فرضت إدارة ترامب عدة عقوبات جديدة خلال الشهر الماضي على أفراد وكيانات مرتبطة بحماس وحزب الله الذين لهم صلات قوية مع الحكومة الإيرانية.
فالموقف العدواني الجديد ضد الشبكات الوكيلة لطهران هو جزء من استراتيجية الإدارة الأوسع للرد على أنشطة إيران في المنطقة التي تعتبرها الإدارة الامريكية مزعزعة للاستقرار في الشرق الأوسط الكبير، وتتولى وزارة الخزانة قيادة الطريق، بينما تأمل وزارة الخارجية الأمريكية في إقناع القوى الأوروبية باعتماد نهج أكثر صرامة تجاه طهران لسلوكها الإقليمي وبرنامج الصواريخ الباليستية. وتقول الولايات المتحدة أن إيران تشجعت من خلال الاتفاق الدولي عام 2015 حول البرنامج النووي للجمهورية الاسلامية.
وفي الشهر الماضي، أعلن النائب العام جيف سيسيونس عن إنشاء فريق لمكافحة عمليات تهريب المخدرات التي يقوم بها حزب الله، وفى الاسبوع الماضي، أعلن وزير الخزانة ستيف منوشين عقوبات جديدة ضد ستة اشخاص وسبع شركات مرتبطة بحزب الله، ووصفها بانها "الموجة الأولى" للعديد من العقوبات القادمة.
وقال "سنكون صارمين في تحديد وفضح وتفكيك شبكات الدعم المالي لحزب الله على الصعيد العالمي".
وكتبت السكرتيرة الصحفية في البيت الأبيض سارة هكابي ساندرز على تويتر: "لن نسمح بعد الآن لحزب الله الفاسد وغيره من زعماء النظام الإيراني بإخفاء جرائمهم وراء الشركات الوهمية. المزيد قادم."
وفى الاسبوع الماضي ايضا قالت وزارة الخارجية أن اسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحماس وحركة الصابرين وهي جماعة تدعمها إيران تعمل في غزة والضفة الغربية "وترعاها وتوجهها إيران"، تم إدراجهم على قائمة "الإرهابيين العالميين المعينين خصيصاً"، وهو تصنيف يأتي ضمن أشد العقوبات التي تفرضها الحكومة.
هذه العقوبات ضد الوكلاء تأتي إضافة إلى عدد من العقوبات الجديدة التي استهدفت الحكومة الإيرانية بشكل مباشر بسبب انتهاكات حقوق الإنسان والبرنامج الصاروخي ودعم الإرهاب. وقال نائب رئيس الولايات المتحدة مايك بينس أمام الكنيست خلال زيارته لـ(إسرائيل) الشهر الماضي أن ادارة ترامب قد زادت العقوبات الامريكية في العام الماضي "أكثر من ثلاثة اضعاف على إيران ووكلائها.
وقد تطرق جيسون جرينبلات، الممثل الخاص للرئيس للمفاوضات الدولية للجهود المشتركة بين الوكالات، الذي يركز بشكل مباشر على استئناف محادثات السلام الإسرائيلية الفلسطينية. لا يشارك غرينبلات في سياسة إيران، ولكنها تشارك في الجهود الرامية إلى استئناف السلام الإسرائيلي – العربي وهذا لا يمكن فصله عن المخاوف بشأن طموحات طهران الإقليمية.
وتساءل غرينبلات هذا الأسبوع قائلاً: "تخيل ما يمكن أن يصنعه شعب غزة بمنحة من 100 مليون دولار من إيران لحماس سنوياً، ولكن حماس تستخدمها للأسلحة والأنفاق لمهاجمة (إسرائيل). فإيران تنفق ما يقرب من مليار دولار سنوياً في رعاية الإرهاب في لبنان و(إسرائيل) والضفة الغربية وغزة. هذه الاموال لا تزيد سوى العنف ولا تفعل شيئا لمساعدة الشعب الفلسطيني".
الكونغرس يقوم بدوره أيضا. ففي أكتوبر الماضي، وافق على تأييد ثلاثة من مشاريع القوانين التي تتناول نشاط حزب الله. ويشجع الكونغرس الاتحاد الأوروبي على أن يصنف حزب الله منظمة إرهابية، بعد أن أدرجت الهيئة العابرة للقارات فقط "جناحها العسكري" على قائمة الإرهاب في عام 2013.
ومن شأن المشروع الثاني ان يفرض عقوبات أخرى على أفراد حزب الله المتهمين بارتكاب جرائم حرب واستخدام المدنيين كدروع بشرية. والثالث سيعزز قانون العقوبات لعام 2015 الذي يستهدف تمويل حزب الله.
ويقول المسؤولون الامريكيون ان هذا مجرد بداية للجهود المتضافرة لوقف هيمنة إيران وتوجهها الي خلق "هلال شيعي" يصل من طهران الى البحر المتوسط وضد الحدود الاسرائيلية والشرقية لـ(إسرائيل). وترحب الحكومة الإسرائيلية بهذه الاستراتيجية الاستباقية الجديدة وتأمل أن تسير أوروبا على متنها.
وفى رسالة الى بريطانيا وفرنسا والمانيا هدد ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني إذا فشل الحلفاء في الانضمام اليه في استهداف وكلاء إيران. وقال ترامب " عليهم ان يصنفوا حزب الله ككل كمنظمة ارهابية".
ويقول مساعدو ترامب انه على استعداد للبقاء طرفا في الاتفاق، في الوقت الراهن، إذا اتخذت أوروبا إجراءات ملموسة ضد "الأنشطة الخبيثة" الإيرانية وبرنامجها الخاص بالصواريخ الباليستية.
وقال ترامب "عليهم ان ينضموا إلينا في الحد من تطوير الصواريخ الايرانية ووقف انتشار الصواريخ وخصوصا في اليمن". واضاف "يجب ان ينضموا إلينا في مواجهة التهديدات السيبرانية الايرانية. وينبغي أن يساعدونا في ردع عدوان إيران على الشحن الدولي. يجب عليهم الضغط على النظام الإيراني لوقف انتهاك حقوق مواطنيه. ولا ينبغي لهم القيام بأعمال تجارية مع الجماعات التي تثري ديكتاتورية إيران أو تمول الحرس الثوري ووكلائه الإرهابيين ".
ترجمة خاصة: مركز الدراسات السياسية والتنموية