تستمر موجة الأزمات التي مست جميع مناحي الحياة في قطاع غزة، بما في ذلك خدمات البلديات التي تراجعت جراء اشتداد الحصار الإسرائيلي الذي يرافقه إجراءات عقابية فرضتها السلطة على مليوني فلسطيني في القطاع.
وقبل أيام أعلن اتحاد بلديات قطاع غزة حالة الطوارئ بسبب عدم قدرته على توفير الوقود اللازم لأداء عمل البلديات التي عملت على تقليص الخدمات الأساسية المقدمة للسكان بنسبة 50%، لتجنب انهيارها بشكل كامل، مبيناً أنه سيتم ضخ مياه الصرف الصحي غير المعالجة إلى شواطئ بحر غزة.
وحذّر رؤساء بلديات القطاع من كوارث إنسانية وصحية وبيئية "باتت وشيكة" بعد توقف محطات ومعالجات مياه الصرف الصحي نتيجة شح الوقود المشغّل للمحطات، "ما اضطر البلديات آسفة لتصريفها في مياه البحر، مع احتمالية إغلاق الشواطئ أمام المصطافين بسبب استمرار الأزمة".
وفي السياق، قال نزار حجازي رئيس الاتحاد: "إن انقطاع الكهرباء سيحدث أزمات إنسانية حقيقية"، لافتًا إلى أنّ البلديات ستجبر على ضخ مياه الصرف الصحي غير المعالجة إلى شاطئ البحر مباشرة، ما سيؤدي إلى إغلاق الشاطئ ومنع الاصطياف هذا الموسم حفاظًا على سلامة المواطنين.
وأكد حجازي لـ"الرسالة" على أن انقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة، يرهق مولدات الكهرباء الاحتياطية، ويزيد من أعطالها لأنها مولدات مخصصة للعمل بشكل طارئ، ولساعات محدودة، كما يضاعف مشاكل المرافق التي تعتمد على المولدات.
بدوره، قال يحيى الأسطل رئيس بلدية خانيونس أن البلديات تمر بمرحلة الانهيار وتعجز عن أداء خدماتها للمواطنين بسبب الأوضاع الكارثية التي يمر بها القطاع، مناشداً المسؤولين بإنقاذ البلديات من حالة الانهيار، وعمل ما يلزم للحد من صرف مياه الصرف الصحي إلى شواطئ البحر.
وأكد الأسطل لـ"الرسالة" على أن "استمرار انقطاع الوقود عن بلديات غزة يهدد بكارثة وأزمة إنسانية وصحية كبيرة تتمثل في تعطيل أعمال القطاعات الحيوية أبرزها مياه الصرف الصحي، وخدمات النظافة".
من جانبه، قال صبحي رضوان رئيس بلدية رفح: "إن البلديات رغم الظروف الصعبة التي تمر بها على مدار عشرة سنوات قدمت الخدمات للمواطنين على أكمل وجه ولكن الأزمات الأخيرة والإجراءات العقابية التي تم اتخاذها بحق المواطنين، أدت إلى عجز المواطنين عن دفع الفواتير المستحقة وأثر ذلك سلباً على إيرادات البلديات".
وبين رضوان لـ"الرسالة" أن أزمة نقص الوقود ستؤثر على إمداد الفلسطينيين بالمياه، لا سيما وأن تشغيل مضخات نقل المياه من الآبار إلى الأحياء السكنية تتم عبر استخدام مولدات تعمل بالوقود.
بدوره، قال رئيس بلدية جباليا عصام جودة أن توقف الجهات المانحة زاد من الأزمة، ونقص السولار يهدد منظومة الصرف الصحي، داعيًا الجهات المانحة إلى إعادة النظر في المنح المقدمة والعمل على صرف المنح الأزمة لتسير الخدمات المقدمة للمواطنين من ماء وصرف صحي.
وحذر جودة في حديثه لـ"الرسالة" من كارثة بيئية وصحية في المناطق المحيطة بمحطات الصرف الصحي، مشيراً إلى خطورة تدفق المياه العادمة إلى تلك المناطق نتيجة لتوقف المضخات التي تشغلها المولدات الكهربائية عن العمل.
وطالب رئيس الحكومة بتحمل مسؤولياته تجاه سكان قطاع غزة، مبيناً أن 2 مليون مواطن في قطاع غزة يمرون بأوضاع كارثية، ويحتاجون إلى الخدمات الإنسانية.