وسط ترديد تكبيرات العيد انتشرت إحدى مجموعات كتائب القسام شرق مدينة رفح جنوب قطاع غزة، أولهم يقبض على زناد القنص ينتظر تسلل جندي إسرائيلي، وبجواره آخر يرقب آليات الاحتلال تحسبًا لأي محاولة توغل.
وحدات النخبة التابعة لكتائب القسام الجناح العسكرية لحركة حماس انتشرت على طول الحدود الشرقية والشمالية لقطاع غزة، تحسبًا لأي غدر إسرائيلي قد ينغص فرحة أهل غزة المنقوصة أصلًا بعد العدوان الأخير.
أبو معاذ قائد إحدى المجموعات القسامية الخاصة رافق مراسل "الرسالة نت" في جولة على الحدود الشرقية لمدينة رفح، للتعرف عن قرب على حالة الاستعداد في صبيحة يوم عيد الأضحى المبارك.
وفي حديث سريع أجرته "الرسالة نت" مع بعضهم المجاهدين المرابطين على الحدود، أصروا أن يوصلوا رسالة التهنئة لأبناء الشعب الفلسطيني ولأفراد الأمتين العربية والإسلامية في هذه المناسبة التي جاءت بعد انتصار المقاومة بغزة.
ويتحدث أبو معاذ تحدث لـ "الرسالة نت" عن جهوزية المجموعات المرابطة قائلًا: "كل التخصصات العسكرية منتشرة في المكان، سلاح القنص والدروع ومضادات الطيران، وكلها على أتم الجهوزية للعمل في أي لحظة".
رجال المقاومة هم الأكثر علمًا بمنهج الغدر الذي يستخدمه الاحتلال منذ عقود، فيضيف أبو معاذ: "من المعروف أن عدونا غدار، ولنا في مرات عديدة سابقة تجارب في سياسة الغدر المنهجية، وإلا أننا سنكون على قدر المسئولية التي حملنا اياها شعبنا الصامد".
ويقول أحد المرابطين: "جئنا صبيحة اليوم لهذه المنطقة المتقدمة لكي نحمي أهلنا الذين يفرحون في هذه اللحظات بعيد الاضحى المبارك، ولن نسمح للاحتلال أن يغدر بهم، بل سنكون له بالمرصاد".
ومنذ فجر اليوم علّت أصوات مآذن قطاع غزة بالتكبيرات والتهليل، وهنا الأمر لا يختلف كثيرًا، فالمجاهدون حرصوا على أن يرددوا تكبيرات العيد إلا أنها كانت بأصوات خافتة نظرًا لصعوبة الظرف الأمني في المناطق الشرقية.
"تركنا أبنائنا وأهلنا خلفنا وجئنا إلى هنا لنحمي أبناء شعبنا الفلسطيني، هم حملونا الامانة ونحن سنكون على قدر المسئولية إن شاء الله".. كلمات خرجت من المجاهد الذي رابط على سلاحه المضاد للدروع.
بعض أفراد المجموعة القسامية هم أنفسهم من قاتلوا قوات الاحتلال الاسرائيلي المتوغلة خلال العدوان الأخير والذي صادف عيد الفطر، فيحدثنا أحدهم: "نحن في العيد السابق كنا في كمائنا وأوجعنا الاحتلال بقتل جنوده وأسرهم، وها نحن اليوم نعده إن تقدم أن نعيد الكرّة مرة أخرى".
وبالعودة للقائد القسامي أبو معاذ الذي أنهى حديثه لـ "الرسالة نت" بكلمات قليلة تلخص المعادلة التي فرضتها المقاومة الفلسطينية على أرض غزة بعد العدوان الاخير بقوله: "رسالتنا للاحتلال الاسرائيلي: إن عدتم عدنا وعليه أن يفهم الرسالة".
رجال المقاومة المرابطين على حدود غزة لم يقاسموا أهلهم فرحة العيد ومشاركتهم طقوسه الجميلة، حملوا أمانة حماية كل أبناء الشعب، لينعم في جوٍ من الأمان بعد أن علموا بأن هناك رجالٌ أقسموا أن يكونوا درعًا حصينًا لهذه الأرض الطيبة.