تُختتم، اليوم الأحد، فعاليات النسخة الـ54 من مؤتمر ميونخ للأمن في ألمانيا، والذي تناول قضايا أمنية دولية، في عدة جلسات، منذ يوم الجمعة الماضي.
وشارك في المؤتمر رؤساء 21 دولة وحكومة، وأكثر من 80 وزير خارجية ودفاع، فضلًا عن أكثر من 600 مدعو من مديرين رفيعي المستوى في شركات عالمية، وأكاديميين، وممثلي منظمات مجتمع مدني.
وناقش المؤتمر، على مدى ثلاثة أيام قضايا مهمة، أبرزها الأوضاع في سورية والأزمة الخليجية، إضافة إلى البرنامج النووي الكوري الشمالي، وعلاقات روسيا والولايات المتحدة، وعلاقات موسكو وبروكسل.
وانعقد المؤتمر، في فندق "بايرشافير هوفر" في مدينة ميونخ بولاية بافاريا، وسط إجراءات أمنية مشددة، إذ تولّى حراسة الفندق أكثر من 4 آلاف شرطي.
وكان من بين الحضور، أمس السبت، وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس، ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، والرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو.
كما شارك عشرات من كبار السياسيين وممثلون عن حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، في سلسلة نقاشات واجتماعات ثنائية.
ويُعتبر المؤتمر نقطة التقاء رؤساء أجهزة الاستخبارات في العالم، إذ انعقدت جلسات عدة تحت عناوين "التعاون الدفاعي بين الأطلسي والاتحاد الأوروبي"، و"الأمن النووي وضبط الأسلحة"، و"الدول بين أوروبا وروسيا" (كأزمة أوكرانيا)، و"التهديدات الموجّهة ضد النظام الليبرالي العالمي".
ونشر تقرير الأمن الجديد، الجمعة، تمهيداً للنقاش، حمل عنوان "إلى حافة الهاوية والعودة؟"، قال فيه رئيس "مؤتمر ميونخ للأمن"، فولفغانغ إيشنغر، إنّه "بات واضحاً أنّ العالم قد أصبح، خلال العام الماضي، أكثر قرباً من حافة الصراعات المسلحة الثقيلة".
وأشار إلى ما سمّاه "التهديد الخطير والمتنامي الذي يثيره الصراع بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، وكذلك التنافس المتزايد بين السعودية وإيران، فضلاً عن التوترات المتصاعدة باستمرار بين حلف الأطلسي وروسيا في أوروبا".
وشكّل "ظهور وتيرة متصاعدة من انعدام الأمن"، الموضوع المركزي للتقرير، وذلك بعدما اتضح عدم استعداد الولايات المتحدة لأداء الدور القيادي والضامن للنظام الدولي، في ظلّ طرح السؤال حول قدرة أوروبا على تكثيف العمل من أجل ضمان أمنها الخاص، في بيئة لا تزال تتسم بالتوترات مع روسيا وتنامي القومية.
ومن ضمن المواضيع أيضاً، القلق بشأن التسليح النووي الجديد، خصوصاً بعد كشف وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) عن خططها لتحديث جديد للأسلحة النووية الأميركية، مطلع فبراير/شباط الحالي.
إلى جانب ذلك، فإنّ مواضيع الأمن الإلكتروني، والعلاقة بين تغيّر المناخ والصراعات، هي من المواضيع الأخرى التي تناولها المؤتمر، خصوصاً الوضع السوري، والصراع الإيراني السعودي.
مائدة مستديرة
وأمس السبت، شارك وزير الخارجية القطري، محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، كضيف شرف في مائدة مستديرة، تحت عنوان "قادة ميونخ الشباب 2018"، وذلك على هامش فعاليات المؤتمر.
وتنظم لجنة التنسيق الإداري للمؤتمر، ومؤسسة "كوربر" سنوياً، منذ عام 2009، اجتماع المائدة المستديرة لقادة الشباب في ميونخ، الذي يجمع القادة الشباب في مجالات السياسة الخارجية والأمنية.
وتتاح الفرصة، خلال المائدة، للمناقشة والتعامل مع شخصيات رفيعة المستوى وصانعي القرار الرئيسيين في مؤتمر ميونخ السنوي للأمن، وفي أحداث إضافية على مدار العام.
وكانت فعاليات النسخة الأولى من المؤتمر انطلقت عام 1963، تحت اسم "التقاء العلوم العسكرية الدولي"، بمبادرة من المؤسس إيفالد ـ هينريش فون كلايست ـ شمينزين.
واعتباراً من عام 1994، تغيّر اسم المؤتمر وأصبح "مؤتمر ميونخ من أجل السياسات الأمنية"، وبدءاً من عام 2008 بات "مؤتمر ميونخ للأمن".
العربي الجديد