قائد الطوفان قائد الطوفان

الشمندر والبروكلي ضيفان جديدان على الزراعة الغزية

الشمندر والبروكلي
الشمندر والبروكلي

​غزة- محمد شاهين

أنهى مزارعون من قطاع غزة أولى تجاربهم الناجحة بزراعة صنفين جديدين من الخضراوات وزجها في السوق المحلية بأسعار تلائم الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها مواطنو القطاع.

(الشمندر والبروكلي) نبتتان غنيتان بالعناصر الغذائية المفيدة لجسم الإنسان، بالكاد تراهما في الأسواق الغزية خلال السنوات الماضية، لكنهما متوفرتان الآن بعد النجاح الذي حققه مزارعون في إنتاجهما محلياً وتجاوز العقبات الصعبة التي سببها الحصار (الإسرائيلي) على قطاع غزة.

وبحسب بائع الخضراوات محمد صلاح فإن المواطنين تلقوا هذا الإنجاز بترحاب كبير، وأقبلوا على الشمندر والبروكلي وكان الأخير الأكثر رواجاً.

وقال صلاح "للرسالة نت": "معظم الزبائن الذين اشتروا الشمندر والبروكلي، كانت التجربة الأولى لهم، ومع ذلك لا أتوقف عن تعريف كل من يسأل عن طريقة التحضير والطهي".

ويثني المواطن حسن المفتي على مجهودات المزارعين التي أثمرت بإنتاج البروكلي، معبراً عن سعادته بتوافر مثل هذه الخضراوات الغنية بالفوائد داخل الأسواق وبأسعار معقولة.

ويوضح صاحب الخمسين عاماً "للرسالة نت" أنه كان من النادر الحصول عليه قبل نجاح زراعته وكان ثمنه مرتفعاً مقارنة بالأسعار الحالية، إلا أن انتاجه محلياً دفعه لشراء كميات كبيرة منه.

وعن المصاعب التي واجهت المزارعين، قال خالد قديح أحد المزارعين الذين أنتجوا الشمندر والبروكلي إن زراعتهما تخللها العديد من المصاعب والمتاعب، إلا أن إصراره على إنجاحها واتباعه طرقا بديلة تكللت بالنجاح مما ساهم بأن تغزو أسواق القطاع.

وأوضح قديح أن انقطاع التيار الكهربائي وتعذر عمليات الري لوقت طويل كانا أبرز المعيقات التي هددت نجاح الزراعة، بجانب الظروف الاقتصادية التي يمر بها قطاع غزة، وعجز المواطنين عن شرائها لارتفاع أسعارها، ما دفعهم إلا محاولة انتاجها لتقليل التكلفة.

ويأمل قديح من الجهات المسؤولة تقديم الجهد والدعم المناسب لإنجاح مثل هذه الزراعات الهامة والمفيدة التي من شأنها أن تعود بالنفع على المزارع والمواطن على حد سواء وتساعد في مواجهة الظروف الاقتصادية الصعبة".

بدوره أكد نزار الوحيدي مدير الإدارة العامة للإرشاد في وزارة الزراعة، أن انتاج البروكلي والشمندر في قطاع غزة يثبت أن المزارع الفلسطيني قادر على تحدي ظروف الحصار الإسرائيلي، ومصرّ على العيش بأبسط الإمكانيات المتاحة.

وأوضح الوحيدي أن المزارعين أثبتوا أنهم قادرون على انتاج هذه النباتات وتحقيق اكتفاء نسبي منها، بعد أن كانت تعتمد أسواق قطاع غزة على جلبها من الخارج، وكان توفرها مرهونا بعملية الاستيراد وبأسعار مرتفعة.

وأشار إلى أن وزارة الزراعة في قطاع غزة، تقدم كامل دعمها لمثل هذه التوجهات والتجارب المميزة، وتحاول دائماً أن تجد ما يحسن ظروف المزارعين المادية والإنتاجية عبر تقديم عدد من المساعدات لهم خاصة المتعلقة بالدعم المجهري والتجارب الزراعية التي تثبت نجاحها في مختبرات وزارة الزراعة.

ويأمل الوحيدي أن تنتشر هذه الزراعة بصورة واسعة بين المزارعين خلال فصل الشتاء، ويكون توجه أكبر لإنتاج كميات وافرة خصوصاً من نبات البروكلي نظرا لفوائده الغذائية الكبيرة وإقبال المواطنين عليه.

ويعتبر البروكلي من النباتات الفصلية وهو من مجموعة الملفوف (الكرنب) والقُـنَّـبِـيط (القرنبيط أو الزهرة)، وغني بالمواد المضادة للأكسدة والتي تحمي الخلايا من التلف والسرطان، ويحوي كميات وافرة من المعادن والفيتامينات الأساسية.

أما الشمندر فهو نوع نباتي جذري درني يتبع القبيلة السرمقاوية، ومكوناته: 90% ماء، 5% ألياف، 2% رماد، والباقي سكاكر ومواد معدنية كالكبريت، البوتاسيوم، الكالسيوم، الفسفور، الحديد، والنحاس. والفيتامينات والأملاح المعدنية.

وللشمندر فوائد جمة، إذ يستعمل في علاج فقر الدم، فضلا عن أنه مصدر لحمض الفوليك، والفيتامينات b2، c، a إضافة إلى أنه غني بالبوتاسيوم والمغنيزيوم ومدر للبول.

البث المباشر