تصاعدت وتيرة اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى المبارك بحماية قوات الاحتلال، لاسيما بعد اعتراف واشنطن بمدينة القدس المحتلة عاصمة لـ(إسرائيل)، وذلك في محاولة لفرض واقع جديد بالأقصى تمهيداً لتقسميه زمانياً ومكانياً.
وفي سابقة خطيرة، شارك عضو كونغرس أمريكي يدعى "سكوت تيبتون"، باقتحام الأقصى، إذ فتحت شرطة الاحتلال باب المغاربة ووفرت الحراسة له برفقة مجموعة من المستوطنين خلال جولتهم الاستفزازية بساحات الحرم.
وواصلت شرطة الاحتلال تشديد إجراءاتها على دخول المقدسيين للأقصى، واحتجزت هوياتهم الشخصية عند الأبواب، بالإضافة إلى منع عشرات الرجال والنساء من دخول المسجد منذ فترة طويلة.
ودأب المستوطنون على إقامة طقوس تلمودية صامتة في الأقصى خلال جولاتهم الاستفزازية، واستمعت مجموعات من المستوطنين إلى شرح حول أسطورة الهيكل المزعوم.
بصورةٍ يومية، يقتحم المستوطنون الأقصى، فيما تواصل أجهزة الاحتلال ممارساتها العنصرية بحق المقدسيين، من إعدامات وهدمٍ للمنازل ومنع من الصلاةِ في الأقصى.
تقسم الأقصى
وقال رئيس أكاديمية الأقصى ناجح بكيرات، "إن الاحتلال يعمل جاهدا على تكريس سياسة التقسيم الزماني للمسجد الأقصى من خلال تصعيد الاقتحامات وتركيب الكاميرات وغيرها من الإجراءات".
وأوضح بكيرات في حديث لـ "الرسالة"، إن محاولات سلطات الاحتلال دعوة شخصيات أمريكية لاقتحام المسجد الأقصى تمثل تمهيدا لتمرير مخطط تقسيم الأقصى زمانيا ومكانيا.
وأشار إلى أن سلطات الاحتلال تمارس سياسة الترهيب والتنكيل ضد المقدسيين لمنع وصولهم لباحات المسجد الأقصى، إضافة إلى طرد المصلين من المسجد منذ ساعات الفجر وحتى الظهيرة لإفساح المجال امام اقتحام المستوطنين.
وأكد أن المسجد الأقصى يتعرض إلى خطر غير مسبوق، وذلك بعد سماح شرطة الاحتلال للمستوطنين بإقامة طقوس وشعائر تلمودية جماعية وعلنية فيه في الوقت الذي تمنع الفلسطينيين من دخول الأقصى.
مخططات تهويدية
بدوره، حذر الخبير المقدسي جمال عمرو من مخططات الاحتلال المتسارعة في تهويد المسجد الأقصى من خلال إجراءات قمعية وافساح المجال للمستوطنين لاقتحام الأقصى.
وأكد عمرو في حديث خاص لـ"الرسالة"، أن اقتحام المستوطنين للأقصى بحماية شرطة الاحتلال، يأتي ضمن حملة كبيرة وممنهجة من الاعتداءات والاقتحامات المستمرة بقوة، وضمن نهج متطرف يهدف لوضع اليد والسيطرة الإسرائيلية على الأقصى.
وبيّن أن سلطات الاحتلال منعت في السابق إنارة قبة الصخرة وإدخال المواد اللازمة لصيانة وترميم المسجد الأقصى، مضيفاً أن الإجراءات المتسارعة تأتي تماشيا مع مخططات التهويد التي جرى إعدادها بعد كسر المقدسيين قرار الاحتلال تركيب بوابات الكترونية على أبواب المسجد الأقصى في شهر يوليو الماضي".
وكانت جماعات يهودية متطرفة تنضوي في إطار ما يسمى بـ"منظمات الهيكل" المزعوم، أعلنت أنها ستطالب محكمة الاحتلال العليا بالسماح لها بالتصرف بحرية تامة بالأقصى.