ساد هدوء حذر اليوم في مدينة عدن جنوبي اليمن بعد مواجهات دامية أسفرت عن سيطرة المجلس الانتقالي الجنوبي بدعم جوي إماراتي على معظم المدينة، ومحاصرته مقر الحكومة في القصر الرئاسي بمنطقة معاشيق.
وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة إن العاملين في المجال الإنساني باليمن أبلغوا المنظمة الدولية بوجود هدوء حذر في عدن.
وأضاف دوجاريك أن السكان المدينة خرجوا اليوم من منازلهم لشراء المواد الأساسية، موضحا أن المنظمات الإنسانية تأمل استئناف عملياتها في الأيام القليلة القادمة إذا استمر الهدوء.
كما نقلت وكالة رويترز عن سكان أن البنوك والمتاجر أعادت فتح أبوابها اليوم، واستؤنفت حركة المرور في الشوارع بعد أيام قضاها الناس في بيوتهم جراء الاشتباكات التي استخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة وخلفت أكثر من عشرين قتيلا.
ووفق وكالة رويترز أيضا، فإن المجلس الانتقالي الجنوبي سلم اليوم قاعدتين كان استولى عليهما، وكان مقر "اللواء الرابع-حماية رئاسية" من بين المواقع التي سقطت بأيدي مسلحي المجلس الانتقالي.
من جهته، قال الكاتب الصحفي اليمني عبد الرقيب الهدياني للجزيرة إن لجنة التهدئة تعمل منذ أمس في محاولة لتطبيع الأوضاع مضيفا أنه جرت إزالة بعض أسباب التوتر، حيث عادت القوات الموالية لما يسمى المجلس الانتقالي المدعوم من الإمارات وتلك التابعة للحكومة الشرعية إلى مواقعها.
وتابع أنه تم اليوم تبادل الأسرى من الطرفين، كما أفاد بتلقيه معلومات عن وصول لجنة سعودية-إماراتية لاحتواء الوضع في عدن عقب المواجهات التي خلفت أكثر من عشرين قتيلا.
كما أشار الصحفي اليمني إلى أنباء عن رفض الرئيس هادي إقالة حكومة أحمد بن دغر تحت ضغط المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من أبو ظبي.
وكان مصدر حكومي يمني قال للجزيرة إن الوضع في عدن ما زال متوترا رغم الوعود السعودية بالتدخل. وأضاف أن الحكومة محاصرة في قصر معاشيق رغم وجود قوات سعودية فيه.
كما أكد المصدر نفسه أن طارق صالح ابن شقيق عبد الله صالح موجود في معسكر تابع للإماراتيين بعدن وتحت حمايتهم، مشيرا إلى أنه لم يتم التوصل إلى اتفاق مع أي طرف وأن الوضع معقد.
وقال المصدر إن طائرات ودبابات إماراتية تدخلت أثناء المواجهات لمصلحة الانقلابيين في عدن. وأكد أن القوات الإماراتية منتشرة حول مقر الحكومة هناك.
وكان مسؤولون في الحكومة اليمنية اعتبروا ما جرى انقلابا على الشرعية ولا يختلف عن الانقلاب الذي نفذه الحوثيون.
وفي وقت سابق، أكد مصدر يمني حكومي رفيع للجزيرة أن معسكر "اللواء الرابع-حماية رئاسية" في عدن سقط بيد قوات المجلس الانتقالي الجنوبي بعدما قصفته مقاتلات إماراتية، ودخله مسلحون على متن عربات ومدرعات تابعة للمجلس الانتقالي لتسيطر بذلك هذه القوات على معظم أنحاء عدن.
وقال قائد اللواء مهران القباطي إن سقوط اللواء كان غدرا ونقضا لاتفاق وقف إطلاق النار، وإن قواته التزمت للسعودية بوقف إطلاق النار والانسحاب، لكن الطرف الآخر لم يلتزم بسبب إصرار داعمي "الانقلابيين على إسقاط الشرعية".