أرسلت المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة نكي هيلي رسائل تهديد للدول الأعضاء التي تنوي التصويت غدا الخميس، لصالح مشروع قرار تقدمت به كل من تركيا واليمن بهدف إبطال قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل.
وقالت هيلي إن رئيسها ترمب طلب منها تقريرا عن كل دولة ترفض الانصياع، وهذه سابقة في كواليس الأمم المتحدة.
وقال مراسل الجزيرة مراد هاشم إن تحذير هيلي استعمل مفردات غير معهودة في العلاقات الدولية وتحذيرا مباشرا من التصويت ضد قرار ترمب بشأن القدس.
وأضاف المراسل أن موقف المندوبة الأميركية في الأمم المتحدة ومهاجمتها سابقا لقرار مجلس الأمن وتحذيراتها قد تؤثر في بعض الدول، لكن دولا أخرى ستنتقد هذا السلوك، متوقعا أن يمر مشروع القرار التركي واليمني بأصوات مريحة، وهو ما يخشاه ترمب لأنه سيظهر في موقف المعزول دوليا في ظل انتقادات داخلية من الليبراليين والصحافة لقراره بشأن القدس، واعتباره تهديدا للمصالح الأميركية والأمن القومي الأميركي.
وأشار المراسل إلى أن التهديدات الأميركية تحاول تقليص عدد الدول التي يمكن أن تصوت بالجمعية العامة للأمم المتحدة ضد قرار ترمب في جلسة طارئة لدعوة الولايات المتحدة للتراجع عن قرارها الخاص بالقدس، بعدما استخدمت واشنطن حق النقض (الفيتو) لإجهاض قرار وافق عليه جميع أعضاء مجلس الأمن الآخرين.
وكانت نكي هيلي توقعت عدم تصويت دول ساعدتها الولايات المتحدة ضد قرار ترمب لأنه سيعتبر التصويت لصالح القرار العربي الإسلامي تصويتا ضده شخصيا، مشيرة إلى أن الرئيس يراقب هذا التصويت جيدا وطلب مننها أن تبلغه بمن صوّت ضد القرار الأميركي.
ولم تكتف هيلي برسالتها للسفراء الأجانب في المنظمة الدولية بل نشرت تغريدة على حسابها في موقع تويتر قالت فيها: "في الأمم المتحدة يطالبوننا دائما بأن نعمل أكثر وأن نعطيهم أكثر. لذلك عندما نتخذ قرارا بإرادة الشعب الأميركي بشأن موقع سفارتنا أين يكون، فإننا لا نتوقع من أولئك الذين ساعدناهم، أن يستهدفونا".
من جهتها استنفرت إسرائيل سفاراتها في العالم للتحرك من أجل التحرك وحث الدول على عدم التصويت لصالح مشروع القرار المعروض على الجمعية العامة للأمم المتحدة، توقعت صحيفة هآرتس الإسرائيلية أن توافق عليه بأغلبية ساحقة.
من جانبه، ندد وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، بالتهديدات الأميركية في الأمم المتحدة بشأن مشروع قرار القدس، وذلك في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره التركي مولود تشاووش أوغلو في تركيا.
وقال تشاووش أوغلو إن بلاده تنتظر دعما قويا لمشروع قرار القدس الذي ستصوت بشأنه الجمعية العامة للأمم المتحدة غداً. وأضاف أن المسيحيين، كما المسلمين، منزعجون من قرار ترمب بشأن القدس. يذكر أن تركيا واليمن هما اللتان تقدمتا بمشروع قرار القدس إلى الجمعية العامة.
ويتوقع السفير الفلسطيني لدى الأمم المتحدة رياض منصور أن يحصل مشروع القرار على "تأييد ساحق" في الجمعية العامة. وقال إن القدس موضوع "يجب أن يحل من خلال المفاوضات" بين إسرائيل والفلسطينيين. وأضاف منصور أن "الجمعية العامة ستقول وبدون خوف من الفيتو بأن الأسرة الدولية ترفض قبول موقف الولايات المتحدة الأحادي الجانب".
يذكر أنه لا تتمتع أي دولة بحق النقض في الجمعية العامة، خلافا لمجلس الأمن الدولي حيث تملك خمس دول هي الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وبريطانيا والصين هذا الحق.