قائمة الموقع

مقال: الجمر وورق الفاين

2018-04-05T05:38:37+03:00
رامي خريس

الثورة وإن كانت سلمية فلا يعني أنها ستحقق نتائج بلا تضحيات، والانتفاضة وإن كانت شعبية فلا يعني أنها ستكون بلا ثمن.

صديق كان يردد في انتفاضة الأقصى عبارة حفظناها منه عن الذين يهتفون للجهاد دون الاستعداد لتقديم ضريبته:" كأنهم يريدون أن يمسكوا الجمر بورقة فاين".

لربما يجب دراسة الفعل الثوري وجدوى أشكاله المختلفة وتقليل التكلفة لكن من دون المبالغة في (العقلانية) فأهل الميدان لهم حساباتهم.

ممكن الحديث عن وقف الخسائر في الأرواح والاصابات أو تقليلها لكن لا يبدو أن الحديث يستقيم عن المخاطر الصحية من الغبار والأتربة التي يمكن أن تتسلل إلى صدور المحتشدين جراء حركتهم وسيرهم في محيط مخيمات العودة شرق قطاع غزة.

نحن أمام ثورة لها تاريخ طويل من المواجهة مع الاحتلال جرب الشعب الفلسطيني فيها أشكال وأدوات كثيرة، ولكل مرحلة كان لها استحقاقات مختلفة اقتضتها الظروف التي أحاطت ببيئة كل مرحلة، وكان الجمهور الفلسطيني مبدعاً في أغلب مراحل نضاله في اختيار الأدوات المناسبة، لكن ربما يحتاج الأمر إلى الاقتراب من الميدان أكثر حتى نستطيع تقدير الوسائل الأمثل للحراك الشعبي في مسيرة العودة الكبرى.

وطالما قلنا إنها هبة شعبية فالخيار هو خيار الشعب المنتفض في ميادين ومخيمات العودة، وسيختار أدواته التي ترهق الاحتلال.

لا مانع من محاولات التوجيه والتقويم لكن يبدو أن كثرة الكلام في كثير من الأحيان تحبط العمل.

اخبار ذات صلة