أشاد الشيخ ناجح بكيرات رئيس أكاديمية الأقصى للوقف والتراث، بآلاف الغزيين الذين شاركوا يوم الجمعة الماضية بمسيرة العودة الكبرى على حدود قطاع غزة، مؤكداً أن المسيرة حققت نجاحا سياسيا مهما كونها أعادت القضية الفلسطينية إلى سلم أولويات العالم، وساهمت في حشر الاحتلال الإسرائيلي في الزاوية وفضحت جرائمه أمام الجميع.
وقال بكيرات في حوار مع صحيفة "الرسالة"، إن "المقدسيين شعروا بوصول مسيرة العودة إلى أبواب المسجد الأقصى وأن الأعلام التي رفعت في المسيرة باتت قاب قوسين أو أدنى من أن ترفع على أسوار المسجد المبارك، بعد أن امتزجت دماء الشهداء الغزيين وإخوانهم في القدس".
وأضاف " مسيرة العودة ورباط آلاف الغزيين على الحدود يؤكد وحدة الجسد الفلسطيني المتكامل الذي يختلط اليوم بروح الانتصار التي أعقبت رباط المقدسيين والانتصار الذي تحقق بكسر البوابات الإلكترونية قبل أشهر قليلة".
روح مسيرة العودة وصلت المسجد الأقصى وأعادت الأمل بالتحرير
وأوضح أن المقدسيين تابعوا بأمل كبير السيل البشري الكبير الذي خرج على حدود قطاع غزة، لا سيما وأن ما جرى أعاد روح الأمل بأن التحرير قادم لا محالة، وأن روح المقاومة قد بعثت من جديد، وهو ما أقلق الاحتلال.
وشدد على أن الشعب الفلسطيني بغزة أثبت للعالم أنه يمتلك الإرادة، وأن مقاومته حاضرة بشتى الوسائل؛ لإحباط ما يحاك ضد قضيته في ظل المؤامرة الكبيرة عليه ومحاولة تصفيته، وتابع أن الفلسطينيين انتصروا سياسياً بعد اعتقاد الاحتلال أنه انتصر بقمعه للمسيرة واستهدافه للمتظاهرين السلميين وارتقاء الشهداء وآلاف الجرحى، لكن سرعان ما انقلب السحر على الساحر بعد أن أصبح كل العالم يتحدث عن ظلم الاحتلال وجرائمه بقتل الأبرياء.
وبيّن بكيرات أن الرابح الأول من مسيرة العودة هو الشعب الفلسطيني بشكل عام وسكان غزة بشكل خاص بعد أن أجبروا كل العالم على الوقوف بجانب القضية الفلسطينية وإجبار المساندين للاحتلال على الاعتراف بالجرائم التي ارتكبها ولو كان خجلا ونفاقا.
وأشار إلى أن مسيرة العودة أرسلت رسائل متعددة وأعادت القضية الفلسطينية إلى إسلاميتها ومقاومتها وقوتها، وأن المقاومة هي الطريق الوحيد للشعب الفلسطيني، لافتاً إلى أن الرسالة الأخرى من المسيرة كانت واضحة لجميع دول العالم على رأسها أمريكا بأن الشعب الفلسطيني لن يسلم الراية وسيحقق الانتصار وسيعود إلى أرضه ودياره آجلا أم عاجلا.
وبين رئيس أكاديمية الأقصى أن الرسالة الأخيرة للمسيرة تمثلت في أن الانتصار قريب جدا، وأن القضية الفلسطينية لا تتجزأ ولا تقبل التقسيم دون استرداد كافة الحقوق الفلسطينية وعلى رأسها قضية القدس واللاجئين.
الشعب الفلسطيني لن يُسلّم الراية وسيحقق الانتصار ويعود إلى أرضه عاجلا أم آجلا
ودعا الغزيين إلى ضرورة الرباط والبقاء متمترسين على حدودهم للمطالبة بحقهم في العودة، لا سيما وأن المسيرة أعادت القدس إلى قلوب الملايين ومسحت الآلام عن المسجد الأقصى بأن مناصريه باتوا على مقربة منه.
وعن المطلوب على الصعيد المحلي والدولي، شدد بكيرات على ضرورة دعم وإسناد مسيرة العودة في الداخل المحتل والقدس والضفة الغربية؛ عبر الخروج بمسيرات وفعاليات مساندة ومماثلة على نقاط التماس للتأكيد أن الشعب الفلسطيني جسد واحد.
ولفت إلى أن استمرار الفعاليات والمقاومة السلمية تفضح الاحتلال وتجبره على التراجع عن عنجهيته وتربك حساباته، إلى جانب أنها تكسب القضية تعاطفا دوليا وإسنادا عالميا.
وحول الدور العربي، أكد بكيرات أن الإرادة العربية لا تزال مسلوبة، وتحتاج إلى هبة من الشعوب العربية التي تناصر القضية الفلسطينية، ولم تتخل عنها رغم محاولة كي الوعي التي تمارسها الأنظمة بحقهم.
وأضاف أن المسيرة تحمل رسالة إلى العالم بأن للشعب الفلسطيني حقوقا مشروعة ويجب أن ينالها، ولا بد أن يسمع العالم الصوت الحقيقي الفلسطيني، موضحاً أن هذه المسيرات تحمل رسائل واضحة بأنه يجب أن ينتصر العالم للقانون الدولي.
مسيرة العودة سطرت نموذجا رائعا في تاريخ القضية الفلسطينية
وتابع " الشعوب معنا، وعلينا كفلسطينيين ألا نمل من حاضنتنا العربية التي تؤمن أن المقاومة هي السبيل الوحيد لاسترداد الحقوق، وأن ما تفعله (إسرائيل) محاولة لسلب الحقوق الفلسطينية عقائديا وتاريخياً وحقوقياً وسياسياً".
وأشار إلى أن القضية الفلسطينية تعاني من الخذلان على المستوى العالمي الذي يحاول خطب ود الاحتلال والاصطفاف بجانبه، لافتا إلى أن هذا النفاق لا يمكن أن يستمر طويلاً، مشدداً على ضرورة أن تتحمل الدول الأوروبية مسؤولياتها تجاه الشعب الفلسطيني ووضع حد للاحتلال وجرائمه بحق المدنيين والعزل.
وشارك مئات الآلاف في مسيرات العودة التي انطلقت على طول الحدود الشرقية لقطاع غزة، يوم الجمعة الماضي في ذكرى يوم الأرض الموافق للثلاثين من آذار، وارتقى 15 شهيدًا وأصيب المئات في المظاهرات الحاشدة التي شاركت فيها مختلف الاطياف السياسية والشعبية الفلسطينية.