت قبل هطول المطر أن أغطي سقف المنزل بنايلون حصلت عليه من جمعية خيرية العام الماضي، إلا انه كان مهترأ بسبب أشعة الشمس ما أفقدني السيطرة على دخول المطر إلى حجرة النوم ما تسبب لنا بمعاناة نكابدها بكل فصل شتاء".

ويضيف  الذي نهشته البطالة منذ أعوام " لا أستطيع أن أتكبد تكاليف شراء نايلون جديد لارتفاع سعره، ما يجبرني على انتظار أن تقوم الجمعيات الخيرية بالوقوف إلى جانبي كما حدث في الأعوام السابقة".

وبالرغم من أن النايلون يخفف جزءاً من معاناة العائلة، إلا أنها تبقى حاضرة وبقوة بعد اهتراء البنية التحتية للمنزل الذي شيد بطريقة عشوائية، لعدم مقدرة العائلة المالية على بنائه بالطريقة المناسبة.

وعلى بعد مئات الأمطار من عائلة أبو نحل، تقطن الحاجة أم صلاح أبو عربية، وأبناؤها، في منزل متواضع تغطي نوافذه قطع من الأقمشة والنايلون.

وفي حديثها مع "الرسالة نت"، تقول أبو عربية "فصل الشتاء يمثل لنا فصل الرعب، إذ اننا لا نستطيع أن نفعل أي شيء حيال البرد الذي يتدفق إلى المنزل ويقرس أحفادي ما يتسبب لهم بأمراض طوال أيامه".

وتوضح الأرملة "إنها تمر بظروف اقتصادية صعبة، تحول دون ان يستكمل تشييد المنزل، الذي يشعرها وقت هطول المطر بأنها تعيش في الشارع لعدم مقدرتهم على منعه من الدخول لأرجاء المنزل"، مطالبة أهل الخير أن يساعدوها في تجاوز هذه العقبة التي تنغص عليهم فصل الشتاء.

العائلة الثالثة التي التقتها "الرسالة نت" كانت من أكثر العائلات التي يزعجها الشتاء، حيث تقترب أرضية منزلها من مستوى الشارع ما يجعله مصباً لمياه الأمطار.

وفي كل فصل شتاء يشتد فيه تدفق الأمطار تجبر عائلة فلاح محمد، على ترك منزلها، والهجرة إلى منازل الاقارب بعد أن تختلط مياه المنزل العادمة بمياه الأمطار، ويخلق لهم ظروفاً إنسانية وصحية متردية.

وينسحب حال العائلات السابقة على حال مئات العوائل في قطاع غزة التي تقطن في منازل متهالكة ومشيدة من الصفيح، خاصة في المناطق الحدودية التي نالت منها آلة الحرب "الإسرائيلية" خلال حروبها الأخيرة".

وكان قطاع غزة قد شهد خلال الأعوام الماضية عدة أزمات سببتها المنخفضات الجوية القوية والتي كان من أبرزها منخفض "اليسكا" عام 2013، ومنخفض هدى 2015، وغيرها التي أظهرت تهالك البنية التحتية للقطاع بفعل الحصار الإسرائيلي الممتد منذ 10 أعوام.

البث المباشر