المحافظة الوسطى-محمد بلّور-الرسالة نت
في محافظة الوسطى بقطاع غزة أربع قصص لفتيات حققن التفوق وسابقن الزمن.
وأجمعت الطالبات الأوائل أنهن توقعن التفوق وحرصن على استثمار الوقت خلال العام الدراسي مستعينات بذويهن ومعلماتهن.
وحصلت كل من الطالبة سامية يوسف على المرتبة الثالثة على محافظات الوطن بمعدل 99.1% في الفرع الأدبي، فيما حصلت الطالبة فاطمة قوش من مدرسة فحصلت على المرتبة السابعة مكرر بمعدل 99% في الفرع الأدبي.
كما حققت كل من الطالبة إيناس أبو عايش المرتبة السادسة على محافظات غزة بمعدل 99% في الفرع العلمي والطالبة نور النباهين على الثامنة على غزة بالفرع العلمي بمعدل 98.9% .
الثالثة على الوطن
في منزل الطالبة سامية يوسف الحاصلة على المرتبة الثالثة على محافظات الوطن بمعدل 99.1% تدور أكواب الشراب وطبق الحلوى على الوافدين للتهنئة.
علامات الفرح تسللت فوق وجه الأب والأم وهم يردون على تهنئة الأقارب والأصدقاء بينما انشغل بقية أفراد الأسرة بترتيبات الاستقبال والضيافة.
جلست سامية بجوار طاولة مثقلة بالكتب والكشاكيل التي رقدت صامتة بعد أن أوصلتها لغاية التفوق.
وأكدت الطالبة أنها شعرت بفرحة غامرة حين تأكدت أن جهدها لم يضع هبائا فوجدت جزاء الجد والاجتهاد رغم أنها لم تتوقع هذا التفوق بهذه المرتبة المفاجئة.
وضمت سامية راحتيها قبل أن تشير إلى أن العام الدراسي تخلله بعض المعوقات وأهمها انقطاع التيار الكهربي بشكل مستمر في ظل الحصار.
وأهدت تفوقها إلى والديها ومديرة مدرسة سكينة الثانوية، موضحة أنها ستدرس اللغة العربية في الجامعة الإسلامية لتصبح معلمة.
وهزّ الأب رأسه في تفاعل تلقائي مع تحية ابنته قبل أن يضم راحته إلى صدره فرحا بابنته البكر سامية.
وأضافت:"مفتاح النجاح هو تنظيم الوقت والمراجعة المنظمة فالإنسان لا يعرف ما هي الظروف إضافة إلا التفاؤل بالنجاح ولن أنسى فضل معلماتي وناظرة مدرسة سكينة".
أما الأم التي التصقت بابنتها فاعتبرت اليوم بأنه يوم فرح وسرور بعد رحلة تفوق في كافة الفصول الدراسية وأنها راقبت ابنتها خلال العام حيث حاولت إسنادها في كل الظروف.
وراقب الأب حديث زوجته وابنته معرباً عن سعادته بتفوق ابنته، مشيراً أنه يشجع ابنته على دراسة اللغة العربية لأنها متميزة في اللغة العربية منذ الصغر.
وأضاف:"منذ بداية العام كانت قلقة لأنها كانت دوما الأولى فأخبرتها أن تقدم جهدها وأن الله لن يضيع دراستها".
السابعة مكرر
تكومت فاطمة في مقعدها غير مصدقة بنبأ تفوقها واحتشاد كافة الأقارب والضيوف لتهنئتها، قائلةً:" "الحمد لله ..فرحتي لا تقدر بالكلمات والله لم يضيع تعبي فقد توقعت هذا المعدل".
وأسندت تفوقها لأجواء البيت المريحة والمدرسة إضافة إلى خوضها للمسابقات التأهيلية علاوة على تنظيم الوقت ومتابعة المنهاج يومياً.
وشددت على أن حفظها للقرآن الكريم شكل عاملاً مساعداً في تحصيلها للدرجات العليا وأنها كانت تدرس يوميا ما بين 10-12 ساعة، مشيرةً إلى ضرورة تحدي الحصار المفروض على غزة والصمود في وجه عدوان الاحتلال.
وراقبت الأم فاطمة مبدية فرحتها بنجاح ابنتها التي تعبت حتى وصلت لقمة النجاح والتفوق، بينما أرخى الأب منظاره الطبي مفتتحا حديثه بحمد الله، معتبرا تفوق ابنته حصاد منطقي لكل مجتهد.
وأضاف والد فاطمة:"لا يوجد شيء مستحيل بعد الجهد واستثمار الوقت فمن يضع الهدف أمامه يصل إليه وهنا أشكر وزارة التعليم على دعمها المتواصل والحكومة التي وفرت الأمن".
السادسة على القطاع
بساقين متوترتين يستقبل إسماعيل أبو عايش كل من يضرب جرس المنزل لتهنئته بتفوق ابنته إيناس الحاصلة على ترتيب السادسة على القطاع بالفرع العلمي بمعدل 99% .
يشد قامته حينا وهو يحي ضيوفه ويهز برأسه حينا آخر وهو يطري على المجتهدين والمتفوقين أمثال ابنته.
وأكدت إيناس أنها فرحت كثيرا بالخبر مشيرة أنها توقعت أفضل من درجتها بأعشار في المائة.
وأضافت:"لم أحصل يوما على أقل من 99.5% في السنوات الماضية وأجواء مدرسة شهداء المغازي دوما محفزة للنجاح وناظرة المدرسة كانت دوما تحفزنا وتدعونا للجد والنشاط" .
وتابعت:"أحيي ناظرة مدرسة ومعلمات الفيزياء والرياضيات والكيمياء فالفرع العلمي دفعها لدراسة كتب الوزارة والكتب الأخرى ونماذج الامتحانات- تبتسم-أبي تعب كثيرا وهو يبحث معي عن أسئلة على الانترنت".
وتنوي إيناس دراسة طب الأسنان وهي رغبة قديمة لديها ستحاول تحقيقها.
وهنأ والد إيناس كافة المتفوقين المقبلين على الدراسة الجامعية مشيرا إلى أهمية دور المجتمع والأسرة في تربية الطالب المتفوق .
وعجزت والدة إيناس عن الحديث من فرحتها الغامرة مضيفة:"كنت سعيدة والحمد لله لم يذهب تعبهم هباء".
واعتبرت إيناس الثانوية العامة بأنها عام يشبه بقية الأعوام الدراسية سوى أنها بحاجة لمزيد من الجد والمثابرة.
وختمت حديثها بتحية والديها وأشقائها موضحة أن انقطاع الكهرباء وطول المنهاج لم يفت من عزيمتها في التحصيل.
الثامنة على القطاع
الأجواء في منزل الطالبة نور النباهين الحاصلة على المرتبة الثامنة على مستوى قطاع عزة محببة رغم قسوة الحرارة المنبعثة من سقف الصفيح.
وأضافت نور:"كنت متوقعة أن أحصل على هذا التفوق وقد مر العام بكل الصعوبات فأول مرة أصعب بهذه الصعوبة فالمنهاج كبير والوقت لا يكفي ما اضطرني لاستغلال كل الوقت الممكن" .
وتطمح نور في دراسة الطب لتصبح طبيبة تعالج المرضى مهدي ة نجاحها لأسرتها وشقيقها محمد.
وأكدت أن شقيقها محمد لعب دورا مهما حيث تابعها بالإرشاد والنصيحة وقد تمكن محمد مؤخرا من السفر لدراسة الطب في التشيك بعد حصوله على منحة بعد مكوثه 3 سنوات في الانتظار.
وحيت كافة المعلمات وناظرة المدرسة مخاطبة المتفوقين بالقول:أهنأ الجميع وأقول أهم شيء أن نشكر الله وعلى كل طالب أن يحضر دروسه ولا يراكم الدراسة حتى يتفوق".
أما والدة نور فتوقعت تفوق ابنتها بعد أن حصلت في كافة الفصول السابقة على 99% فما فوق.
وحاولت الأم مساعدة ابنتها والاتصال بكافة المعلمات لمتابعة دراسة ابنتها والتخفيف من حالة الضغط الدراسي ثم تولي مراجعة الدروس لها يوميا.
ورفضت الأم تشغيل المولد الكهربي في الأسابيع الماضية خوفاً من إزعاج الجيران رغم قسوة الجو في بيت سقفه من الصفيح.
أما والد نور فقال إن الشكر هو لله وحده تاركا لابنته فرصة اختيار التخصص الجامعي الذي تحب.