قائمة الموقع

"مرايا فلسطينية" .. صوت الفلسطينيات بلسان الماضي

2018-03-25T05:07:40+03:00
مرايا فلسطينية
الرسالة نت - ياسمين عنبر

بحماسة كبيرة انتظرت "منى الزميلي" يوم تخرجها، فقد كانت عيونها ترنو إلى منصة التخرج، حيث رسمت في مخيلتها مستقبلًا يشع طموحًا.

فبمجرد تسلم شهادتها الجامعية بتخصص نظم الجغرافيا، انطلقت إلى المؤسسات التي تعنى بالدراسات الجغرافية والمشاريع المتعلقة به، لتجد نفسها توزع صور شهاداتها على المؤسسات دون أي جدوى.

دوامة البطالة التي عانت منها "منى" كما كل الخريجين معها، دفعتها إلى التفكير في إنشاء مشروع صغير تديره وحدها، تقضي به وقتها ويشعرها بالإنجاز.

التقت "الرسالة" العشرينية "منى" في معرض "مرايا فلسطينية 5"، تحكي وهي تقلب رسائل البحر على الطاولة المستديرة أمامها، والتي امتلأت بهدايا الأنتيكة وكل ما يخص المناسبات: "وجدت أن خروجي من المأزق لا يتم إلا إذا تغلبت على ذلك بعزيمة قوية، حيث لم أستسلم أبدًا بعد تخرجي".

عبر صفحتها على الانستجرام تنشر "منى" الهدايا والمشغولات اليدوية التي تجمعها في صناديق مبهجة تلقى إعجابًا وتفاعلًا من قبل أصدقائها.

وتشعر "منى" بالسعادة حين يتواصل معها أحد أصدقائها خارج البلاد، يوصونها بتجهيز هدية لأمهاتهم أو أصدقائهم في غزة وإيصالها لهم، وتتابع قائلة: "أشعر أنني سبب في نشر السعادة لا سيما حين تقرب هداياي الأحبة في ظل الحرمان والبعد الذي يعيشونه بسبب إغلاق المعابر".

"بلحة وزيتونة" هي زاوية مقابلة للشابة "منى" تجلس عندها مجموعة نساء، أمامهن كل ما يتعلق بالمأكولات الشعبية الفلسطينية كالكشك والمفتول اليدوي والمسفن وغيرها، عدا عن المشغولات اليدوية بعسف النخيل والخوص.

الثلاثينية "ميرفت الغلايني" تحدثت لـ"الرسالة" عن مشاركتهم في المعارض التراثية، قائلة: "نشارك في زاوية المأكولات الشعبية لنعزز تراثنا وكي لا تغيب هذه المأكولات عن أذهان الفلسطينيين كما يريد الاحتلال"، وراحت تسرد الحكاية الشعبية للمسفن.

حيث إن الفراعنة الذين قطنوا في فلسطين فترة من الزمن، كان لديهم عادة شعبية حين يموت أحدهم ويكون ذا مكانة بينهم، كانوا ينقلونه عبر سفينة في نهر النيل إلى مكان معين لدفنه.

وطوال الطريق كانوا يعدون خبزًا معينًا ويوزعونه على الفقراء الذين يقطنون على أطراف النيل، وقد لاحظوا في كل مرة أن الشمس تعكس بأشعتها على الخبز بشكل سداسي، فأصبح اسمه "المسفن" وأخذ الشكل السداسي.

وقد اجتمعت ثلة من النساء اللاتي يتقن عمل المأكولات الشعبية وشكلن مجموعة "بلحة وزيتونة"، وتسترسل "الغلايني": "مشاركتنا في المعارض يشعرنا بأننا نقدم شيئًا لوطننا لا سيما في ظل سرقة "إسرائيل" لمأكولاتنا وتراثنا بشكل عام".

وعلى طاولات تلف مكان المعرض، تتوزع المشغولات اليدوية عليها، بأشكال مختلفة كالتطريز والكروشيه وغيرها من الفنون التراثية، وعلى الجدران تصطف الأثواب الفلسطينية بألوان مزركشة ونقوش فلاحية كالغزال والسرو.

وتعدد زوايا المعرض يلفت انتباه الحضور، إذ تتنوع بين الملابس الصوفية والرسم على الزجاج والأعمال الفنية والكتابة على الأواني والإكسسوارات، وأشتال الصبار والورود.

هبة الهندي، منسقة معرض مرايا فلسطينية، تتنقل بين زوايا المشاركين، حيث جاء هذا المعرض نتيجة جهد شبابي، بدون أي داعم، وذلك عبر ترويج الفكرة على مواقع التواصل الاجتماعي، وحشد نحو 45 زاوية مشاركة، تتضمن مختلف الأشغال اليدوية التراثية والفنية.

ولم يكن المعرض الأول من نوعه حيث يعد المعرض الخامس الذي يحمل اسم "مرايا فلسطينية"، تقول "الهندي": "جاء المعرض والزوايا المشاركة فيه، على الرغم من الحصار الإسرائيلي وإغلاق المعابر المؤدية إلى قطاع غزة، وحالة الإحباط التي تلف بالغزيين"، لافتة إلى أن نسبة من ريع أرباح المعرض سيتم تخصيصها للفقراء والأسر المستورة.

كما ترى أن ذلك يعزز دور المرأة الفلسطينية في ظل الضغط الواقع عليها، وأن مشاركتها في الأنشطة المجتمعية يزيد ثقتها بنفسها ويشعرها بقيمتها في المجتمع.

اخبار ذات صلة