بيان القسام.. رسائل تستند إلى امتلاك أوراق القوة

صورة "أرشيفية"
صورة "أرشيفية"

غزة-محمد عطا الله

يدلل بيان قيادة المجلس العسكري العام لـ"كتائب القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس" على متابعة دقيقة من قيادة الكتائب لمجمل التطورات الأخيرة، عاكساً وضوحاً في الرؤية والموقف تجاه مختلف الأحداث والتحديات التي تعصف بالقضية الفلسطينية.

وتضمن البيان الذي ذُيل في سابقة هي الأولى من نوعها بقيادة المجلس العسكري العام للكتائب، عدة رسائل وفق مختصين ومتابعين للشأن الفلسطيني، لاسيما إشارته لمراكمة أوراق القوة باعتبار ذلك المهمة المقدسة لدى قيادة القسام. 

رؤية سياسية

وعلى ضوء ما سبق، يبدو أن القسام أراد تقديم رؤيته السياسية لأول مرة بعيدا عن بياناته العسكرية السابقة التي كان لا تخرج عن سياقها العسكري، خاصة في ظل التوقيت المعقد والتغيرات الدولية المتسارعة، وفق ما يرى المختص في الشأن الأمني إبراهيم حبيب.

ويؤكد حبيب في حديثه لـ"الرسالة نت" أن القسام طرحت أفكارها ومواقفها السياسية لأول مرة بهدف التدليل على أن لها دورا سياسيا أيضا إلى جانب العسكري، وذلك في طرحها وتأكيدها على خمس نقاط.

وبين أن هذه النقاط تكمن في تمسكها بالسلاح واعتباره خطاً أحمراً، والتأكيد على المقاومة بأنها الخيار الاستراتيجي التي يجب حشد طاقات الأمة خلفها، إلى جانب حديثها عن الوحدة الوطنية وضرورتها لمواجهة التحديات الراهنة، وتأكيدها على نهجها المتواصل وهو النأي بالنفس عن الصراعات الإقليمية والدولية، وأخيراً تشديدها على ضرورة إسقاط مشروع "صفقة القرن" وعدم التفريط بالقدس.

دقة وحساسية

الدلالة الثانية أن صدور البيان عن المجلس العسكري العام للكتائب لأول مرة، يعكس حساسية ودقة المرحلة، خاصة وأن الشعب الفلسطيني بحاجة إلى سماع مواقف مسؤولة وواضحة لا تحمل التحليل أو الانشاء، بحسب ما يعتقد المختص والكاتب محمود مرداوي.

ويرى مرداوي في حديثه لـ"الرسالة نت" أن القسام أرادت الوقوف عند الكلمة ومعانيها، كون كل كلمة تحمل موقفا يُلزمها، مشيرا إلى أن البيان كونه في لحظات فارقة بتاريخ الشعب الفلسطيني.

ولفت إلى أن البيان جاء في مرحلة حساسة وخطيرة على القضية والوضع الداخلي الذي يتطلب تحقيق المصالحة؛ لمواجهة قرار ترامب الأخير الذي اعترف بمدينة القدس المحتلة عاصمة لكيان الاحتلال، منوهاً إلى أنه يدعم أي وسيلة أو توجه من شأنه أن يحقق أهداف الشعب الفلسطيني ويوضح الموقف السياسي من مختلف القضايا، ارتكازا على الخيار العسكري.

إرادة مقاومة

المختص في الشأن العسكري اللواء يوسف الشرقاوي، رأى هو الآخر أن البيان يعكس السياسة التحررية التي تنتهجها حركات التحرر؛ لفرض إرادة المقاومة على العدو بمختلف الطرق والوسائل المناسبة.

ويوضح الشرقاوي في حديثه لـ"الرسالة نت" أنه أبرز قوة وتجذر المقاومة، وأنها باتت أكثر قوة وصلابة، خاصة وأن تماسكها أثبت أنها تشكل حالة ردع للاحتلال "وهذا يكفي في ميزان القوى الهائل والمواقف".

وأشار إلى أن البيان كان متوازنا بعيدا عن التوسل والتسول، وهذا من شأنه أن يعزز روح المقاومة في الأمة وليس الشعب الفلسطيني فقط.

البث المباشر