يصطدم الشبان الفلسطينيين خلال المواجهات مع قوات الاحتلال بخروج المستعربين من بينهم متنكرين بلباس فلسطيني وملثمين بالكوفية، ووقوعهم فريسة للاعتقال قرب نقاط التماس مع الاحتلال في الضفة المحتلة.
وتناقلت مصادر فلسطينية مقطع فيديو لمستعربين اعتقلوا ثلاثة شبان فلسطينيين خلال المواجهات مع قوات الاحتلال الاسبوع الماضي، وكانوا ملثمين بكوفيات فلسطينية، وأبرحوا الشبان ضربا، وقيدوهم واقتادوهم نحو الآليات العسكرية التي كانت على مقربة منهم لمساندة المستعربين.
والجدير ذكره، أن "المستعربين" وحدة إسرائيلية يقوم عملها على التخفي والاندماج بين ناشطي الانتفاضة خلال المواجهات، ثم الانقضاض على المتظاهرين واعتقالهم بمساعدة جنود الاحتلال".
وظهرت وحدة المستعربين منذ بداية احتلال فلسطين ونشطت مع اشتعال انتفاضة الحجر وشوهدت بوضوح في الايام الاخيرة مع الاحداث التي تلت إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، وفق علاء الريماوي.
وأكد الريماوي، في حديثه لـ "الرسالة"، ظهور مجموعات المستعربين بأحداث الانتفاضة من أجل تنفيذ عمليات الملاحقة الساخنة والاعتقال والمطاردة ومهام التصفية وزرع أجهزة التنصت التي يصعب على الجيش تنفيذها وسط القرى والمدن الفلسطينية.
وهذا ما أكدته وسائل عبرية بأن جنود وحدة دوفدوفان "الاسم العسكري لوحدة المستعربين في جيش الاحتلال" يتدربون على كيفية الدخول إلى البلدات الفلسطينية، وكيفية استخدام الوسائل القتالية واعتقال الشبان الفلسطينيين من مناطق مكتظة، في حال اندلاع مواجهات.
وأوضح الريماوي أن الوحدة مشتركة بين قوات الجيش وجهاز الشباك الإسرائيلي، وعادت للحيوية مع بداية المواجهات الفلسطينية، وتعمل تحت غطاء متنوع أشكاله عبر شركات خدمات أو بائعي خضروات أو غيرها.
ووفق صحيفة "معاريف" العبرية فإن المستعربين يتقمصون دور صحفيين يحملون كاميرا أو مسعفين أو أطباء لأجل اعتقال مطلوبين لسلطات الاحتلال، حيث يسهل ذلك عليهم اختراق التظاهرات والاحتجاجات وتنفيذ مهمتهم الأمنية ولو اقتضى الأمر ارتداء ثياب النساء.
وأضاف الريماوي: " يصعب على الشخص تميز هذه الوحدة عن المتظاهرين، ويجب أن يكون هناك طريقة نمطية لتمييز حركة التظاهر الشبابي أو انسجام شبابها بلبس معين أو اشارة معينة حتى يصبح هناك دراية في الواجهة التي تبدو بها قوات المستعربين".
وأشار إلى أن المستعربين لا يمكن أن يدخلوا منطقة معينة دون أن يكون هناك شكل من أشكال التهيئة مثل الاقتراب الكبير للقوات "الاسرائيلية" من المناطق الفلسطينية.
ومن جانبه، أكد يوسف الشرقاوي المختص بالشأن العسكري أن سيناريو وحدة المستعربين تكرر خلال الفترة الاخيرة من أجل إثارة الرعب بين صفوف المتظاهرين، وتخويف وإرهاب الشعب الفلسطيني، وقال الشرقاوي في حديثه لـ"الرسالة"، "ليس هناك حل لمواجهة المستعربين سوى أن يكون هناك إشارة معينة بين الناشطين ويتم تغييرها اسبوعياً حتي لا يكتشفها الاحتلال ويضع مثلها بالإضافة إلى مراقبة حركة الجيش الميدانية من أجل الوصول إلى حالة فرز بينها".
يذكر أن وحدات المستعربين ظهرت منذ ثلاثينيات القرن الماضي، حيث عمل أعضاؤها ضمن عصابات صهيونية من قبيل "الهاغاناه" و"ايتسل" و"ليحي".
وتتشكل هذه الوحدات من جنود ينتقون من بشرة وملامح مشابهة للملامح العربية، ويخضعون لتدريبات وتكوين في معهد خاص عبارة عن قرية صناعية تشابه قرية فلسطينية لتعلم تفاصيل الحياة الفلسطينية ودراسة تاريخ العرب والفلسطينيين ولغتهم وعاداتهم.
وحملت أول وحدة مستعربة أسستها منظمة "البلماخ" اسم "الدائرة العربية"، وعملت في التجسس وتنفيذ العمليات التخريبية داخل فلسطين التاريخية والدول المجاورة، واستمر عمل الوحدة بين عامي 1943 و1950.
ويزداد خطر هذه الوحدة مع تجديد المواجهات الفلسطينية مع الاحتلال مما يجعلها تشكل خطر على الشباب المنتفض لأنه يعمل على زرع أفراد هذه الوحدة التي تتنكر بهيئة الشبان الفلسطينيين بهدف تفريق المتظاهرين واختطافهم، مما يسهل عليهم إطفاء شرارة الانتفاضة.