تصاعدت وتيرة القتال أمس السبت في ريف مدينة عفرين السورية بين الجيش التركي والجيش السوري الحر وبينوحدات حماية الشعب الكردية، في حين طالبت أنقرة مجددا بسحب القوات الأميركية من مدينة منبج في ريف حلبالشرقي.
ففي اليوم الثامن من عملية "غصن الزتيون"، سجلت اشتباكات عنيفة في منطقة راجو غرب مدينة عفرين. وترافق ذلك مع استخدام الجيش التركي للمروحيات والمدفعية الثقيلة، كما أعلن في بيان عن مقتل اثنين من جنوده وإصابة 11 آخرين، وهو ما يرفع حصيلة خسائره إلى خمسة.
وقال الجيش التركي إن اثنين من عناصر الجيش السوري الحر قتلا وأصيب أربعة آخرون في المواجهات التي تركزت في جبال راجو قرب الحدود السورية التركية. وأضاف أنه حيّد منذ بدء العمليات 447 من المسلحين الأكراد الذين يقولون بدورهم إنهم قتلوا أكثر من مئتي جندي تركي.
وبالتوازي مع الاشتباكات، شنت 22 مقاتلة تركية أمس غارات دمرت خلالها أكثر من أربعين هدفا، بينما قالت الوحدات الكردية إنها دمرت دبابة تركية وقُتل طاقمها.
ووسط المعارك العنيفة، تمكّن الجيش السوري الحر -المدعوم بالجيش التركي- من السيطرة على قرية علي بيسكي ومعسكر لقوات حماية الشعب الكردية غرب عفرين، وهو ما يرفع إلى نحو عشرين عدد القرى التي سيطرت عليها قوات عملية غصن الزيتون من مجموع 360 قرية في ريف عفرين.
كما سيطر الجيش الحر على عدة تلال إستراتيجية مطلة على مدينتي راجو وجنديرس غرب عفرين، بينما لا يزال القتال مستمرا في محاور أخرى بينها جبل برصايا غرب مدينة أعزاز الخاضعة للجيش الحر، التي تبعد 22 كلم شرق مدينة عفرين.
في هذه الأثناء، جددت تركيا مطالبتها الولايات المتحدة بسحب قواتها من منطقة منبج السورية في ريف حلب الشرقي غرب نهر الفرات، التي تعهدت أنقرة بطرد الوحدات الكردية منها بعد إتمام عملية عفرين.
وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن علاقة تركيا بالولايات المتحدة تشهد أزمة ثقة، وإن أنقرة تنتظر من واشنطن خطوات ملموسة لا مجرد تصريحات.
وأضاف الوزير أن على الأميركيين سحب الأسلحة التي زودوا بها المسلحين الأكراد، والانسحاب من منبج التي ينتشر فيها جنود أميركيون، منتقدا ما قال إنه تضارب في التصريحات بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب ووزارة الدفاع الأميركية بشأن وقف الدعم العسكري الأميركي للوحدات الكردية.
من جهته، طالب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس الدول التي تعارض العملية العسكرية التركية وتطلب من أنقرة عدم التعرض لجنودها؛ بالابتعاد عن المنطقة، في إشارة إلى الولايات المتحدة.
وكان أردوغان قد هدد بتوسيع نطاق العمليات العسكرية إلى منبج ومناطق أخرى تقع شرقا حتى حدود العراق، بينما تعهد القيادي في قوات سوريا الديمقراطية ريدو خليل بالتصدي لأي تحرك تركي باتجاه الشرق.
الجزيرة نت