يوما بعد يوم نكتشف أننا أحجار على رقعة شطرنج تمتد حدودها من المحيط إلى الخليج، في لعبة دموية تدفع شعوب المنطقة ثمنها دون أن يعلن المنتصر نهاية اللعبة "كش ملك".
التوصيف السياسي الجديد للدور الذي تلعبه شعوب وحركات وطوائف وأنظمة هو "الحروب بالوكالة" وهي الاستراتيجيات العسكرية القائمة على المشاركة في هذه الحروب، والتي باتت جذابة للدول التي تحاول تجنب التكاليف العالية من الناحية البشرية والاقتصادية التي تترتب عن المشاركة المباشرة في النزاعات المسلحة.
خلال الخمسينات، وتحديدا خلال الحرب الباردة، اخترع المخرج السينمائي الفرنسي، ألبرت لاموريس، لعبة تتكون من لوحة رسم عليها خريطة العالم في شكل غير نمطي نوعا ما، وفي هذه اللعبة، التي قسمت فيها خريطة العالم إلى مناطق مختلفة، يجب على المشاركين غزو مناطق العدو. وفي هذه اللعبة، يملك المشاركون جيشا خاصا بكل منهم، يتم تحريكه فوق اللوحة بهدف مواجهة العدو والمشاركة في معركة ضده. وتبدأ اللعبة برمي النرد، وبات يطلق عليها لعبة ريسك؛ أو استراتيجية على رقعة الشطرنج العالمية، وفي البحث عن تاريخ حروب الوكالة فإن القائمة تطول ويصعب حصرها في مقال صغير، لكن يمكن الإشارة إلى أبرزها:
1 -الحرب الأهلية الإسبانية ( 1939-1936)
2 -الحرب الأهلية في نيبال ( 2006-1996)
3- الحرب اليوغوسلافية (1991-2001 )
4 -الحرب الأهلية الأفغانية ( 1992-1989)
5 -الحرب الفيتنامية الكمبودية ( 1991-1977)
6 -الحرب الأهلية الفنلندية ( 1918)
7-الفنزویلیة الحرب(1902-1903 )
8 -الحرب الأهلية اليونانية (1949-1946)
9 -الحرب بالوكالة بين ليبيا والولايات المتحدة الأمريكية
إنھا حروب القوى العظمى على أرض الغير، يدفع ثمنها الغير، يؤججها الغير، بأسماء وتوصيفات لا علاقة لها بجوهر المسألة تتجلى اليوم في أقسى صورها على خريطتنا الإقليمية. وهكذا نكتشف أن هناك وظيفة جديدة لدى الكبار، وظيفة هندسة الحروب، المهندس هنا يحدد مكانها وزمانها وضحاياها وأهدافها، ويصمم شكلها وخريطتها.
أما وظيفتنا نحن فمجرد بيادق، مقاتلون وضحايا، أموات ومنكوبون.