قائد الطوفان قائد الطوفان

ارتفاع أسعار الدواجن يثير سخط الغزيين

توضيحية
توضيحية

غزة– أحمد أبو قمر

أثار الارتفاع الجنوني لأسعار الدواجن خلال الأيام الماضية، سخط الغزيين الذي تساءلوا عن الأسباب الحقيقية، وسط دعوات لمقاطعة شراء الدواجن كخطوة احتجاجية.

ويأتي ارتفاع الأسعار في ظل أوضاع اقتصادية صعبة يمر بها الغزيين، حيث تفرض السلطة الفلسطينية عقوبات على القطاع تتمثل في تقليص الرواتب وازدياد أزمة الكهرباء.

وفاقت أسعار الدجاج اللاحم الـ 16 شيكلا للكيلو الواحد، "4.5 دولار"، ما أدى لعجز المواطنين على شرائه.

توقعات بالانخفاض
ورغم ارتفاع الأسعار، يشكو مربو الدواجن من خسائر تلاحقهم باستمرار بسبب أزمة الكهرباء وانعدام استقرار الأسعار.

وقال التاجر خالد عابد إنهم تكبدوا قبل شهرين خسائر فادحة بسبب الانخفاض الكبير والمفاجئ في أسعار الدواجن والتي وصلت إلى 6.5 شيكل، وهو ما دفعه لإيقاف تربية الدواجن مؤقتاً.

وكانت أسعار الدجاج شهدت انخفاضا كبيرا في أكتوبر الماضي، وحتى نهاية العام المنصرم، ما كبّد المزارعين خسائر مادية فادحة بلغت نحو ثلاثة ملايين دولار بحسب إحصائيات رسمية.

في حين، دعا ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي إلى مقاطعة شراء الدجاج، معتبرين أن الوضع الاقتصادي الذي يعانيه المواطنون في غزة أثقل كاهلهم، وقلص من حجم القدرة الشرائية لديهم، في ظل ارتفاع مطرد في أعداد المحتاجين لمساعدات عاجلة بفعل سوء الأوضاع المعيشية والتردي الاقتصادي.

مدير دائرة الإنتاج الحيواني بوزارة الزراعة في غزة المهندس طاهر أبو حمد، ذكر أن ارتفاع أسعار الدواجن يعود إلى قلة أعدادها في المزارع، بسبب عزوف المربين في هذا الوقت من العام عن تربيتها، خشية تعرضهم للخسارة بسبب البرد.

وبين أبو حمد أن ارتفاع تكلفة الإنتاج والخسائر الفادحة التي لحقت بمربي الدواجن قبل أشهر إثر انخفاض حاد في الأسعار، من أهم أسباب الارتفاع الحالي للأسعار.

وبعد سماح وزارته باستيراد أجزاء من الدجاج المجمد، توقع أبو حمد أن تعود الأسعار للانخفاض في غضون أسبوع.

وفي ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة، وانخفاض القوة الشرائية، انخفض استهلاك الغزيين من 2.5 مليون دجاجة شهريا، إلى أقل من مليون ونصف، وفق أبو حمد.

وأوضح أن لدى وزارته خطة واضحة لمعالجة الارتفاع والعمل على استقرار الأسعار، وهو ما سيكون له أثر على إعادة الانخفاض لأسعار الدواجن مجدداً.

أسباب الارتفاع

من جهته، ذكر المهندس حسن أبو عيطة نقيب المهندسين الزراعيين أن معدل الاستهلاك الشهري من البيض المخصب المستورد الذي دخل قطاع غزة (3- 3.5) بيضة، في حين استهلاك الفرد سنويا 30 كيلو غرام.

وقال أبو عيطة: "ما قبل هذا الارتفاع، كان هناك انخفاض كبير في الأسعار، حيث بلغت خسائر المزارعين 2000 شيكل على كل 1000 دجاجة".

وأوضح أن هذه الخسائر أدت إلى عزوف عدد كبير من المزارعين عن تربية الدواجن، خلال الدورة الحالية.

وعن أسباب الارتفاع الكبير في الأسعار، أكد أن ضعف القدرة الشرائية، ومنع ادخال البيض المخصب إلى قطاع غزة لمدة شهر كامل، في محاولة من وزير الزراعة لرفع الأسعار، وكذلك منع المجمد خلال الفترة السابقة أدى إلى الارتفاع.

وأضاف أبو عيطة: "في السابق، كان يحسب الاستهلاك كل شهر، وما هي حاجة السوق المحلية ويتم الاستيراد والتربية بناء عليها، ولكن الشهر الجاري حدثت مشكلة بسبب الأسباب سابقة الذكر".

وحث على ضرورة توحيد الأسعار في حدود (10-11) شيكل، والعمل باستمرار على دراسة حاجة السوق بالكمية المناسبة دون فائض أو عجز.

وأشار إلى أن عدم وجود دعم أو حماية للمزارعين عند الخسارة، يجعله يبتعد عن التجارة في هذا المجال، مع أول خسارة يتعرض لها.

وسمحت وزارة الزراعة، بإدخال 700 طن من مجمدات الدواجن المقطع "جناح – ظهر" عبر معبر "كرم أبو سالم" التجاري. وحسب الزراعة، فقد جرى إيقاف استيراد تلك الأصناف منذ حوالي شهرين ونصف لحماية المنتج المحلي.

وذكرت أن الهدف من القرار هو محاولة إحداث توازن في أسعار الدواجن التي ارتفعت بشكل ملحوظ في الفترة الماضية، وصولاً للتخفيف عن المواطن في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يمر بها قطاع غزة المحاصر.

البث المباشر