من يقف خلف عودة سيف الإسلام القذافي للمشهد السياسي؟

صورة "أرشيفية "
صورة "أرشيفية "

واشنطن-الرسالة نت

أكدت مصادر ليبية مطلعة اليوم الثلاثاء أن "نجل الزعيم الليبي معمر القذافي "سيف الإسلام مثله مثل أي طرف ليبي آخر يقع في دائرة التجاذبات السياسية الحاصلة في ليبيا، من خلال أطراف دولية وإقليمية تتصارع حماية لمصالحها في البلاد".

وأوضحت المصادر من داخل الزنتان أن سيف الإسلام "أحد أوراق فرنسا في ليبيا"، مشيرة إلى أنه "لم يغادر الزنتان ولا يزال يتنقل بين عدة منازل على أطرافها وداخل الرجبان المحاذية لها"، وأنه لم يخرج منها إلا مرات معدودة لمقابلة ممثلي دول فاعلة في الملف الليبي، أو لقاء أفراد من أسرته وأبناء قبيلته، و"كل هذا يتم بشكل سري".

وبحسب المصادر التي فضلت عدم الكشف عن هويتها لــ"العربي الجديد" فإن "سيف الإسلام التقى ممثلين عن سفارات روسيا وهولندا وبريطانيا في الرجبان، كما أنه يتواصل بشكل مكثف مع الجانب الفرنسي"، مؤكدة أن "الجزائر من ضمن الدول العاملة بشكل كبير في دعم عودة سيف كخيار من خيارات الاستقرار في ليبيا".

وأفادت بأن "فرنسا لها حضور في الجنوب الليبي، وهناك تتركز بكثافة القبائل الليبية التي لا تزال تحتفظ بالولاء والتأييد للنظام السابق، وهي محتاجة لنفوذ سيف الإسلام، كما تلتقي مصالحها مع مصالح الجزائر، التي تدعم فصيلاً مسلحاً من قبائل الطوارق يقوده اللواء السابق في جيش القذافي علي كنه".

وأشارت إلى أن "الزنتان عاشت خلافات كبيرة بسبب الموقف من بقاء سيف الإسلام داخل سجون المليشيا المعروفة باسم كتيبة أبوبكر الصديق، التي أعلنت إطلاق سراحه في يونيو/ حزيران الماضي، لكنه لا يزال تحت حمايتها، ويعد العجمي العتيري، آمر تلك الكتيبة التي أعلن عن حلّها لاحقاً، أحد مرافقي نجل القذافي الشخصيين".

وأضافت المصادر الرفيعة نفسها أن "الخلافات الداخلية في الزنتان حول سيف الإسلام تعكس بشكل كبير خلافات دول مؤثرة في الملف الليبي حوله.

فمن الواضح أن دولة الإمارات تعارض بشكل كبير عودته للمشهد، ويؤكد ذلك معارضة داخلية من قبل شخصيات تمثل أبو ظبي مثل عبد المجيد مليقطة نائب حزب "تحالف القوى الوطنية"، وشقيقه عثمان آمر "كتيبة القعقاع".

كما أن حكومة الوفاق هي الأخرى مدعومة من أطراف، أبرزها إيطاليا، تعارض عودته. تدل على ذلك جبهة داخلية أخرى تعارض استمرار وجود القذافي في الزنتان، ممثلة في أسامة الجويلي قائد المنطقة العسكرية الغربية المعين من حكومة الوفاق.

وكانت الإمارات قد استبقت ظهور القذافي ودفعت بإبراز العارف النايض، سفير ليبيا السابق لديها وأحد حلفائها الليبيين، في العاشر من الشهر الجاري، للإعلان عن ترشحه للانتخابات المقبلة.

ويخفي إعلان سيف الإسلام القذافي ترشحه للانتخابات الرئاسية المقررة العام الجاري، صراعًا دوليًا من أجل النفوذ في بلد يعاني من حالة انقسام حادة، خاصة التنافس الفرنسي- الإماراتي، والذي اشتد في الآونة الأخيرة، ويجري تصريفه على أكثر من واجهة.

وبإعلان ترشحه أمس الإثنين من العاصمة التونسية وبشكل غير متوقع يعود القذافي الابن إلى دائرة الجدل، بعد غيابه لسبع سنوات إثر القبض عليه في صحراء ليبيا وإيداعه سجناً بمدينة الزنتان، إذ لم يظهر إلا مرات معدودة دون أن يدلي بتصريح أو يتحدث عن ظروف حبسه.

وعرض ممثل لسيف الإسلام أمس من تونس، ملخصا لما سماه بـ"البرنامج الانتخابي"، تضمن دعوة للمصالحة الوطنية، وآماله في "مستقبل سياسي واقتصادي أفضل للبلاد"، قبل أن يحث الشباب على "الانخراط في الانتخابات المقبلة" للدفع به إلى كرسي الحكم.

البث المباشر