قائد الطوفان قائد الطوفان

​عقب التصعيد الأخير

المقاومة تضبط إيقاع قواعد الاشتباك مع الاحتلال

ارشيفية
ارشيفية

غزة-محمد عطا الله

بشكل متسارع، تدحرجت الأحداث وشهدت مناطق حدود قطاع غزة تسخين تدريجي عقب انفجار عبوة ناسفة على السياج الفاصل شرق مدينة خانيونس مما أفضى لإصابة أربعة جنود إسرائيليين اثنين منهم بجراح خطرة.

وفي التفاصيل فإن التحقيقات الأولية لجيش الاحتلال تُرجح أن العبوة تمت زراعتها يوم الجمعة الماضي، وأنه تم وضع علم فلسطين من أجل جذب الجنود إليها لإزالة العلم، وتم تفجيرها عن بعد لحظة اقتراب الجنود من العلم المعلق على السياج الأمني.

وحمّـل مسؤولون عسكريون إسرائيليون حركة حماس المسؤولية، رغم إقرارهم بأن من نفذ التفجير منظمات خارجة عن طوعها، وفق قولهم. كما أن العملية لم تتبن مسؤوليتها أي جهة فلسطينية.

وعقب ذلك شنت طائرات الاحتلال الإسرائيلي سلسلة غارات على أراض زراعية بمناطق متفرقة من محافظات قطاع غزة، وأعلنت وزارة الصحة فجر أمس انتشالها شهيدين ارتقيا بقذائف مدفعية الاحتلال قرب الحدود الجنوبية للقطاع. فيما تبنت كتائب القسام استهداف طائرات الاحتلال بالمضادات الأرضية أثناء إغارتها على القطاع.

تحليل: التسخين على حدود غزة مؤقت ولن يتعدى رد الفعل

 

ويعكس تفجير العبوة وما تبعه من أحداث؛ ضبط المقاومة الفلسطينية لقواعد الاشتباك التي يحاول جيش الاحتلال كسرها وخلق حالة جديدة من شأنها أن تسمح له بالتغول أكثر ضد القطاع دون أي رادع.

محاولة الضغط

وفي قراءة ما جرى، فإن المختص بالشأن الإسرائيلي مأمون أبو عامر استبعد تدحرج كرة اللهب بشكل كبير والوصول لمواجهة شاملة، مرجعا ذلك إلى عدة أسباب أولها أن جيش الاحتلال يُدرك أن من نفذ عملية تفجير العبوة ليست حركة حماس.

ويوضح أبو عامر في حديثه لـ "الرسالة نت" أن الجيش ذهب لقصف محدود لمواقع المقاومة في محاولة منه للضغط على "حماس" على اعتبار أنها مسؤولة عما يجري في القطاع، دون التوسع في قصف أهداف مأهولة من شأنها أن تجر لحرب.

وبيّن أن السبب الآخر هو عدم رغبة المقاومة في الدخول بمواجهة خلال الوقت الراهن، وأنها تكتفي بالدفاع عن الشعب ضمن نطاق محدود، مستدلا على ذلك برد القسام عبر المضادات الأرضية الخفيفة على الطيران الحربي الإسرائيلي.

تصعيد مؤقت

ويعتقد الكاتب والمختص في الشأن الإسرائيلي علاء الريماوي أن توتر الأوضاع لم ينته بعد، مرجحا أن يذهب الاحتلال لقصف هدف يجري البحث عنه، وذلك لامتصاص غضب جبهته الداخلية التي بدأت تتهكم على قيادتها وتتهمها بضعف إدارة الصراع.

ويتفق الريماوي مع سابقه بأن التصعيد سيكون مؤقتاً، منبها إلى أن الاحتلال كان يهيئ الجبهة الجنوبية للتصعيد في الأيام الأخيرة بعد استهدافه أنفاقا للمقاومة وتصعيد عملياته ضد القطاع.

ويلفت في تغريدة على صفحته بالفيس بوك إلى أن الاحتلال يخشى الدخول في تصعيد مشترك بين الشمال والجنوب، في إشارة إلى المقاومة الفلسطينية من جهة وسوريا ولبنان من جهة أخرى.

وحول ما إذا كان رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو سيدفع بالأوضاع نحو معركة جديدة للهروب من قضايا الفساد الموجهة إليه من قبل الشرطة الإسرائيلية، فإن الريماوي يؤكد أن نتنياهو يعيش حالة من الارباك لكن لا يزال ممسكا بزمام الأمور واستطاع أن يقدح في الشرطة.

ويشير إلى أن الجيش يٌدرك أن التصعيد المفتوح والدخول في حرب لن يجدي نفعا، أو يوصل لحل على غرار الحروب الأخيرة في قطاع غزة.

وفي نهاية المطاف يمكن القول إن إمكانية تصاعد المواجهة تبقى محدودة، إلا في حال أقدم الاحتلال على الخروج من إطار الرد الطبيعي، الأمر الذي من شأنه أن يقلب الطاولة رأسا على عقب.

البث المباشر