عقوبات أبو مازن على حماس.. أخبار سيئة للفلسطينيين ولـ(إسرائيل)

عباس
عباس

الرسالة - ترجمة مؤمن مقداد

منذ توقيع اتفاق المصالحة بين فتح وحماس لم يرفع الرئيس الفلسطيني معظم العقوبات على الرغم من أنه لم يحدد ما سيحدث منها فقد أعلن أبو مازن عن تكثيف الإجراءات ضد حماس في حين أن الوضع الهش في قطاع غزة كان في الخلفية، المشكلة ليست في تصعيد أبو مازن الذي هو في محنة حاليا - ولكن خطواته من شأنها تحويل النار إلى (إسرائيل).

عندما تم توقيع اتفاق المصالحة قبل نصف سنة (من بين العديد من اتفاقيات المصالحة في العقد الماضي) في القاهرة، بين فتح وحماس كان هناك قدر كبير من الشكوك لدى العديد من الجهات - الفلسطينيون والعرب الإسرائيليون والأجانب - حول فرص النجاح وكان المنطق بسيطًا - تمكنت مصر من جلب المنافسين المتحاربين إلى غرفة واحدة، لكنهم طالبوا بعدم مناقشة أكبر لغم أرضي وهو نقل السيطرة الأمنية على قطاع غزة إلى السلطة الفلسطينية ونزع سلاح حماس.

لذلك جلست القيادات حول طاولة واحدة في القاهرة ثم في غزة وتصافحوا بابتسامات كبيرة، صُوِّرت وعدت أنها هذه المرة جدية، وأن هذه المرة ستتحقق لكن الفيل الموجود في الغرفة كان كبيرًا جدًا، مرت أيام قليلة قبل أن يوضح أبو مازن أنه لن يسمح بنقل نموذج حزب الله في لبنان إلى قطاع غزة، وذكرت مصادر فلسطينية مختلفة في جلسات مغلقة أنه لن ينضم أحد من قوات الأمن التابعة لحماس إلى قوات الأمن الفلسطينية.

حماس أوضحت من جانبها أن النموذج المقبول بسيط للغاية: ما هو فوق الأرض هو مسؤولية الحكومة الفلسطينية وما هو تحت الأرض (حتى لا نخطئ القصد ليس فقط الأنفاق بل أيضاً أي شيء مرتبط بكتائب عز الدين القسام) هو لحماس وكان من الواضح بالفعل أن المصالحة الكاملة لم تعد قابلة للتحقق لكن المتفائلين ظنوا أن المصالحة ستكون جزئية - "مصالحة 30%" فقط.

لكن الخطط واحدة ونفس الشيء نقلت حماس السيطرة على المعابر إلى السلطة الفلسطينية وقامت بتفكيك البؤر العسكرية بالقرب من معبري إيريز وكارني وأعطت السلطة الفلسطينية السيطرة على معبر رفح (الذي بقي شبه مغلق دائما). من جانبهم سيطر وزراء الحكومة الفلسطينية في رام الله على مكاتبهم في غزة - على الورق على الأقل.

بذور التصعيد

اعتقد الكثيرون أن عملية المصالحة ستسير تدريجيا ولكن بعد ذلك وقع انفجاران أحدهما مادي على شكل متفجرات انفجرت في موكب رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله والثاني في شكل انفجار لفظي حيث قام أبو مازن بالانفجار على حماس في اجتماع للقيادة الفلسطينية في رام الله.

أبو مازن أعلن عن تكثيف الخطوات ضد حماس، لا يزال من غير الواضح ما هي العقوبات التي ستفرض على قطاع غزة كما وعد، لكن من الواضح أنه في الوضع الهش الحالي في قطاع غزة، مزيد من العقوبات سيعمق الأزمة ومحنة المواطنين هناك، النبرة العنيفة لاتفاق المصالحة يعني الأخبار السيئة للفلسطينيين ولنا أيضًا.

إذن كيف يرتبط هذا بنا؟

تبين التجربة السابقة أنه عندما تتخوف حماس من غضب مدني متزايد في غزة قد يؤدي إلى ثورة مدنية ضدها تميل إلى تحويل النار نحو (إسرائيل) ويمكن أن يحدث هذا على شكل تصعيد جديد أو محاولة لدهورة الوضع مع (إسرائيل) بهجوم كبير أو إعطاء الضوء الأخضر لآلاف من سكان غزة للتقدم باتجاه الحدود مع (إسرائيل) وبالتالي دفع الجيش الإسرائيلي إلى الزاوية.

لقد بدأت علامات التصعيد بالفعل في غزة، وفي الضفة الغربية وشرق القدس هناك هجمات نفذت في الأسابيع الأخيرة إطلاق نار، وطعن في الضفة الغربية والقدس وهجمات إرهابية وزرع قنابل على جانب الطريق.

أما بالنسبة إلى مؤشرات نهاية عملية المصالحة فإليك مثال صغير وجديد: هذا الصباح ولأول مرة منذ نقل حماس المعابر إلى السلطة الفلسطينية، ووصل أفراد الأمن التابعين للمنظمة إلى نقطة حاجز 4/4 الذي كان لحماس عند المدخل الأمامي قبل معبر إيريز كانوا يفتشون حافلة كانت على وشك مغادرة قطاع غزة والتحقق من جميع الموجودين هناك في نهاية التفتيش تركوا الحافلة تغادر لم يحدث ذلك منذ نصف عام واليوم بعد يوم من خطاب أبو مازن عن حماس فعلت ذلك وعادت للنقطة.

الشخص الذي دفع حماس باتجاه المصالحة كان زعيم حماس يحيى السنوار ومع ذلك مع ذوبان العملية خلال الشهر الماضي اختفى السنوار تقريبا من المسرح العام كان من المفترض بالأمس أن يستضيف الفصائل الفلسطينية في مكتبه لمناقشة وضع المصالحة وقد عقد الاجتماع في مكتبه لكن غيابه كان بارزاً وحل محله نائبه خليل الحية، هل اختفى السنوار عن الرادار بسبب خلافات خطيرة مع قيادة حماس بسبب سلوكه العنيد ضد فتح؟ لا توجد إجابة في هذه المرحلة لكن هناك صلة حول هذا الأمر.

الصدع الفلسطيني - الأمريكي

ماذا عن "ابن كلب"؟ صحيح أن أبو مازن قد شتم السفير الأمريكي في (إسرائيل) ديفيد فريدمان بكلمات قاسية لكن هذا الجزء كان طفيفاً في خطابه الليلة الماضية المكرسة بشكل كامل تقريباً للهجوم ضد حماس إلا أن الشتيمة استولت على العناوين الإخبارية، لكن ذلك لن يغير الوضع الحالي بين رام الله والإدارة الأمريكية الحالية حيث أنه منذ إعلان ترامب حول القدس هناك قطع كامل وانقطاع في العلاقات.

إن أبو مازن في حالة من الضيق وهو لا يحصل في الحقيقة على جواب مناسب من الدول العربية أو من الاتحاد الأوروبي وأبو مازن يشعر بالوحدة والفتيل قصير جدا والعمر مرتفع والصحة ليست في ذروتها وعقيدة أبو مازن فشلت ولم يتمكن من جلب دولة لشعبه ولجميع هذه الأسباب لم يعد يهتم بدفع الكثير من الدبلوماسيين ويقول كل ما في قلبه لكن عواقب هذه اللعنة العصيبة على (إسرائيل) لا تقارن بالعواقب التي قد تقف أمامنا إذا أدت عقوباته على غزة إلى حافة الانهيار لذلك، التعامل مع قضية غزة اهم من قضية الشتم.

يديعوت أحرونوت/ اليؤور ليفي

 

البث المباشر