يجد المواطن الفلسطيني نفسه مضطراً لمنع أولاده دون سن الثامنة عشرة من الاستماع لخطابات رئيس السلطة محمود عباس لما تحمله من ألفاظ "بذيئة"، نخشى أن يعتبرها جيل المستقبل مفردات أساسية في لغة السياسة والساسة لاسيما أن رئيسهم سياسي مخضرم ويحمل -كما تقول سيرته-درجة الدكتوراة في السياسة من كلية الدراسات الشرقية في موسكو.
عباس استخدم مفردات "الصرامي" و"الكنادر" في خطابه الافتتاحي لاجتماع "القيادة الفلسطينية" الموسع الذي شاركت فيه اللجنة التنفيذية للمنظمة وقيادة الحكومة واللجنة المركزية لفتح.
هذه المفردات وغيرها استخدمها الرئيس أكثر من مرة مثل "ابن الكلب" و "يخرب بيتك"، وكما كل الشتائم هذه المرة على حماس، فعل مع الشعبية وتهجم على ممثلهم عمر شحادة، ونعته بأقذع الألفاظ خلال أحد اجتماعات اللجنة التنفيذية.
لغة الرئيس وانفعاله كانت له تأويلات مختلفة فهناك من يقول إنها ربما تعود لتقدمه في السن، وتوجد بعض العوامل أو المثيرات الموضوعية قد تتسبب في إغضاب كبار السن وهي في مجملها تتعلق بسوء الاتصال بينهم وبين الآخرين.
وهناك من يرى أن انفعاله استعراضي مقصود لأهداف التغطية والتمويه على أفعال قام بها أو لديه النية لفعلها، مثلاً حادثة تفجير موكب الحمد الله في غزة، أو التساوق مع صفقة القرن.
على كل الأفضل أن نحسن النية في مقاصد الرئيس فلربما كانت دخلت هذه الألفاظ حديثاً في عالم السياسة والحكم، فلنتذكر ان الرجل استخدمها سابقاً عندما قال: "نحن نعيش تحت بساطير الاحتلال".