استهجن سياسيون مصريون التصريحات العدائية التي تطلقها قيادات في السلطة الفلسطينية ضد الدور المصري لإتمام المصالحة، والتي كان آخرها تصريحات جبريل الرجوب عضو مركزية فتح ضد خالد فوزي مدير جهاز المخابرات المصري السابق.
وأكدّت شخصيات سياسية لـ"الرسالة" خطورة التصريحات التي تطلقها قيادات السلطة، واصفة إياها بـالموقف "العدائي" غير المبرر تجاه الدور المصري.
سفير القاهرة الأول لدى السلطة الفلسطينية فهمي كريم، رأى أن تخوف فتح من الدور المصري "غير مبرر، فلم يجر شيء بدون موافقتها واطلاعها عليه، وخالد فوزي زار غزة قادمًا من معبر بيت حانون بعد زيارة أبو مازن، ولم يأت من معبر رفح".
وذكر كريم لـ"الرسالة" أنّ ما تقوم به القاهرة هو تخفيف الضغط على قطاع غزة، و"هذا شيء لا يزعج وطنيا أو غيورا على وطنه". وأضاف "هناك تقديرات مصرية بان السلطة تستطيع القيام بعديد الخطوات لتخفيف الضغط عن غزة من بينها رفع العقوبات التي فرضت مؤخرا على رواتب الموظفين، وإعادة التيار الكهربائي، ودمج الموظفين وهي في الحقيقة لم تقم بهذا الدور رغم تعهدها العمل على رفع هذه العقوبات".
وذكر أن التحسن في العلاقة المصرية الحمساوية جاء ضمن خطوات تدريجية لصالح الطرفين الفلسطيني والمصري، "فالانزعاج هنا غير مبرر، لأن العلاقة مصلحة مشتركة". وتابع: "لن نبقى متفرجين على انفجار غزة، لأنها ستنفجر في وجه مصر كما حدث سابقا، وهذه مسألة يجب ان تدركها فتح جيدًا".
أما خشية فتح من دور مصري باختيار بديل عن رئيس السلطة محمود عباس، فقد رفض السياسي ووزير التضامن المصري السابق جودة عبد الخالق ذلك، وقال: "إنّ هذه الفرضية غير مقنعة أساسًا".
وذكر عبد الخالق لـ"الرسالة" أن التقارب بين مصر وحماس إذا أخذ من منظور المصلحة العامة للشعب الفلسطيني، "فلا يجوز أن تزعج أحدًا؛ لأن ذلك يصب في هذه المصلحة أساسًا".
وتساءل: "كيف ينزعج طرف ما من جهود تصب في تحقيق مصلحة القضية الفلسطينية؟"
بدوره، قال السياسي المصري حسن الترك رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي المصري: "إنّ هذا التحريض لن يؤثر ابدا في مسار الوساطة المصرية بين حركتي حماس وفتح".
وأضاف الترك لـ"الرسالة": "مصر تتعرض لهجوم من اطراف مختلفة ولا يجوز أن يصطف طرف فلسطيني رسمي للهجوم على هذا الدور التي تريد مصر فيه انهاء الانقسام".
من جهته، قال رئيس شعبة السياحة في الاتحاد المصري للغرف السياحية المصرية عادل عبد الرزاق: "إن الشهر المقبل سيشهد المزيد من الحراك في مجال التجارة بين غزة ومصر"، على حد قوله.
وأضاف عبد الرزاق لـ"الرسالة": "الأيام المقبلة ستفصح عن مجمل نتائج الحوارات التي جرت بين المسؤولين المصريين وحركة حماس، وهناك رغبة بمزيد من الانفتاح تجاه القطاع ضمن مراعاة الأوضاع المختلفة في الجانبين".
وذكر أن الاتحاد درس في محطات مختلفة كيفية تعزيز التواصل التجاري والاقتصادي والسياحي مع قطاع غزة، وهذه الرغبة قائمة وبعد الانتهاء من فترة الانتخابات الرئاسية سيكون هناك مزيد من الجهد في هذا الصدد، وفق قوله.
وكان نائب رئيس اتحاد المحامين العرب عبد العظيم المغربي، قد أكدّ أن حركة حماس أبدت رغبة في تحريك ملف المصالحة، وقامت بجهد لتذليل العقبات في هذا الملف، "ورفضت عرضا بإقامة إدارة مستقلة في غزة من اجل عدم ترسيخ الانقسام"، كما قال للرسالة.
ورعت المخابرات المصرية المصالحة بين حركتي فتح وحماس، وارسلت وفدًا برئاسة اللواء سامح نبيل بغرض تذليل العقبات التي تقف في طريق المصالحة.