غزة –الرسالة نت-وكالات
اعترف قائد فرقة غزة الجنرال إيال آيزنبرغ، أن القتال في المعركة المقبلة قد يمس تل أبيب، مشيراً إلى أنه فكر في حرب لبنان الثانية بتقديم استقالته من الجيش، مقارناً، في مقابلة مطولة مع «معاريف»، بين الحرب في لبنان التي لم يكن الجيش «جاهزاً» لها، والحرب في غزة التي «أظهرت قدراته النارية والحركية."
ووفق فرضية العمل في الجيش الإسرائيلي، فإن الرئيس الفلسطيني محمود عباس سيعلن قبل كانون الثاني 2010 موعداً لإجراء انتخابات عامة.
ويقول آيزنبرغ إنه إذا سارت الأمور على هذا النحو، فإن حماس قد تفجر الوضع الميداني من جديد، مما يقتضي الاستعداد لعملية «الرصاص المسكوب» الثانية.
وفي نظر آيزنبرغ، فإن حماس تعاني في قطاع غزة من مشكل سيولة نقدية، ومع ذلك، فإنها تبذل جهداً كبيراً لإدخال أسلحة «مخلة بالتوازن» مركزة على المضادات للدروع والمضادات للطيران. وشدد على أن فرضية العمل هي أن الخطر على إسرائيل في الجولة المقبلة من القتال سيكون أعظم، «وفي اعتقادي، فإن القتال سيؤثر على منطقة تل أبيب."
وأقر آيزنبرغ، الذي قاد القوات الإسرائيلية في حرب غزة، أن وضع القادة الإسرائيليين بعد «تقرير غولدستون» عن جرائم الحرب، غير مريح.
وقال «في اعتقادي إن العديد من الدول لن تفرح إذا وطأتُ أراضيها وهناك دول ستفرح إذا قامت باعتقالي.» ومع ذلك، فإن آيزنبرغ لا ينسى التشديد على أن الجيش الإسرائيلي في كل عملياته «يتصرف بأخلاقية وفق سلم القيم والمعايير» العسكرية والأخلاقية.
وقال إن المحقق الدولي ريتشارد غولدستون، وضع يده على استثناءات وشواذ، ولكن من أقدموا عليها نالوا عقاباً. وأشار في ذلك إلى أنه «كانت هناك عمليات إطلاق نار من دون إذن، وتمت معاقبة مرتكبيها. والجيش راجع كل تقارير إطلاق القذائف، وأدار تحقيقات وصولاً الى رئيس الأركان حول من أطلق أو لم يطلق القذائف."
وتشدد صحيفة «معاريف» على أن هذه هي المرة الأولى منذ حرب لبنان الثانية التي يتحدث فيها آيزنبرغ. وكان هو قد تعرض لانتقادات شديدة على أدائه في حرب لبنان الثانية حتى من جانب عدد من ضباط الاحتياط في «فرقة النار» التي قادها في تلك الحرب والمكونة من ألوية مظليين نظاميين واحتياط.
فقد قتل عدد من جنود فرقته وجرح آخرون في قرية دبل وساد الهرج والمرج حول إخلاء الجنود الذين لم يكونوا يبعدون سوى مئات الأمتار عن الحدود.
ورفض آيزنبرغ أن تكون ترقيته بعد حرب لبنان الثانية نوعاً من تصحيح الموقف منه.
وأشار إلى أن جميع قادة الفرق الذين خاضوا حرب لبنان الثانية، كانوا في الجيش منذ ثلاثين عاماً، لذلك فإن السؤال «هل أخطأنا في الأسلوب؟ هل أخطأنا في التربية؟ وأين كنا طوال ثلاثين عاما؟».
ومع ذلك، أقر بأنه في تلك الحرب أخطأ الجميع في قراءة الوضع وتقدير الموقف.
وأشار الجنرال الاسرائيلي إلى أن «أهلية الجيش الإسرائيلي عشية حرب 2006، لم تكن في أفضل حالاتها.
وهذا ينطبق أيضا على الفرقة التي قدتها. فإذا كنت لا تتدرب، فكيف ستوازن بين كل وسائل القتال؟ بين الحركة والإمداد والنار؟ وكذلك الاستخبارات طبعاً.
إنهم ينظرون فقط إلى المهمة. هل تعرف المهمة؟ لا يهمني كيف تنفذها. اجلب لي نتائج، ولا ترو لي حكايات.
وقال إن هذا ليس تبريراً، مقراً أنه ليس معفياً من الأخطاء «فقد ارتكبت أخطاء.. وفي عملنا ينبغي أن نفهم أن الأخطاء تقع. ففي نهاية المطاف، أنت تأخذ قادة فرق وتقول لهم تحركوا لتنفيذ مهمة للمرة الأولى. وقد سألت أسئلة أولية. وفي النهاية جميعنا أخفقنا."
وأشار آيزنبرغ إلى أن الفارق بين عمله في حرب لبنان، وعمله في حرب غزة، هو «أنني الآن أركض فوراً إلى موقع الحدث».
وأشار على وجه الخصوص إلى مقتل قائد لواء المظليين وأفراد طاقمه في غزة وتولي نائبه مهام القيادة وكيف أنه ذهب على الفور إلى مكان الحادث للتحقيق في المسألة.
تجدر الإشارة إلى أن اثنين من أربع قادة فرق خاضوا حرب لبنان الثانية، هما غال هيرش وإيرز تسوكرمان، تركا الجيش، فيما الثالث، غاي تسور، بقي في الجيش ولكن لم ينل ترقية. وأكد أيزنبرغ أنه اعتبر حرب 2006 تجربة قتالية، وقال إنه في فترة محاسبة النفس فكر في الاستقالة من الجيش.
وخلص في المقابلة إلى أنه ليس رجل البشارة، على الأقل ليس في الوقت الحالي، موضحاً «لقد كتب علينا أن نعيش على الحراب، ويفضل أن تبقى حادة ."