زبارقة: العالم يتغير وهناك تحركات قوية للتضامن مع القدس

 خالد زبارقة
خالد زبارقة

الرسالة نت - محمود هنية

أكد عضو طاقم الدفاع عن الشيخ رائد صلاح المحامي خالد زبارقة، أن إعلان ترامب بشأن مدينة القدس "يأتي من منطلقات دينية"، مضيفاً "أننا أمام حرب دينية على المسجد الأقصى المبارك، وهذه الحرب تستند إلى معتقدات المشروع الصهيوني العالمي التي تلتقي مع معتقدات المشروع الصليبي البروتستانتي".

وتابع في حوار مع "الرسالة": "وجب علينا الآن ألا نتهاون في محاربة هذه الفكرة التي لا تحترم أيا من المواثيق والمعاهدات الدولية، وتريد تغيير واقع القدس ومحو الحق الإسلامي في المدينة"، موضحاً أن الإعلان الأمريكي يتجاوز كل التشريعات والقرارات الدولية ذات الشأن، ويشكل خطورة كبيرة على السلم والأمن الدوليين.

وبطبيعة الحال يقول زبارقة أن "هذا الإعلان لن يبقى فارغا من مضمونه، فهو سيزيد من الاضطهادات الإسرائيلية بحق الأقصى في ظل تأكيد كل لجان العالم وكل المؤسسات الحقوقية حول العالم ومن ضمنها اليونسكو بأن القدس تقع تحت الاحتلال".

ويؤكد أن إشارات كثيرة تدل على أن القدس تركت لتواجه مصيرها وحدها منذ اتفاقية أوسلو حينما أجلت إلى مفاوضات الحل النهائي، ومضى يقول: "مضى خمس وعشرين عاماً على تلك الاتفاقية والقيادة الفلسطينية ما زالت مستمرة في تضليل الشعب الفلسطيني"، مشددا على أن هذا بحد ذاته مؤشر على تشجيع المشروع الصهيوني العالمي والمشروع الصليبي البروتستانتي على تهويد مدينة القدس.

وعن رغبة الاحتلال الانسحاب من منظمة اليونسكو، ينوه المحامي زبارقة أن "الاحتلال لم يتعاون يوماً مع اليونسكو، وهو يريد أن يقول لليونسكو فعلا أنها إما أن تتقبل الرواية الدينية للقدس، أو لن يتعامل معها".

واعتبر انسحاب الاحتلال من المنظمة الدولية "هروبا من الواقع الدولي الذي فرض على دولة الاحتلال الرواية الإسلامية للمسجد الأقصى المبارك، والرواية السياسية كونها دولة محتلة لمدينة القدس"، ومضى يقول: (إسرائيل) لا تريد من منظمة دولية بحجم اليونسكو أن تعرقل هدفها وروايتها الدينية التي تروجها حول العالم، وكأنها تريد من العالم أن يعتقد أن القدس مدينة يهودية بالأصل".

وبينّ المحامي زبارقة أن كل قرارات اليونسكو المتعلقة بأماكن أثرية في القدس لم ينفذ الاحتلال أي منها، و"هذا لا يدل على عدم أهمية هذه القرارات، ولا يعني توقفها، ولكنها تظل ورقة رفض للرواية اليهودية".

حرب رأي

ويرى زبارقة بعد جولته الدولية في شهر سبتمبر الماضي، أن هناك بداية تغير بطريقة إيجابية على الصعيد العربي والدولي رقم قتامة المشهد، لافتاً إلى تغير في قواعد اللعبة السياسية، "ففي السابق كان المشروع الصهيوني العالمي هو اللاعب الوحيد ولكن الآن هناك تحركات دولية وإسلامية ومؤسسات أوروبية أجنبية بدأت تتعامل بصوت مرتفع لصالح القضية الفلسطينية والقدس"، مشددا على أهمية حرب الرأي والإعلام ضد الفكرة الصهيونية.

ويلفت أن اليونسكو لا تمتلك حق الرقابة على الأحداث داخل القدس، ولكنها تتعامل مع التقارير والصور التي ترسل لها من قبل أي طرف متضرر، منوها أن الصور والتقارير يمكن أن تثبتها كثير من الدول العربية والإسلامية التي تتعامل مع اليونسكو، و"بمعنى أوضح هناك عدد من الدوائر تعمل مع اليونسكو على رأسها السلطة الفلسطينية والمملكة الأردنية بصفتها الاعتبارية ووصية على الأماكن المقدسة والعقارات الوقفية".

وينوه إلى السلوك التركي فيما يخص قضية الأقصى "وبداية تعامله مع القدس كمدينة مهمة للأتراك، وتحمل الكثير من الآثار العثمانية القديمة الإسلامية، وهذا مهم جدا في مواجهة الرواية الإسرائيلية"، كما يقول زبارقة.

وعن وضع الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية في الداخل المحتل، يقول زبارقة أن الشيخ صلاح موجود الآن في قسم العزل في سجن عسقلان، مضيفاً أن "هناك جلسة للمحكمة في السابع من يناير لاستكمال التداول في ملف اعتقاله".

ويؤكد زبارقة أن الشيخ صلاح معتقل سياسياً وملاحق بدون أي تهمة واضحة، بل على خلفية التعبير عن رأيه، ولا يوجد أي أسس قانونية لاعتقاله، وقال: "ما نشهده الآن من تصريحات أمريكية وإسرائيلية وتهويدية بدأت تثبت أن اعتقال رائد صلاح كان من أجل التمهيد لإعلان ترامب".

البث المباشر