قائد الطوفان قائد الطوفان

"أخرجوه من الثلاجة برد كثير عليه".. هكذا ودعت والدة الشهيد النجار ابنها

الشهيد محمد النجار
الشهيد محمد النجار

الرسالة نت – أحمد أبو قمر

 

 

 

في مستشفى الأندونيسي شمال قطاع غزة، ودعت والدة الشهيد محمد النجار فلذة كبدها إلى مثواه الأخير مساء الجمعة، تردد عبارات تحمد الله فيها أن اصطفى ابنها شهيدا.

بعبارات حزينة ومليئة بالألم، احتضنت والدة محمد نجلها، وهي تردد عبارة: "طلعوه من الثلاجة، الدنيا برد كثير عليه".

مراسل "الرسالة" التقى بوالدة الشهيد في مستشفى الأندونيسي لحظة وداعه، إلا أنها لم تقدر على التفوه بأكثر من "الحمد لله الذي اختار ابني شهيدا، الله يرحمك يما".

ويعد الشهيد النجار، أول شهيد سقط في مسيرات العودة الكبرى التي انطلقت الجمعة، بالتزامن مع يوم الأرض، في يوم دامٍ ارتقى خلاله 15 شهيدا، و 1800 جريح.

"الرسالة" زارت بيت عزاء الشهيد الواقع في منطقة تل الزعتر شمال قطاع غزة، والتقت صديق الشهيد الذي شاركه اللحظات الأخيرة على حدود غزة.

وقال صديقه خالد إنه اتفق مع الشهيد محمد منذ مساء الأربعاء الماضي، أن يُشاركا في مسيرات العودة على الحدود الشرقية لقطاع غزة.

ومع ساعات الصباح الأولى الجمعة، التقى خالد بصديقه محمد وتوجها شرق جباليا ليكونا من أوائل المواطنين المشاركين في المسيرة.

ويروي خالد آخر كلمات صديقه الذي يعمل معه في تصليح إطارات السيارات، "سنذهب يوميا بعد انتهاء دوامنا في البناشر، سنشعل الإطارات يوميا ولن نرتاح حتى تحقق المسيرات أهدافها".

كلمات الشهيد محمد كانت الأخيرة، حيث كان الشهيد الأول في المسيرات ليرتقي صباح الجمعة، في وقت لم يستطع خالد من اسعاف صديقه الذي لفظ أنفاسه الأخيرة لحظة اصابته مباشرة.

وفي تفاصيل اصابته، قال خالد: "اقتربت مع الشهيد محمد على بعد أمتار قليلة من السياج الزائل، وكان يرافقنا بضعة أشخاص، وفي لحظة همّ أحد الشباب بإشعال احدى الإطارات ليتلقى إصابة في ساقه".

ويضيف: "توجه الشهيد محمد لإسعاف المصاب وما أن بدأ برفعه، اغتاله رصاصة حاقدة بأسفل بطنه رفعته شهيدا إلى السماء".

وأكد أن استشهاد صديقه لم يمنعه من مواصلة المشاركة في المسيرة بعد انتهاء جنازته التي انطلقت من تل الزعتر، مشددا على أنه سيعمل بوصية الشهيد محمد وسيشارك يوميا بالمسيرات بعد عودته من العمل.

وفي الوقت الذي يسرد في صديق الشهيد اللحظات الأخيرة لاستشهاد محمد، علا صوت نحيب أحد الأشخاص المجاورين لنا في بيت عزاء الشهيد، وأثناء تحدثنا معه وهو فادي، ابن عم الشهيد.

وقال فادي: "جميعنا نعلم أن محمد لم يفوّت أي مواجهة ضد الاحتلال، فمنذ سنوات وأثناء الاجتياحات المتكررة لشمال القطاع، كان وقتها محمد صبي يبلغ من العمر عقد ونصف تقريبا".

وأكد أنه كاد أن يصاب في احدى المواجهات التي رافقه فيها في بيت حانون، لولا عناية الله وتحركه من إصابة الرصاص في اللحظات الأخيرة.

وأعلنت وزارة الصحة مساء الجمعة، عن استشهاد 15 موطنا وهم: محمد كمال النجار ووحيد نصر الله أبو سمور وأمين أبو معمر ومحمد أبو عمرو وأحمد ابراهيم عودة وجهاد فرينه ومحمود سعدي رحمي وابراهيم صلاح أبو شعر وعبد الفتاح بهجت عبد النبي وعبد القادر مرضي الحواجري، وساري وليد أبو عودة، وحمدان اسماعيل أبو عمشة وجهاد زهير أبو جاموس وبادر فايق الصباغ وناجي عبدالله أبو حجير.

ارتقى محمد ذو الـ25 ربيعا شهيدا في يوم لن ينساه الفلسطينيون، إلا أن مسيرات العودة لا تزال مستمرة على عهد الشهداء الذين دفعوا دمائهم وقودا لإشعال فتيل العودة وتحقيق أهداف المسيرات الكبرى.

 

البث المباشر