الضفة الغربية – الرسالة نت - مراسلنا
لم تستطع "آلاء" أن تحبس دموع الحزن التي رافقت فرحة نجاحها بالثانوية العامة، فهي تفتقد الشخص الذي لازمها طيلة العام الدراسي لحظة بلحظة، وتابع برامج دراستها اليومية، وهيأ لها كل ما يلزمها للوصول إلى المعدل التي تتمناه.
التفت العائلة حول "آلاء" تبارك لها.. يحاولون سد الفراغ الذي تركه والدها بعد أن غيبته زنازين سجون أجهزة فتح بالضفة المحتلة.. لكن لا أحد من الموجودين استطاع ذلك، ولم يتمالك الحاضرون أنفسهم على حالة العائلة التي حرمت من الفرحة، فانقلب الفرح لمناسبة لذرف الدموع وترديد عبارات المواساة والدعاء بإطلاق سراح الأب الغائب.
وبصوت حزين رددت الطالبة "آلاء" على مسامع "الرسالة نت":"الله يحرمهم ضو عيونهم اللي حرموني الفرحة".. وتابعت:"لم أكن أتخيل أن يمر يوم النتائج علي هكذا، بكاء وحزن وفقدان لوالدي الحبيب، اعتقلوه قبل النتائج بيومين، وهذا أمر مقصود، فهم يتعمدون إيذاءنا بكل الوسائل، ويحاولون تنغيص حياتنا بممارساتهم الوحشية والظالمة".
وتضيف:"والدي عمره "50 عاما" واعتقل من بيننا على الرغم من مرضه وعمره ومكانته التي يشهد له الجميع بها بالحي والمدينة".
وتشير:"بعد صدور النتائج حاولنا زيارة والدي في السجن الذي لا يبعد عن بيتنا الكثير، ووقفنا على مدخل السجن نطالبهم بزيارة ولو لدقيقة واحدة حتى نخبره بنتيجتي، لكنهم رفضوا بكل وقاحة وحقد، وقالوا لنا ارجعوا اليوم ما في زيارة وممنوع تشوفوه..!!، فعدنا أدراجنا ونحن ندعو الله بأن يرو ما رأيناه منهم من ظلم وعذاب".
فرحة رغم أنفهم
وفي بيت آخر من البيوت التي طالها ظلم الاحتلال وسلطة فتح على حد سواء، جلس "مؤمن" في حيرة من أمره بعد أن علم بنتيجته في الثانوية العامة بمعدل 80%، فقد اختلطت بداخله مشاعر الفرح بالنجاح، والحزن على فراق شقيقيه أحدهما في سجون الاحتلال والآخر في سجون السلطة.
يقول "مؤمن" لـ"الرسالة نت":"لا أخفي فرحتي بالنجاح، لكن هناك حسرة في قلبي على شقيقيّ اللذان حرمت منهما في هذا اليوم، أنا متأكد لو أنهما كانا معي لكانت فرحتنا أكبر وأجمل".
ويتابع قائلاً:"رغم حزننا على غيابهما إلاّ أن أمي قررت أن يعم الفرح في البيت، فهي لا تريد أن يشمت بنا الأعداء وأجهزة فتح خصوصا، حيث علت الزغاريد وأناشيد النجاح وأعلنت عن استقبال المهنئات لها، وكل ذلك على الرغم من الحزن الدفين في صدرها".
ولم تقتصر ممارسات أجهزة السلطة على حرمان الآباء من مشاركة أبنائهم فرحة النجاح، حيث تطاولت تلك الأجهزة لتحرم مدراء المدارس من مشاركة طلبتهم في فرحتهم يوم النتائج.
ففي مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، اعتقلت أجهزة فتح مدير المدرسة الإسلامية الثانوية "طلب ذوقان" قبل إعلان النتائج بيومين، في نكاية متعمدة وواضحة لمنعه من حضور يوم النتائج، على الرغم من أن مدرسته تعد من المدارس المتفوقة على مستوى الوطن ولا يمر عام إلا ويحصد عدد من طلبتها على مرتبة من العشرة الأوائل.
وحصل طالبين من المدرسة الإسلامية الثانوية هذا العام على مرتبتين من بين الطلبة العشرة الأوائل على مستوى الوطن، وهما السابع مكرر لؤي جاسر عبد الصمد عكر 99.4%، والسابع مكرر هيثم عماد عفيف مسمار 99.4% بالفرع العلمي، إضافة إلى تحقيق المدرسة نسبة نجاح عالية بين طلبتها.
وكانت المدرسة الإسلامية قد حصدت العام الماضي نسبة 100% نسبة النجاح بين طلبة الثانوية العامة، إضافة لوجود أوائل على مستوى الوطن من بينهم.
ويؤكد مراقبون أن اعتقال مدير المدرسة يأتي في إطار تغييب الشخصيات الإسلامية صاحبة البصمة والانجاز في المجتمع، وسحب البساط من تحتهم لإبراز شخوص آخرين في الواجهة، ونَسب النجاح والانجاز لهم زورا وبهتانا.