أعلن في إيران مساء أمس السبت إطلاق سراح أغلب الموقوفين إثر الاضطرابات الأخيرة والإبقاء على "قادة الشغب" رهن الاعتقال، في حين تواصلت المظاهرات المؤيدة للنظام وخرجت أخرى معارضة له في بعض المناطق.
وقال المتحدث باسم قوى الأمن الداخلي سعيد المهدي إن أغلب المعتقلين "المغرر بهم" أطلق سراحهم بعد تقديم ضمانات، ولكنه أكد أن "متزعمي أحداث الشغب يقبعون في المعتقل".
وأشار المتحدث إلى أن الاحتجاجات أدت إلى مقتل نحو عشرين شخصا بينهم أفراد هجموا على مقر للشرطة، واثنين دعستهما شاحنة إطفاء خطفها محتجون، وأوضح أن التحقيقات متواصلة لمعرفة أسباب سقوط القتلى الآخرين.
وفي وقت سابق أصدرت 16 شخصية إصلاحية إيرانية بارزة بيانا بشأن الاحتجاجات التي تشهدها البلاد، ودعت المسؤولين إلى بدء حوار يفتح المجال أمام الانتقادات ويراعي كرامة المواطن.
وأكد البيان ضرورة إطلاق سراح الطلاب المعتقلين في الاحتجاجات كخطوة أولى للحوار، كما أشار إلى وجود استياء شعبي بشأن ملفات الاقتصاد والسياسة.
وقال عضو البرلمان عن التيار الإصلاحي محمود صادقي إن عدد الطلاب المعتقلين خلال الاحتجاجات بلغ تسعين، منهم عشرة من جامعة طهران، مشيرا إلى أنه لا معلومات موثقة حتى الآن عن أماكن وظروف اعتقالهم.
في هذه الأثناء، أظهر التلفزيون الرسمي خروج مسيرات مؤيدة للنظام بعد يوم من جلسة طارئة لمجلس الأمن رفضت فيها فرنسا والصين وروسيا ودول أخرى طلبا أميركيا بتدويل احتجاجات إيران، واعتبرتها شأنا داخليا لا يدخل في نطاق صلاحيات المجلس.
وحمل المشاركون في المسيرات أعلام إيران وهتفوا "الموت لأميركا" و"الموت لإسرائيل" و"الموت لبريطانيا".
وقال أمين مجلس تشخيص مصلحة النظام محسن رضائي إن سلوك إيران سيتغير تجاه أميركا خلال المراحل المقبلة ولن تسمح لها بالتدخل في شؤونها الداخلية.
وفي المقابل ذكرت مواقع إلكترونية غير رسمية أن احتجاجات ليلية مناهضة للحكومة نظمت في مدينتي لاهيجان بالشمال وخميني شهر بمحافظة أصفهان وسط البلاد.
وتشهد إيران منذ 28 ديسمبر/كانون الأول الماضي احتجاجات على غلاء المعيشة، رفعت لاحقا شعارات سياسية ضد النظام وشملت عشرات المدن، بينها العاصمة طهران والعاصمة الدينية قم.
وخلفت الاضطرابات 24 قتيلا على الأقل وعشرات المصابين، في حين أوقفت قوات الأمن أكثر من ألف محتج.
وأعلنت السلطات الإيرانية الأربعاء الماضي انتهاء الاحتجاجات، لكن التقارير الصحفية تفيد بأن بعض المناطق لا تزال تشهد مظاهرات ضد النظام.
الجزيرة نت