اغتيال جرار يكشف حجم التنسيق الأمني

قبها: تغييب قيادات المقاومة بالضفة هدف مشترك للسلطة والاحتلال

صورة
صورة

غزة-محمد العرابيد

أكد القيادي في حركة "حماس" الأسير المحرر وصفي قبها، أن أسرى الحركة يخططون لإضراب شامل لاسترجاع حقوقهم من إدارة سجون الاحتلال، مبيناً أن الاحتلال يسعى إلى تغيب قيادات المقاومة عن الساحة في الضفة بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية، مشدداً على أن جريمة اغتيال المطارد أحمد جرار من جنين تكشف حجم ومتانة التنسيق الأمني.

وأوضح قبها في حديث لـ"الرسالة نت" عقب الإفراج عنه من سجون الاحتلال مؤخراً، أن الأسرى عاشوا خلال الفترة الماضية أوضاع إنسانية صعبة جراء منع الاحتلال دخول الأغطية الشتوية والملابس، مؤكداً أن السجون تسودها علاقة متوترة بين الأسرى وجنود الاحتلال بسبب تعنت إدارة السجون في الموافقة على مطالبهم.

وأشار إلى أن أسرى حركة حماس يعانون من رزمة عقوبات بسبب سحب إدارة السجون حقوقهم قبل 4 أعوام، وهم يحاولون الان استرجاع هذه الحقوق من إدارة السجون من خلال التخطيط لإضراب شامل.

وشدد على أن سلطات الاحتلال تمارس أقصى أنواع التضيق على الأسرى منها سياسة التفتيش الليلية ومنع الكتب والملابس الشتوية وغيرها من الأمور.

وأفرجت سلطات الاحتلال، مساء الأربعاء الماضي، عن وزير الأسرى والمحررين السابق، والقيادي بحركة حماس وصفي قبها، حيث توجه مباشرة إلى بيت عزاء الشهيد أحمد نصر جرار في بلدة واد برقين بجنين شمال الضفة.

وكانت سلطات الاحتلال قد اعتقلت قبها بعد فترة وجيزة من خروجه من السجن العام الماضي، علما أنها أيضا اعتقلت نجله أسامة في إطار الاعتقالات الواسعة التي أعقبت ملاحقة الشهيد أحمد نصر جرار وأفرجت عنه لاحقاً.

وينحدر القيادي قبها من مدينة جنين، وكان وزيرًا للأسرى وقضى في سجون الاحتلال ما مجموعه (14عامًا).

تغييب القيادات

واتهم قبها سلطات الاحتلال بالسعي لتغييب قيادات المقاومة عن ساحة الضفة بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية، مبيناً أن ذلك يرمي لإنهاء انتفاضة القدس، وتهيئة الضفة للموافقة على مشاريع الاستيطان وصفقة القرن بالتخلي عن القدس وقضية اللاجئين.

وأوضح أن الاحتلال يشيد بدور التنسيق الأمني في ملاحقة المقاومة رغم إعلان السلطة أكثر من مرة وقفه، مبينا أن التنسيق ارتفعت وتيرته في الأيام الماضية إثر العمليات الفدائية الفلسطينية.

وشدد قبها على أن إعلان الاحتلال أن التنسيق مستمر يعكس حجم وعمق المعاناة التي يدفع ثمنها أبناء حركة حماس والجهاد الإسلامي، مشيرا إلى أن التحقيقات التي تجريها السلطة مع أبناء حماس في سجنوها تصل الاحتلال أول بأول.

وتابع:" إن أجهزة السلطة الأمنية تمارس دورا مشبوها في ملاحقة قيادات المقاومة في الضفة لتغيبهم عن المشهد السياسي"، منوها إلى أن التنسيق الأمني يقف عائقًا أمام استمرار انتفاضة القدس.

وأشار قبها إلى دور السلطة في تسليم معلومات عن خلايا المقاومة في الضفة للاحتلال بشكل يومي، مؤكدا أن التنسيق الأمني مرفوض بكل أشكاله في ظل التعديات والهجمات التي يمارسها الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني بصورة يومية ومتكررة.

وعلى صعيد انتفاضة القدس، قال قبها : "إن الأمور لا تزال تتصاعد وما حصل في مدينة جنين ونابلس يعكس بأن الشعب الفلسطيني يأس من المفاوضات والسلام خاصة بعد قرارات ترامب التي تؤكد بأنه أحرص على اليهود ومصلحتهم".

وأوضح أن الشارع الفلسطيني في الضفة يحاول النهوض من وقت لأخر من خلال تنفيذ عمليات طعن وإطلاق نار ضد جيش الاحتلال والمستوطنين، إلا أنه يصطدم بأجهزة السلطة الأمنية التي تتصدى لهم وتعتقلهم.

ونوه القيادي في حماس إلى أن سياسة التنسيق الأمني أضرت بالقضية الفلسطينية، وتسببت في إفشال الكثير من العمليات الفدائية، مشيراً إلى أن السلطة تحاول امتصاص غضب الشارع الفلسطيني عندما تطلب منه الخروج في مظاهرات ضد الاحتلال، مضيفاً أن ما حصل في نابلس وجنين يؤكد أن الشعب مع خيار المقاومة، في إشارة إلى احتضان المواطنين للشهيد أحمد جرار قبل اغتياله.

وعن مماطلة السلطة في تنفيذ اتفاق المصالحة، قال فقها:" إن السلطة لا تريد المصالحة مع حركة حماس وهي تمتلك السلاح"، مشددا على أن السلطة بدأت تدريجيا في فرض شروط لتطبيق المصالحة حتى تصل لنزع سلاح المقاومة.

وأضاف قبها : "مخطأ من يظن بأن السلطة ستغض الطرف عن سلاح المقاومة"، مطالبًا حركة حماس بأن تكون يقظة في تعاملها مع السلطة حتى لا تدفع الثمن وتقع في الفخ الذي خططت له دول عربية بالتنسيق مع السلطة والاحتلال، مؤكدا أن سلاح المقاومة للكل الفلسطيني.

متعلقات

أخبار رئيسية

المزيد من حوار

البث المباشر