نفذت "وحدات حماية الشعب" الكردية، خلال اليومين الماضيين، حملة اعتقالات واسعة للشباب النازحين في مخيم المبروكة، الواقع في ناحية رأس العين في ريف محافظة الحسكة الغربي في سوريا، وذلك بهدف التجنيد الإجباري ضمن صفوفها، في حين أعدمت 25 عنصرا من عناصرها بتهمة الخيانة.
وأفاد ناشطون لـ"عربي21" بأن الاستخبارات العسكرية التابعة لـ"حزب الاتحاد الديمقراطي" الكردي نفذت حملة اعتقالات في مخيم مبروكة غربي رأس العين، بهدف سوق المعتقلين إلى التجنيد الإجباري.
وكان حزب الاتحاد الديمقراطي قد أرسل قبل أيام وفدا من قيادات الحزب إلى مخيم مبروكة، الواقع في ريف محافظة الحسكة، بهدفِ التأثير على الشبان النازحين، وإقناعهم بالتطوع للقتال ضمن صفوف الحزب، وهدد الشبان النازحين داخل المخيم، بأنه سوف يتم تجنيدهم إجباريا، إن لم يتقدموا للتطوع من تلقاء أنفسهم.
وأشار ناشطون إلى انتشار كثيف للشرطة العسكرية الكردية في ريف رأس العين لاستكمال حملة التجنيد الإجباري ونشر حواجز طيارة في عموم المنطقة، حيث نفذت حملات دهم واعتقال في قرى ريف رأس العين عصر اليوم بغرض التجنيد الإجباري طالت أكثر من 200 شاب دون التمييز بين المؤجلين وغير المؤجلين.
ولفت الناشطون إلى وقوع شجار بالأيدي بين أهالي قرية "المقرن" في ريف رأس العين الغربي مع دورية عسكرية بسبب رفضهم للتجنيد الإجباري.
من جهته، أشار عضو الأمانة العامة للتحالف الوطني لقوى الثورة في الحسكة محمود الماضي، إلى أن وحدات حماية الشعب فرضت التجنيد الإجباري على كافة المناطق التي تسيطر عليها منذ عام 2014.
وأردف قائلا لـ"عربي21" إنه في كل موقعة أو موقف حرج تزيد وحدات الحماية الكردية من وتيرة حملات التجنيد هذه، لكنها في الآونة الأخيرة وخصوصا بعد عملية "غصن الزيتون" التي قامت بها تركيا ضد هذه المليشيا في عفرين كثّفت من حملاتها العشوائية في الأسواق وعلى مفارق الطرق وداهمت القرى.
وأكد الماضي على أن وحدات حماية الشعب الكردية لم تتقيد حتى بالقانون الذي أصدرته حيث ألغت قانون التأجيل المقر بالنسبة للطلاب وللقاصرين ولم تسلم منها حتى المخيمات التي أحكمت قبضتها عليها كونها تديرها بشكل مباشر حيث اعتقلت الشباب في مخيم المبروكة وبعض المخيمات الأخرى لزجهم في معركة عفرين حتى بدون تدريب غير آبهة بمصيرهم، وكل ذلك لتفردها في المنطقة كمليشيا مسلحة لا تحترم قانونا أو تتقيد بعرف.
وفي شأن ذي صلة، أكد مصدر إعلامي إعدام الوحدات لـ25 من عناصرها، بالقرب من "مخيم الحريجي" في ريف دير الزور الشمالي، بتهمة الخيانة والفرار من جبهات القتال في ريف ديرالزور الشرقي.
وقال لـ"عربي21" طالبا عدم ذكر اسمه، إن "الاستخبارات العسكرية التابعة لـحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي أعدمت عناصرها رميا بالرصاص".
وأردف بأن جثث العناصر تم تسليمها لذويهم يرافقها حشد أمني تحسبا لردة فعل الأهالي، وأخبروا الأهالي أنهم قتلوا في المواجهات مع تنظيم "داعش" في ريف دير الزور الشرقي.
وأوضح المصدر أن الذين تمت تصفيتهم من العرب من قرى ناحية تل حميس (الحشر، خربة عمر، بلقيس، المطلق، أبو جرن).
يشار إلى أن موجة الانشقاقات في صفوف ما تسمى "قوات سورية الديمقراطية" التي تقودها "الوحدات الكردية" تزايدت بعد إعلان القوات التركية والجيش السوري الحر عن معركة "غصن الزيتون" في عفرين.