منصور يكشف كواليس الساعات الأخيرة لتصويت الأمم المتحدة لصالح القدس

مندوب فلسطين الدائم في الأمم المتحدة رياض منصور
مندوب فلسطين الدائم في الأمم المتحدة رياض منصور

الرسالة نت - خاص

كشف مندوب فلسطين الدائم في الأمم المتحدة رياض منصور عن كواليس الساعات الأخيرة التي سبقت تصويت الدول الأعضاء في الجمعية العامة للأمم المتحدة ضد قرار إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لـكيان الاحتلال.

وأكد منصور في حديث خاص من نيويورك لـ "الرسالة"، أن: "اللوبيين الأمريكي والإسرائيلي نشطا بشكل كبير ومقلق داخل الغرف المغلقة خلال الساعات الأخيرة التي سبقت طرح مشروع القرار الفلسطيني للتصويت عليه، في محاولة للضغط على الدول الأعضاء لإفشال مشروع القرار".

وأضاف: "الكثير من الدول تعرضت للضغوطات والابتزازات حتى وصلت لمرحلة التهديد المباشر في حال دعمت القرار العربي-الفلسطيني وصوتت لصالحه، وكانت هناك خلية مشتركة أمريكية إسرائيلية لإفشال القرار".

الصفعة القوية

وتابع منصور: "إرادة الدول الأعضاء وتصميمها على الانتصار لصالح فلسطين وقضيتها العادلة وعاصمتها القدس، كانت أقوى وأشد من كل التهديدات الأمريكية والإسرائيلية، حتى جاءت المفاجئة الكبيرة بتصويت 128 دولة قريبة وبعيدة لصالح القرار ونصرة لأهل فلسطين".

وذكر أن هذا العدد شكل صدمة وصفعة قوية وموجعة للوبيين الأمريكي والإسرائيلي، وكانت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في موقف محرج للغاية، بعد أن قالت الدول الأعضاء في الأمم المتحدة "لا" للمساس بالقدس".

ورأى أن هذا التصويت الذي وصفه بـ"الكبير والمشجع" يعني عملياً أن القدس ستبقى عاصمة للدولة الفلسطينية المستقبلية، وأن كل القرارات التي صدرت عن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قبل أسابيع بشأن المدينة المقدسة "لاغية دون أي قيمة، ولا مكان لها فلسطينياً وعربياً ودولياً".

ولفت مندوب فلسطين الدائم إلى أن (إسرائيل) لن تستفيد كثيراً من القرار الأمريكي بشأن القدس وذلك باعتراف ساحق من الدول الأعضاء بالجمعية العامة للأمم المتحدة (128)، وتابع "لكن إن أرادت أن تخالف الشرعية الدولية وتتحدى القوانين الدولية فستجد نفسها معزولة تماماً عن العالم ولن تجد من يساندها".

وصوتت 128 دولة في الجمعية العامة للأمم المتحدة، الخميس الماضي، لصالح قرار يدعو الولايات المتحدة إلى سحب اعترافها بالقدس عاصمة لـ(إسرائيل)، في حين اعترضت 9 دول، وامتنعت 35 دولة عن التصويت لصالح القرار، الذي استبقته واشنطن بالتهديد بوقف المساعدات المالية التي تقدمها لتلك الدول.

ووقع ترامب، في 6 ديسمبر، قرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة، معترفاً بالقدس عاصمة لكيان الاحتلال، في خطوة أثارت غضباً شعبياً ورسمياً واسعاً.

بدء المعركة

وعلى صعيد الخطوات التي تنوي السلطة الفلسطينية اتخاذها خلال الفترة المقبلة بعد تصويت الأمم المتحدة الأخير، قال منصور: "المعركة مع (إسرائيل) لم تنته بل بدأت من جديد، وسيكون لنا خطوات على جميع المستويات للاستفادة من القرار الدولي لصالحنا". وأضاف: "سنعزز مكانة الدولة الفلسطينية في كافة المؤسسات الحقوقية والإنسانية الدولية، وكذلك سنستكمل خطوات إدانة حكومة الاحتلال وقادة (إسرائيل) على جرائمهم البشعة التي ارتكبوها بحق شعبنا ومنها حرب غزة وملف الاستيطان".

وذكر مندوب فلسطين الدائم أن هناك الكثير من الدول العربية والأوروبية الصديقة لفلسطين وقضيتها، وستكون مساندة وداعمة لكل الخطوات القريبة التي ننوي اتخاذها لتعزيز مكانة الدولة الفلسطينية على المستوى الدولي ومواجهة (إسرائيل).

ولفت إلى أن هناك الكثير من المشاورات التي ستجري مع الجهات والدول المختصة والشقيقة لضمان نجاح خطواتنا المستقبلية، مشيراً إلى أن العالم أجمع قال "لا" للاحتلال ولـ(إسرائيل) ولكل من يساند هذا الكيان على حساب حقوقنا وثوابتنا بعد استخدام الولايات المتحدة الأمريكية "الفيتو" في مجلس الأمن.

وخلال جلسة لمجلس الأمن عقدت مؤخراً لبحث تداعيات قرار الرئيس الأمريكي، أكد منسق الأمم المتحدة لعملية السلام، ومندوبو مصر والصين والدول الأوروبية، أن القدس الشرقية جزءٌ من الأراضي الفلسطينية، وأن وضعها يجب أن يحدد عبر مفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

واستخدمت واشنطن الـ "فيتو" 43 مرة ضد قرارات تتعلّق بالقضايا العربية والفلسطينية؛ بينها 14 مرة أسقطت فيها قرارات لصالح مدينة القدس، من أصل 84 مرة استخدمت فيها حق النقض منذ تأسيس الأمم المتحدة. ويشكّل وضع القدس إحدى أكبر القضايا الشائكة لتسوية الصراع بين الفلسطينيين والاحتلال الإسرائيلي.

 

البث المباشر