قائد الطوفان قائد الطوفان

ضمن فعاليات مسيرة العودة الكبرى

خيمة "الرسالة" ثبَّتها ابن "تل الصافي" ورفع العلم فوقها ابن "يافا"!

خيمة الرسالة
خيمة الرسالة

الرسالة_أمل حبيب

الحق الثابت في الذاكرة الفلسطينية كان كما وتد خيمة "الرسالة" الذي تشبث بالأرض دون الحاجة إلى مطرقة ثقيلة فوق رأسه، كان يكفيه أن من يثبته لاجئ من قرية "تل الصافي"، وآخَر يشد وثاق الحبال تعود أصوله من "يبنا"، وبينهما "بيت دراس" يمسك ابنها طرف الخيمة حتى تستقيم!

ترانيم النشيد "شدي عزالك يا ميما يوم العودة قرب" طبقته مؤسسة "الرسالة" للإعلام بحذافيرها فنصبت خيمتها على السياج الفاصل بيننا وأراضينا المحتلة ضمن فعاليات مسيرة العودة الكبرى في الثلاثين من مارس!

نافذة واحدة للخيمة، بل اثنتان، واحدة شمالية، وأخرى شرقية تطل على طائرة (إسرائيلية) حلقت لحظة تجمع طاقم المؤسسة لعقد الاجتماع التحريري، حيث لا يفصلهم عن البلاد سوى شارع "جكر" وسلك (إسرائيلي) الصنع!

بيضاء لونها دون علامة زرقاء "الأونروا" عليها أو أي جهة دولية إغاثية، لا تشبه تلك الخيمة لأي من أجداد من شارك منا، تراها مختلفة كل الاختلاف عن خيمة التهجير الأولى!

في خيمة اللجوء قبل سبعين عامًا اختزلوا معالم وطنهم المسلوب بين ذاك القماش، لا شيء يخبئه سوى رعشة قلب، وحالة انكسار بعد تهجيرهم من الوطن وما علق في الذاكرة من رائحة البيدر!

خيمة جديدة بأسلوب نضالي جديد، كان الانشغال فيها بأن يقول جميع الطاقم للعدو المقابل لنا " نحن هنا.. أرضي هنا" مواجهة جديدة، سلمية، بالقلم والصوت!

الجميع شارك في نصب خيمة "الرسالة"، لم يكن هنالك فرق بين ابن غزة والمُهجر إليها، يد واحدة فقط، كانت خليطًا من المجدل ويافا وهربيا وبيت دراس وتل الترمس ويبنا والكوفخة!

لحظة إعلان بدء الاجتماع، ترك الطاقم عدسات هواتفهم النقالة، الذين انشغل بعضهم خلالها بالبث المباشر من قلب الحدث، وآخرون يلتقطون "سلفي" وشارع "جكر" خلفي، وبعضهم اكتفى بالتجهيزات للشاي وتحضير الكراسي لزوار الخيمة.

داخل الخيمة كان الاجتماع الأول على مقربة جدًا من البلاد التي سُلبت إبان النكبة، وزع عدد الصحيفة على الطاقم، كما الابتسامات التي وزع امتدادها بالتساوي على وجوه الحاضرين.

كان لزاماً على مؤسسة الرسالة للإعلام مواكبة التغطية الإعلامية من أرض الميدان لمسيرة وخيام العودة هكذا بدء محمد أبو قمر مدير التحرير في صحيفة الرسالة حديثه بالتأكيد على ذلك، منبهًا الحاضرين إلى أن الوجود هنا ليكون العاملين على احتكاك مباشر مع مسيرة العودة المصادفة ليوم الأرض.

محضر الاجتماع التي انشغلت الزميلة رشا فرحات بتدوينة، عن أبرز المواضيع والأفكار التي سينفذها الطاقم، كان منها توزيع تغطية فعاليات مسيرة العودة الكبرى على الزملاء بحسب المناطق.

كل شيء داخل الخيمة وخارجها كان حصريًا بــ "الرسالة"، التي خططت لإصدار عدد خاص بمسيرة العودة لإيصال صوت الشتات ومناطق اللجوء الذي كان حاضرًا خلال اجتماع التحرير، وأنات القابعين في المخيمات وصلتنا كذلك!

لحن العودة عُزفت ترانيمه وترجمت حالة شوق طاقم المؤسسة لقراهم وبلداتهم الأصيلة حين غنى ضيف "الرسالة" الفنان حسن الأستاذ "غاد أرضي غاد زرعي غاد بيتي غاد كنا يابا نرعى لما كنا اولاد".

البث المباشر