الرسالة نت-كمال عليان
ما زالت خيانة سلطة فتح لأبناء الشعب الفلسطيني تتلاحق يومًا بعد يوم، وتنكشف أمام الرأي العام، لتظهِر للعالم حقيقة مَن يحكمون الضفة المحتلة، بداية باعتقال وملاحقة المقاومة، مرورا بمنع تلاوة "القرآن الكريم"في المساجد أيام الجمعة باعتبارها بدعة، وليس انتهاء بشطب أسماء 206 من أهالي الأسرى من فلسطيني الـ48 الذين شملتهم مكرمة الحج السعودية لهذا العام.
ويرى محللون سياسيون أن حذف الهباش لأسماء فلسطيني الداخل والقدس بمثابة تخلي واضح عنهم واستسلام لقرار "إسرائيل" القاضي بأن القدس عاصمة أبدية لها، محذرين من التداعيات السياسية لهذا القرار.
وكان وزير الأوقاف والشئون الدينية في سلطة فتح محمود الهباش أقدم على حذف أسماء 206 من أهالي الأسرى والمحررين من القدس وأراضى 48 والذين شملتهم مكرمة الحج السعودية لهذا العام، الأمر الذي أثار حفيظة الشعب الفلسطيني بكافة أطيافه وفصائله.
مؤشر خطير
واعتبر المحلل السياسي مصطفى الصواف أن قرار الهباش الأخير مؤشرا خطيرا فضح طبيعة هذه الحكومة ومن يحكمها من سلطة في رام الله بشكل واضح وجلي، مبينا أن خطورته تكمن في المغزى السياسي خلفه وهو أن فلسطينيو الـ48 وأهالي القدس لا علاقة لهم لسلطة فتح.
وكان محمود الهباش طالب في وقت سابق أئمة مساجد الضفة المحتلة بمهاجمة العلامة الشيخ يوسف القرضاوي من على منابر المساجد، بالإضافة إلى أنه المسئول عن منع تلاوة "القرآن الكريم"في المساجد أيام الجمعة باعتبارها بدعة.
وقال الصواف :" قرار شطب أسماء الأهالي الأسرى من قائمة المنحة السعودية هو قرار إسرائيلي تولت حكومة رام الله بتنفيذه، وفقا للموقف السياسي الإسرائيلي القائل إن القدس هي العاصمة الأبدية لدولة (إسرائيل)، وان الفلسطينيين في الـ 48 هم مواطنون إسرائيليون ولا علاقة لسلطة رام الله بهم".
وتم إعداد قوائم الحجاج المشمولين بمكرمة العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز لألف من ذوي الأسرى والمحررين بتنسيق وتوافق مسبق بين وزارة الأسرى في الضفة الغربية ولجنة تم تشكيلها في قطاع غزة، وقد كان الاتفاق على اقتطاع 200 حصة لذوي الأسرى والمحررين من القدس والمناطق المحتلة عام 48 كرمز للتمسك بحدود فلسطين التاريخية.
وحذر المحلل السياسي من خطورة القرار المتمثلة في أن سلطة فتح باتت تؤمن بحق (إسرائيل) في القدس شرقيها وغربيها أرضها وإنسانها، "وهذا القرار هو تطبيق عملي لهذا الفهم"، مستنكرا صمت حركة فتح الذي ينم عن رضا لما قامت به حكومة فياض.
وطالب الصواف بتوجيه الغضب في المقام الأول إلى من يرأس هذه الحكومة، ومن يرسم سياستها، داعيا فتح إلى إقالة أمثال الهباش ممن هم أداة لتنفيذ المواقف الإسرائيلية.
خط أوسلو
ويرى المحلل السياسي د.عصام شاور أنه من المؤسف أن يقوم الهباش بمثل هذه الخطوة وخصوصا في هذا الوقت بالذات، موضحا أن الهباش أراد بهذا القرار التأكيد على خط "أوسلو" وخيار دولة "الكانتونات".
ويتعرض فلسطينيو الـ48 لمحاولات طرد من بيوتهم وأراضيهم المحتلة من قبل الاحتلال الصهيوني، وخصوصا بعد قرار الولاء للدولة الصهيونية الذي يهدد عشرات الآلاف منهم بالترحيل إضافة إلى التنكر لحق عودة 6 مليون فلسطيني لديارهم.
ويذكر أن رئيس سلطة فتح محمود عباس كان قد اعتبر أن قرار يهودية الدولة الصهيوني "شأن إسرائيلي داخلي"، الأمر الذي مثّل تفريطا واضحا بحق فلسطيني الـ48 في أرضهم المحتلة، واعطاء ضوء أخضر لـ(إسرائيل) لطردهم من أراضيهم المحتلة.
واعتبر د.شاور شطب أسماء أهالي الداخل الفلسطيني وسكان القدس، مصيبة ما كان ينبغي للهباش أن يقدم عليها إلا إذا كان " الشطب" حسب رغبة الحكومة السعودية كما نقلت عنه في وكالة " معا"، مبينا أن الهباش قد جنى على نفسه كثيرا.
وشهد قرار الهباش تنديدات واسعة من كافة فصائل الشعب الفلسطيني، التي أكدت أن الهباش غير مخول بشطب أي اسم من أسماء أهالي الأسرى، مطالبة بإقالته في أقرب وقت ممكن.