مواطنون: الأسعار نار والبضائع رديئة
التجار: ارتفاع الأسعار سببه الأنفاق ولا خيار أمامنا سوى التهريب
غزة- شيماء مرزوق " الرسالة نت "
مع اقتراب عيد الأضحى المبارك لا تبدو أسواق غزة مختلفة عن الأعوام الماضية, حيث كالعادة المراقب للأسواق يلاحظ ازدحاما شديدا في مدينة غزة, نظراً لوجود الكثير من المواطنين الذين يتجول معظمهم ويشاهدون أخر السلع التي تم عرضها وينتقون الملابس دون أن يشتروها أو في انتظار حصولهم على المال كما هو حال الموظفين الذين ينتظرون تلقي رواتبهم لشراء ما يحتاجونه من حاجيات العيد, وأما من اشترى فقد حاول أن يشتري السلع الأساسية واحتياجاته الضرورية, فمع استمرار الحصار لثلاثة سنوات على التوالي يجد معظم الغزيين صعوبة في تأمين كل ما يحتاجونه من سلع حتى الأساسية منها.
*تذمر الغزيين
ومع تجوالنا في شوارع القطاع قابلنا العديد من المتجولين وكانت من بينهم السيدة إيمان 26 عاما وأم لطفلين, والتي اعتبرت بأن الأسعار مرتفعة جداً والبضاعة ليست ذات جودة عالية, وقالت: زوجي عامل ولا يملك الكثير من المال لشراء كل احتياجات العيد, مضيفة: بالرغم من ظروفنا المادية الصعبة إلا أنني أحب أن أرى الفرحة على وجوه أطفالي فاشتري لهم أجمل الثياب حتى لو كان سعرها مرتفعا ولا يتناسب مع وضعنا المادي كثيراً.
وحدثتنا إيمان قائلةً " أنا احرم نفسي وزوجي من شراء أي شئ للعيد وأوفر كل المال الذي بحوزتنا لشراء كل ما يحتاجه أطفالي" ، موضحة بأنها عاشت في كنف أسرة ميسورة الحال وكانت في كل عيد تشتري أجمل الثياب لذلك فهي تحاول أن تمنح أطفالها كل ما حصلت عليه في طفولتها.
أما أم عبد الله 30 عاماً وأم لأربعة أطفال فقالت" لم اشتر لأحد من أبنائي شيئا بعد فأنا انتظر صرف راتب زوجي حتى استطيع أن أشتري ملابس العيد لأطفالي", وأضافت: لا اعرف كيف سأتمكن من شراء كل هذه الحاجيات خلال يومين فقط خاصة مع هذا الازدحام الشديد", مشيرة إلا أنها لم تذهب للأسواق نهائيا ولم تتعرف على الأسعار لهذا الموسم بعد, وذكرت: التجار في كل عام يرفعون الأسعار بشكل كبير ويستغلون حاجة المواطنين للشراء, فهم يعرفون بأن الناس مضطرة لشراء بضائعهم, خاصة من لديه أطفال فهو يحب أن يرى فرحة العيد على وجه أطفاله".
ومن ناحيتها قالت سها "ش" 23 عاماً بأنها لن تفكر في شراء ملابس العيد بسبب الغلاء الفاحش للأسعار ورداءة البضائع الموجودة في الأسواق, مضيفة: "معظم السلع الموجودة مصرية الصنع وسيئة للغاية", متهمة التجار برفع الأسعار ورفع العلامة التجارية المصرية أو الصينية ووضع علامة سورية أو تركية لترغيب المواطنين في شراء البضاعة, الأمر الذي تعتبره خداعا للمواطن.
*في انتظار الفرج
ومن جانب آخر ينتظر الكثير من المواطنين وخاصة الموظفين الحكوميين صرف رواتبهم للنزول إلى الأسواق وشراء ما يلزمهم للعيد سواء ملابس أو حلويات أو كعك العيد, والذي يعتبر من سمات الأعياد في قطاع غزة، ففي مثل هذا الوقت من العام تعج الأسواق بمختلف أصناف وأشكال الكعك، ويقبل المواطنون على شرائها بشكل كبير كونها تضفي شعورا ببهجة العيد على النفوس وخاصة الأطفال.
في حين ينتظر بعض المواطنين انتهاء العيد والحصول على العيدية لشراء ما يلزمهم من سلع, حيث يعتقد البعض بان الأسعار تنخفض قليلا بعد انتهاء موسم العيد كما أن الازدحام الشديد في هذه الأيام يمنعهم من انتقاء السلعة الجيدة والحصول عليها بسعر يتناسب مع إمكانياتهم المادية.
ولا تزال الحركة الشرائية محدودة والعيد على الأبواب، فالناس يتجولون في الأسواق أكثر مما يشترون، ويسألون عن أسعار الملابس من دون أن يحملوا منها شيئًا كما ذكر سالم شراب صاحب أحد المحال التجارية الكبيرة وسط خان يونس.
*التجار يرفضون
وعلى ضوء ما يعانيه قطاع غزة من أزمة في الحركة التجارية على المعابر والإغلاق المستمر ومنع معظم السلع التجارية من الدخول للقطاع فلا خيار أمام التجار سوى الأنفاق لإدخال بضائع لعيد الأضحى المبارك.
وهنا عبر العديد من التجار عن أسفهم إزاء نعتهم بـ"المحتكرين"، نتيجة الارتفاع الباهظ في الأسعار، "الخارج عن إرادتهم" كما يقولون، مؤكدين أن أثمان البضاعة المهربة عبر الأنفاق الواقعة على الحدود المصرية- الفلسطينية، أصبحت تفوق أثمان البضاعة المستوردة عبر المعابر التجارية.
ومن ناحيته عبر التاجر عماد أسعد عن ضيقه الشديد إزاء الحال الذي يمر بها التجار في قطاع غزة مع دخول موسم عيد الأضحى المبارك، حيث قال " نحاول تخطي العراقيل التي وضعها أمامنا الحصار والاحتلال فلا خيار أمامنا سوى تهريب البضائع عن طريق الأنفاق, الأمر الذي يزيد من سعر التكلفة علينا وبالتالي نضطر لرفع الأسعار في الأسواق المحلية".
ويشكو تاجر الأحذية عبد الله موسى من استمرار الحصار والإغلاق والذي يدفعهم لشراء البضائع المهربة, معتبراً بان هذه البضائع أسعارها مرتفعة جداً بالرغم من كونها منخفضة الجودة", نافياً أن يكون التجار محتكرين للبضائع مع قرب موسم العيد، كما عزا اتهام البعض لهم بذلك، بأنه ناتج عن الارتفاع الحقيقي في أسعار البضاعة المهربة" وأضاف: "نحن في الأصل نجلبها بأثمان باهظة".
وأما التاجر حمزة رضوان صاحب محل للملابس فقال: "نحن التجار تضررنا كثيرا بفعل الحصار وإغلاق المعابر، وما أصاب المواطن أصابنا نحن أيضا، لذلك لم يعد بمقدوري في هذا الوقت توفير الأموال لجلب بضاعة باهظة الثمن كالتي تهرب عبر الأنفاق..نحن نشعر أيضا بأزمة المواطن الذي لم يعد قادرا على دفع ثمن هذه الملبوسات غير الجيدة".
وبدا الغزيون غير مكترثين بقدوم عيد الأضحى المبارك، بعد أن فقدوا أبسط جماليات الاحتفاء بالعيد, و يعتبرونه عيدا بلا بهجة في ظل نقص السيولة لديهم وازدياد الأزمة الاقتصادية نتيجة البطالة والحصار.