قائمة الموقع

مقال: عباس لا يريد أن يكون جزءا من كل

2018-01-15T04:56:01+02:00
عباس لا يريد أن يكون جزءا من كل
بقلم :مصطفى الصواف

شغلنا وشغل الناس بالمجلس المركزي وانعقاده وما سينتج عنه من قرارات، وهل هذه القرارات ترتقي إلى مستوى تطلعات الجمهور الفلسطيني؟، وهل موقف حماس والجهاد كان صائبا بعدم المشاركة وكذلك المشاركة الرمزية للجبهة الشعبية ومقاطعة القيادة العامة أحمد جبريل للاجتماع ناهيك عن الطريقة التي تم فيها الدعوة للاجتماع واللجنة التي صاغت أجندة هذا الاجتماع، وكذلك تركيبة المجلس والاعضاء الذي في سجلاته والذين تشكل الغالبية منهم في عمر الثمانين والسبعين وتنظر في الوجوه وترسم لها الف قصة وقصة.

هذا المجلس ووفق نظامه يعقد كل شهرين مرة اجتماعات له، وآخر اجتماع له كان عام ألفين وخمسة عشر والذي صدر عنه القرار الشهير الذي طالب السلطة الفلسطينية وبالإجماع لوقف التنسيق الأمني مع الاحتلال والذي لم ير النور ولا يزال مستمرا حتى في ظل الانعقاد الجديد للمجلس، هذا الانعقاد وبعد ثلاث سنوات يعطي دليلا على أن الاجتماع سيتم توظيفه لهدف يريده محمود عباس وليس بهدف مواجهة الموقف الامريكي أو الاجراءات الصهيونية بحق الضفة والقدس، ولكن هذا الاجتماع الذي دعت اليه المنظمة (عباس) هو اجتماع وظيفي ولن يكون رافعة للموقف الفلسطيني أو ينتظر منه قرارات مصيرية وحاسمة بخصوص المرحلة الخطيرة التي تمر بها القضية الفلسطينية والذي يأتي بعد أربعين يوما من قرار ترامب باعتبار القدس عاصمة للكيان الصهيوني.

هذا اللقاء بالشكل الذي تم فيه وبالطريقة التي دعيت إليها حماس والجهاد يؤكد عن رغبة محمود عباس على عدم حضورهما، وذلك أن الاجتماع وضعت أجندته بما يتوافق مع سياسة محمود عباس والهدف الذي يريد، وضعت الاجندة ولم يستشر فيها أحدا من القوى والفصائل وكأن المطلوب من الحضور الاستماع الى ما سيقوله محمود عباس من خطاب ليصفقوا له ويوزعوا الابتسامات ويقر المجلس خطاب عباس كقرارات والجميع يعلم سقف محمود عباس والذي لن يتعدى التهديدات الكلامية والرسائل الاعلامية دون قرارات مصيرية ذات قيمة سياسية تستنهض المشهد الفلسطيني.

وهنا يثور السؤال الذي نرجو أن يجيب عليه المجلس المركزي عبر قراراته والمأمول أن تكون صادمة للإدارة الامريكية والاحتلال الصهيوني وهي إنهاء اوسلو وما ترتب عنه من اعتراف بالكيان الصهيوني وتنسيق أمني، وإعادة الاعتبار لمنظمة التحرير الفلسطينية، وتعزيز وحدة الشعب الفلسطيني وإنهاء الانقسام.

مثل هذا القرار لا يمكن أن يصدر عن المجلس المركزي الذي يتحكم به عباس ولو كان المراد من هذا الانعقاد أن يصدر مثل هذه القرارات لما عقد في رام الله لأن أبو مازن لا يريد أن يحاصر في المقاطعة كما فُعل بالمرحوم ياسر عرفات، وعباس لا يريد أن يعترف بأن مشروعه السياسي فشل، وهذا يتطلب وحدة الشعب الفلسطيني بعد العودة إليه وإلى قواه الحية لبناء استراتيجية سياسية فلسطينية موحدة متفق عليها وعباس لن يقبل بذلك لأنه لا يريد أن يكون جزءا من كل لأنه يريد ان يكون هو الكل والبقية تبع يلحق به.

الواقع الفلسطيني تغير ومحمود عباس باق على حالة ولذلك لا يصلح لقيادة المرحلة والتي تحتاج إلى إعادة تفكير عميق واستراتيجي تشاركي وحدوي قادر على صياغة موقف فلسطيني جامع يعبر عن طموحات وآمال الفلسطينيين وتطلعاتهم.

 

اخبار ذات صلة