إذا كنت من محدودي الدخل وتعيش في غزة، ويتراود في ذهنك تطبيق سنة رسول الله (ص) وشراء أضحية، فالأمر قد يبدو معقداً، لأنها "غالية الثمن"، لكن الحل الوحيد يكمن في حصولك على "حصّة" في أضحية مع أشخاص عدّة.
بعض الأشخاص في غزة يشتركون مع آخرين لشراء أضحية عيد الأضحى المبارك بحيث يحصل كل شخص منهم على "حصّة"، مقابل مبلغ نقدي يدفع من قبل كل مشترك.
محمد أبو فراس يتبع نظام الأضحية بـ "الحصص" منذ أول مرة يضحي فيها خلال حياته، فيقول لـ "الرسالة نت" إن الاشتراك يساعد كثيرا من الأشخاص غير القادرين على شراء الأضحية.
ويرجع أبو فراس سبب تعذّر الناس عن شراء الأضاحي إلى غلاء أسعارها، إضافة إلى سوء الأوضاع الاقتصادية التي يعيشها المواطنون في غزة، نتيجة الحصار (الاسرائيلي) المفروض عليهم منذ ما يقرب 7 أعوام.
وقبيل حلول عيد الأضحى من كل عام يشرع أبو فراس بالتواصل مع أصدقائه وجيرانه من غير القادرين على شراء أضحية بمفردهم، سائلاً إياهم "من يريد الاشتراك معي هذ العام في الأضحية؟!".
وفور إتمام عدد المشتركين الذي يصل إلى 7 أشخاص، يبدأ أبو فراس بالتشاور معهم حول الامكانات المتاحة لشراء الأضحية، من حيث وزنها وثمنها وحصّة كل مشترك.
ويتم شراء الأضحية –بحضور الأشخاص المشتركين- قبل عيد الأضحى المبارك بفترة تتراوح ما بين شهر أو أكثر، ويتم الاهتمام بها واطعامها إلى حين قدوم لحظة التضحية.
وبعد أداء صلاة العيد يتجمع المشتركون وأبو فراس، للذهاب سوياً إلى المكان المنوي ذبح الأضحية فيه، ليشرفوا على العملية من ثم يتم تقاسمها فيما بينهم بحيث يحصل كل منهم على حصته.
وأجاز أهل العلم اشتراك سبعة مضحين في "بدنة" أو بقرة، على أن يشتروها مشتركة بينهم ثم يضحوا بها عن كل واحد سبعها، وذلك للنصوص الصريحة بإجزاء ذلك في الهدي.
ولا فرق بين الهدي والأضحية، وقد أجمع أهل العلم على أنه لا يجوز اشتراك مالكين في شاة الأضحية، أما كون المالك واحداً فيضحي عن نفسه بالشاة وينوي إشراك أهل بيته معه في الأجر فذلك ثابت في الصحيح، حيث ذبح صلى الله عليه وسلم كبشاً
ويجيز الإسلام الاشتراك في الأضحية، لكن بشروط تتمثل في أن يكون المشارك قريباً ممن أشركه معه في النسب، وسكن معه وأنفق عليه -ولو تبرعاً- جاز لهم الاشتراك في كل أضحية ولو شاة.
فإذا تخلف شرط من الشروط الثلاثة التي هي: القرابة والمساكنة والإنفاق امتنع التشريك. وعليه، فإذا كان صاحب الأضحية من هؤلاء الإخوة هو المنفق جاز له أن يشركهم معه في أضحيته، وأجزأت عنهم جميعاً.