قائد الطوفان قائد الطوفان

​هروباً من الاعتراف بفشل مسار التسوية

قيادة السلطة ترنو لرعاة جدد للتسوية بعد خذلانها من "رعاة البقر"!

ارشيفية
ارشيفية

فايز أيوب الشيخ- الرسالة نت

لا تنفك قيادة السلطة عن اللهاث وراء خيارها التفاوضي الذي ثبت فشله لأكثر من عقدين من الزمن، فبالرغم من الصفعة القوية الأخيرة التي تلقتها من الإدارة الأمريكية راعية هذا الخيار، إلا أنها تُصر على البحث عن رعاة جُدد للسير في هذا الخيار العبثي.

وفي التفاصيل، فقد توجه وفدان فلسطينيان إلى روسيا والصين الثلاثاء الماضي، لنقل رسالة من رئيس السلطة محمود عباس مفادها رغبته بإيجاد رعاية دولية جديدة لعملية التسوية، وفي إطار الأمم المتحدة بديلاً عن الرعاية الأمريكية.

وقبلها بنحو أسبوع زار عباس فرنسا للقاء الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون"، ساعياً لإيجاد بديل عن الولايات المتحدة الأمريكية لرعاية عملية التسوية.

ولم تبدِ أي دولة سالفة الذكر-حتى الآن- موقفها من رعاية عملية التسوية، في حين أبدت الأمم المتحدة استعدادها للقيام بدور الوسيط بين الفلسطينيين و(إسرائيل)، وذلك بعد الرفض الفلسطيني لاستمرار واشنطن في لعب هذا الدور.

وكان الرئيس الأمريكي "دونالد ترمب" أعلن يوم 6 من ديسمبر/كانون الأول الجاري، اعترافه بالقدس عاصمة لـ(إسرائيل)، والبدء بنقل سفارة واشنطن إلى المدينة المحتلة.

 البحث عن حلفاء جدد!

وقلل يحيى رباح القيادي في حركة فتح من الفشل الكبير الذي مُنيت به العملية السلمية خلال الـ25 عاماً الماضية، زاعماً أنه "ليس هكذا تقاس الأمور، فكلما نمر بصعوبة نعود ونلقي اللوم على أنفسنا !".

ويعول رباح في حديثه لـ"الرسالة نت" على حلفاء السلام في العالم لإحياء عملية التسوية من جديد، قائلاً "علينا أن نبحث عن حلفاء بالوسائل كافة للوقوف معنا، وإذا كان الطريق إلى ذلك أن ننتدب حلفاء بدل الدور الأمريكي، فلماذا لا نفعل ذلك؟".

ورفض ما وصفها "المزايدة على قيادة فتح والسلطة في مسألة خيار المقاومة"، مُدعياً أن قيادته هي من ابتدعت المقاومة ومازالت تقاوم إلى الآن، على حد تعبيره، وتابع "نحن نعمل بكل الإمكانيات في قضيتنا سواء في البعد السياسي والقانوني والاجتماعي والتنظيمي وبالاستنهاض العربي والإسلامي"، مضيفاً " علينا أن لا نحصر أنفسنا في زاوية واحدة".

واستدرك رباح مردفاً " كل الخيارات مطروحة ولازمة ومفيدة، والمهم أن هذه القيادة عندما توضع في اختبار أن لا تخرج عن خيارات شعبها وخياراته، وعلينا أن لا نتخلى عن حقوقنا وقضيتنا ونستعد للأصعب ولمراحل متقدمة من نضالنا".

خيار الوحدة والنضال

من جهته، رأى رباح مهنا عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية في حديث مقتضب لـ"الرسالة نت"، ضرورة إحالة مجمل القضية الفلسطينية لمؤتمر دولي يبحث في أسلوب تطبيق قرارات الشرعية الدولية التي تحقق أهداف الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال، مؤكداً أن أي تحالف دبلوماسي -من وجهة نظرهم- يجب أن يأتي في هذا السياق.

وحول الخيارات الواجبة في المرحلة الحالية، قال رباح "خياراتنا تحقيق الوحدة الوطنية والاستمرار في النضال بكل أشكاله ضد الاحتلال المتنكر لحقوقنا"، عاداً أنه بدلاً من البحث عن رعاة جدد لعملية التسوية يجب البحث عن رعاية عربية تحفظ الحقوق الفلسطينية.

 عقد مؤتمر دولي

أما طلال أبو ظريفة عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية، فقد عبر عن تصوره بأن المعضلة ليست فيمن يكون راعيا لعملية السلام بقدر ما هي على أي أساس سياسي وقانوني تقوم هذه العملية.

وكمن سبق، أشار أبو ظريفة إلى أن هناك قرارا للكل الفلسطيني بأهمية عقد مؤتمر دولي على أساس قرارات الشرعية الدولية بما فيها قرار (67/19) الذي بموجبه تم الاعتراف بعضوية دولة فلسطين المراقبة وبحضور الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن وبسقوف زمنية.

ويرى أبو ظريفة أن أي مفاوضات تجري خارج هذا السياق السياسي والقانوني "ستكون مضيعة للوقت ولن تنتج أو تثمر عملية تسوية وسلام شامل ومتوازن"، وقال "نحن للأسف حشرنا المفاوضات خلال 25 عاماً بدون أساس سياسي وبرعاية منفردة ووصلنا إلى ما وصلنا إليه من طريق مسدود ومفاوضات عبثية شكلت غطاء لدولة الاحتلال في الاستيطان والتهويد".

وأوضح أن الخيارات تتلخص في استغلال حالة الموقف الدولي وتناميه وعودة القضية الفلسطينية للصدارة من أجل أن نتوجه للجمعية العامة للأمم المتحدة تحت الفصل السابع "متحدون من أجل السلام" لنيل العضوية العاملة، ومن أجل رفع مشروع قرار من جهة، ومن جهة أخرى إسقاط قرار ترامب وتدويل القضية بأبعادها والمطالبة بتشكيل حماية دولية لشعبنا والعمل على عقد مؤتمر دولي.

البث المباشر