قائمة الموقع

الأوضاع المادية المتردية تبدد فرحة الغزيين بالعيد

2010-11-17T08:34:00+02:00

غزة- خاص الرسالة نت

احتفل أهالي قطاع غزة الثلاثاء بعيد الأضحى، لكن الأزمة الاقتصادية والتغيرات السياسية، أفسدت بهجته عند الكثير منهم، لاسيما ميسوري الحال.

وفي هذا العيد، يقدم المسلمون الأضاحي على غرار إبراهيم الذي كان على وشك التضحية بابنه إسماعيل، لكن الله أوقف يده عندما رأى طاعته وأعطاه خروفا ليذبحه بدلا منه.

وعادة ما تكون دماء الأضاحي في شوارع غزة -الضيقة والتي تفتقر للبنى التحتية- كالسيل الجارف، لكن هذا العام بدت الطرقات جافة، وذلك لان قلة هم الذين أقدموا على ذبح الأضاحي مقارنة بأعوام مضت.

وعاد رفيق أبو جبل مع اثنين من أشقائه أدراجهم إلى منزلهم في مخيم الشاطئ للاجئين غربي مدينة غزة من دون تحقيق رغبتهم في شراء أضحية هذا العام بسبب عجزهم عن مواكبة غلاء أسعارها.

وبدت الحسرة تغمر وجه أبو جبل بعد أن خيب آمال عائلته التي تنتظر أن يحمل معه الأضحية ضمن أجواء عيد الأضحى، وقال إن مشاركته أشقائه ثمن الأضحية لم يمكنه أيضا من القدرة على ثمنها المرتفع.

وتشهد أسعار المواشي ارتفاعا قياسيا في قطاع غزة ما تسبب في ركود حاد على إقبال سكان القطاع الساحلي على شرائها ضمن الاحتفال بعيد الأضحى.

وقال أبو جبل إنه كان يتطلع لشراء أضحية بعد أن عجز عن ذلك منذ عامين إلا أنه صدم بارتفاع أسعار كافة أنواع المواشي المتاحة للأضحية.

ويعزو تجار ومسؤولون محليون في غزة الركود في بيع مواشي الأضاحي إلى النقص الحاصل في كمياتها وارتفاع أسعارها بشكل يعجز المواطن العادي عليه في ظل تنامي معدلات الفقر والبطالة.

وتشكل الأضحية بالنسبة لغالبية العائلات في قطاع غزة المحاصر عبئا ماليا لا يستهان به ، بحيث تستعيض معظمها عن لحوم المواشي بالدواجن لتوفير وجبة العيد لأفراد الأسرة.

ويقول وزير الزراعة في الحكومة الفلسطينية بقطاع غزة د.محمد الأغا :"إن القطاع يعاني من عجز حاد يصل إلى %50 مما يحتاجه من مواشي لمناسبة عيد الأضحى"، موضحا أن الاحتلال "الإسرائيلي" ما يزال يتعمد منع توريد المواشي إلى غزة إلا بمعدلات متدنية كما تمنع التجار المحليين من الاستيراد من دول غيرها بما يسبب أزمة نقص حادة في كمياتها في القطاع.

وتغلب الأجواء الباهتة على استقبال سكان قطاع غزة عيد الأضحى لهذا العام مع استمرار تدهور الأوضاع الاقتصادية في ظل الحصار الإسرائيلي المفروض للعام الرابع على التوالي.

واضطر عدد كبير من العائلات إلى الاستعانة بمدخراتهم للشعور ببهجة العيد، لاسيما أن معدلات البطالة والفقر في القطاع سجلت ارتفاعا غير مسبوق ، حيث بلغ معدل البطالة مع دخول الحصار عامه الرابع %65 والفقر 80%، حسب إحصاءات الغرفة التجارية بغزة.

وأجبرت المواطنة ابتسام على بيع جزء من مصاغها لشراء ملابس جديدة لأطفالها السبعة وبعض من الحلويات لاستقبال عيد الأضحى، بسبب العوز ووضعها الاقتصادي الصعب .

وتخفي ابتسام (40 عاما) وهي من سكان حي الزيتون شرق مدينة غزة بيع جزء من مصاغها عن أولادها وزوجها محمد العاطل عن العمل منذ سنوات، تفاديا لغضبه .

وكانت الأسواق في القطاع شهدت ركوداً ملحوظاً وضعفاً في القوة الشرائية عشية عيد الأضحى المبارك بسبب جملة من الأسباب، في مقدمها استمرار فرض الحصار، وارتفاع معدلات البطالة والفقر إلى مستويات غير مسبوقة، في ظل ارتفاع كبير في أسعار السلع.

ويقول عدنان أبو حسنة الناطق باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” إن “80% من السكان يعتمدون على المساعدات الإنسانية التي تقدمها الوكالة .

وقال أبو حسنة في تصريحات صحفية :"نحن نقدم لأكثر من 800 ألف فلسطيني مساعدات منتظمة” . ويبلغ سكان القطاع نحو مليون ونصف مليون نسمة.

واشتاط سائق يدعى أحمد رزق من سكان حي الشيخ رضوان، غضبا عندما طالبه أحد الركاب بإغلاق المذياع الذي كان يصدح بأغان يشتم منها رائحة الحزن.

ولا يجد السائق حاجة لسماع أغاني تحمل الفرح، أثناء سيره في طريق خال غرب مدينة غزة، وقال:"لا أجواء عيد تستحق منا أن نفرح".

 

اخبار ذات صلة