تبادلت قوات النظام السوري والمعارضة المسلحة بعض الأسرى في مدينة "حرستا" التابعة لغوطة دمشق الشرقية، بالتزامن مع إجلاء مئات المدنيين والمقاتلين منها، بينما سقط 15 قتيلا بالغوطة في قصف لقوات النظام اليوم الخميس.
جاء ذلك بعد مفاوضات بدأت بضمانة روسية، بعد اقتراب قوات النظام السوري وداعميه إلى مشارف "حرستا" في إطار عملياتها المتواصلة بالمنطقة.
وذكرت مصادر محلية، أن سيارات الهلال الأحمر السوري قامت بإجلاء الجرحى، كما تحركت أول دفعة من الحافلات لنقل مقاتلي المعارضة.
ويقضي الاتفاق بإخلاء حرستا من مقاتلي حركة أحرار الشام التابعة للمعارضة ومن يرغب من المدنيين، ونقلهم إلى مخيمات النازحين في محافظة إدلب ومحيطها.
وأعلنت وكالة الأنباء السورية "سانا" خروج أكثر من مئتي مدني من حرستا.
ومن المفترض أن تحمل 45 حافلة قرابة ألفي شخص من حرستا إلى قلعة المضيق بريف حماة الغربي، ثم تنقلهم منظمات إنسانية إلى مخيمات مؤقتة في إدلب.
من جهتها نقلت شبكة "شام" الإخبارية، عن الناطق باسم حركة أحرار الشام الإسلامية في الغوطة الشرقية، منذر فارس، أن بنود الاتفاق مع قوات النظام السوري، تشمل خروج المقاتلين والمدنيين الراغبين باتجاه الشمال السوري، بضمانات روسية.
وتضمن الاتفاق حسب الناطق باسم "أحرار الشام"، خروج العسكريين بسلاحهم و من يرغب من المدنيين إلى الشمال بضمانات روسية، مع إعطاء ضمانات للأهالي الذين يرغبون بالبقاء في المدينة من النظام و الروس بعدم التعرض لأحد في المدينة و الحفاظ على مكون المدينة دون تهجير أو تغيير ديموغرافي.
ووفق الاتفاق، يبدأ خروج العوائل الراغبة اعتبارًا من اليوم الخميس، مع تشكيل لجنة مشتركة من أهالي حرستا في الداخل والخارج من أجل متابعة أمور من بقي في المدينة ومتابعة أمور المعتقلين وتسيير شؤون المدينة .
في غضون ذلك، أفادت مصادر في الدفاع المدني (الخوذ البيضاء)، والمرصد السوري لحقوق الإنسان، بمقتل 15 مدنيا وإصابة آخرين بجروح جراء استهداف تجمعات للمدنيين والشارع الرئيسي لبلدات زملكا وعربين وعين ترما في الغوطة الشرقية بعشرات الغارات والقصف الصاروخي، بالإضافة إلى مناطق في العاصمة دمشق وضواحيها.
وكانت قوات النظام السوري وحلفائه، عزلت مدينة "حرستا" عن باقي مدن وبلدات الغوطة الشرقية وقامت بحصارها من كل المحاور، تلا ذلك تضييق الخناق على المدنيين والقصف المستمر الذي تعرضت له المدينة خلال الحملة الأخيرة.
وتتعرض الغوطة التي يقطن فيها نحو 400 ألف مدني منذ أسابيع لحملة عسكرية تعتبر الأشرس من قبل النظام السوري وداعميه.
وأصدر مجلس الأمن الدولي قرارا بالإجماع في 24 شباط/ فبراير الماضي، بوقف فوري لإطلاق النار لمدة 30 يوما، ورفع الحصار، غير أن النظام لم يلتزم بالقرار.
والغوطة الشرقية هي آخر معقل كبير للمعارضة قرب دمشق، وإحدى مناطق "خفض التوتر"، التي تمّ الاتفاق عليها في محادثات العاصمة الكازاخية أستانة في 2017.