قائد الطوفان قائد الطوفان

أجنحة الدواجن المجمدة تشعل "كوانين" فقراء غزة

غزة-محمد شاهين

ما إن أعلنت محلات اللحوم المجمدة في قطاع غزة عن وصول أجنحة الدواجن المجمدة، حتى قصدتها مئات العوائل الغزية لشرائها، بعد أن شهدت فترة طويلة من انقطاعها داخل الأسواق لحظر وزارة الاقتصاد استيرادها من الخارج.

كان خبر وصول الأجنحة المجمدة أشبه "بالبشرى"، لدى الأسر الفقيرة في غزة، إذ تتخذ منها وجبة شواء رئيسية ذات مذاق مميز وبسعر تستطيع تحمل أعبائه، بعد بلوغ سعر الرطل منها عشرة شواكل فقط.

ينهمك البائع أسامة صلاح الذي يعمل بمحل حرب للحوم المجمدة في وزن الأجنحة للزبائن الذين احتشدوا بالعشرات لشرائها، ويوضح أنها تمثل قبلة للأسر المستورة التي انقطعت عن زيارة المحل بمجرد إعلان منع استيرادها، إلا أنها عادت لترتاده بمجرد عودة استيراد "وجبة الفقراء" .

ويشيد صلاح بقرار وزارة الاقتصاد في قطاع غزة بعودة السماح باستيرادها، بعد أن أظهرت حركة الزبائن الكبيرة أن المواطنين كانوا متعطشين لها، ما جعلهم يبيعون قرابة "الطن" في أول يوم من استيرادها، خصوصاً في ظل ارتفاع سعر الدواجن الطازجة.

وتحمل الحاجة فاطمة العبد بيدها 9 كيلوجرام من الدواجن المجمدة، وتقول "للرسالة"، "إنها تنوي تنظيم "عزومة" لأحفادها الذين يفضلونها عن باقي الأكلات الأخرى، بعد أن تقوم بشوائها، كونها الوجبة المفضلة لدى الأطفال لما تتمتع به من مذاق طيب، وبروتين حيواني ينفعهم في عملية النمو الجسدي".

وتبين الحاجة "أن ثمنها المنخفض يعتبر الدافع الأساسي من شرائها بحيث لا تتجاوز الوجبة التي تطعم بها 22 من أحفادها الصغار الـ 55 شيكل، بينما لو كانت باللحوم الطازجة فإنها سيتضاعف ثمنها إلى مرة ونصف، وهذا يشكل عائق لها في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيشها.

ولم يقتصر شراء الأجنحة المجمدة على الأسر الفقيرة فقط، إذ يتخذها الشباب والأصدقاء وجبة رئيسية لحفلات الشواء التي ينظموها بشكلٍ جماعي.

ويسرد محمود أبو وردة صاحب الـ 21 عاماً، أنه واصدقاءه الخمسة انقطعوا عن تنظيم وجبات العشاء الجماعية منذ انقطاع الأجنحة المجمدة من الأسواق، إلا أنهم عادوا وعقدوا العزم على إعادة وجبتهم الأسبوعية مع عودة دخول اللحوم المجمدة.

ويوضح الذي التقته "الرسالة" وأصدقاءه داخل محل بيع اللحوم المجمدة، أن تمثل اهتمامهم بسبب ثمنها المنخفض وقدرتهم على شرائها بسهولة، بعد تقسيم مبلغ تكلفة وجبة العشاء على عدد الأفراد ولا يتجاوز نصيب كل فرد 15 شيكلا، في المقابل فإنها ستزيد عن 30 لو كانت طازجة.

وعلى الرغم من أن اللحوم الطازجة تتمتع بمذاق أفضل، إلا أنها فارق السعر الكبير، يجل الذين التقتهم "الرسالة" يفضلوا المجمدة، نظراً للظروف الاقتصادية المتدهورة التي يمر بها قطاع غزة.

ويشير التاجر أحمد لبد "للرسالة"، إلى أن معظم الزبائن يقصدون شراء الأجنحة المجمدة بصورة كبيرة كون سعرها مناسب وطهوها يتم بأكثر من طريقة، سواء مشوية أو مقلية أو مسلوقة مع وجبات الغذاء كالملوخية والسبانخ وغيرها ...)

ويكشف أن سماح الوزارة بإعادة استيراد لحم الدواجن المجمد، أحيا حركة الزبائن داخل محله من جديد، بعد أن عاش فترة كساد طويلة، نتيجة الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها أهالي القطاع، وقلة وجود الأصناف المطلوبة داخل محله.

البث المباشر