قائد الطوفان قائد الطوفان

الجهاد: الفصائل بالضفة تستعد لحراك يوازي مسيرات "العودة" في غزة

صورة
صورة

غزة-حاوره محمد شاهين

كشف أحمد العوري ممثل حركة الجهاد الإسلامي في لجنة المتابعة للقوى الوطنية والإسلامية بالضفة المحتلة، أنه يجري بين القوى عمل جاد وحثيث لتنظيم مسيرات سليمة ضخمة بكافة محافظات الضفة المحتلة توازي مسيرات العودة الكبرى في قطاع غزة.

وأكد العوري في حوار خاص بـ"الرسالة نت"، أن المشاورات تجري ضمن إطار القوى العربية والإسلامية والمؤسسات المحلية والمدنية، لتنظيم حراك سلمي واسع وشامل يسعى إلى تحقيق عدد من الأهداف أبرزها إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والمطالبة بحق العودة وإفشال صفقة القرن والمخططات الأمريكية الخطيرة.

وبين أن يوم الأسير الموافق 14 نيسان سيشهد أولى فعاليات الحراك على الأرض، وسيستمر حتى يبلغ الذروة في ذكرى النكبة 15 مايو وسيقف المعتصمون في وجه قوات الاحتلال على أكثر من 70 نقطة احتكاك في الضفة المحتلة، وبالتوافق مع الحراك القائم في قطاع غزة.

وعن مسيرات العودة الكبرى، قال العوري في حديثه مع "الرسالة نت"، "إن أهل الضفة المحتلة والقوى الوطنية والإسلامية، ينظرون بعين الإعجاب والتقدير لقطاع غزة ولمسيراته السلمية البطولية، التي كشفت جرائم الاحتلال، وأفشلت مساعيه ومخططاته التي تسعى إلى طمس القضية الفلسطينية والتفريط بمدينة القدس المحتلة من خلال ما يسمى بصفقة القرن".

وأضاف أن "مسيرات العودة استطاعت أن تعيد الاعتبار للقضية الفلسطينية وجعلتها تتصدر من جديد الأجندة العالمية، وأعادت التعاطف الدولي والعربي لها، بعد أن عرت الجرائم الإسرائيلية، وأكدت أن جيش الاحتلال الذين يتغنون به عبارة عن أداة للقتل والتدمير وسحق الإنسانية من خلال قتل وردع متظاهرين سلميين عزل لا يحملون سلاحاً أو يشكلون أي خطر على أحد".

وبين القيادي في الجهاد الإسلامي أن كاميرات الصحفيين التي وثقت قيام جنود الاحتلال بقنص وقتل الشباب العزل والشيوخ والأطفال استطاعت أن تحرك الرأي العالمي تجاه حكومة الاحتلال التي تدعي الديمقراطية، وتخالف المبادئ والقوانين الدولية والإنسانية ما يثبت أن مسيرات العودة حققت نجاحات وأهدافا متعددة وكبيرة.

وشدد العوري على ضرورة مواصلة "مسيرات العودة" في قطاع غزة على هذه الوتيرة "كون جماهير الضفة المحتلة بدأت تقرأ نجاحاتها وتستعد لنقلها أمام حواجز الاحتلال وفي وجه 500 ألف مستوطن يعيشون على أرضها، بكل جدية، وهذا السبب الرئيسي الذي يجعل الاحتلال متخبطاً ويسعى إلى إفشالها بأي طريقة ممكنة".

وأشار إلى ضرورة وقف التنسيق الأمني الذي يعد السبب الرئيسي في إخماد جميع الحراكات التي اندلعت في وجه الاحتلال خلال الفترات السابقة، من خلال اعتقال وملاحقة النشطاء والثائرين من أبناء الضفة المحتلة، وتسليمهم للجيش "الإسرائيلي" دون أي اعتبارات أو مبادئ وطنية.

واستغرب العوري مواقف سلطة الرئيس عباس التي تدعي أنها تسعى لإفشال القرارات الأمريكية وتلاحق الاحتلال، وتعمل بازدواجية على أرض الواقع، إذ تشن خلال هذه الأيام حملة اعتقالات واستدعاءات واسعة لشباب الانتفاضة في جميع مناطق ومحافظات الضفة المحتلة، ما يدلل على أنها ضد أي حراك ولا تحترم هؤلاء الابطال الذي يسعون لإفشال صفقة القرن التي يطالب عباس أن بإفشالها.

وأشار إلى أن المواطن الفلسطيني في الضفة المحتلة مازال يعاني من شر الاحتلال وشر التنسيق الأمني، ومضى يقول: "بات المواطن لا يعول على القرارات السياسية التي تتخذها السلطة الفلسطينية ما خلق حالة سخط جماهيرية وشعبية واسعة، ستنتهي بحراك كبير في وجه كل من يقف مع السياسة الإسرائيلية، ويوازي حراك قطاع غزة بمسيرات العودة الكبرى".

وتوقع العوري أن يسعى الرئيس عباس لإخماد الحراك السلمي ضد الاحتلال في الضفة المحتلة، كما يسعى الأن إلى اخماده في قطاع غزة من خلال لفت النظر عن المسيرات الكبرى، بتعميق الانقسام ومضاعفة العقوبات الظالمة وحرمان الجرحى من الأدوية والمواطنين من حقوقهم المشروعة والمكفولة.

وأشاد بموقف أهالي قطاع غزة، الذين استطاعوا أن يلقنوا السلطة ورئيسها الذي يعادي غزة درساً في تنظيم المظاهرات السلمية والمقاومة الشعبية التي يتبناها، وتوجيهها وطنياً بعيداً عن الحزبية وبما يحدث ضرراً على المستوى العالمي للاحتلال.

وأكد العوري أن قطاع غزة أحرج الرئيس عباس أخلاقيا ووضعه في مأزق وطني بعد أن أثبت أنه قادر على حمل القضية الفلسطينية وحمايتها، ولا يمكن لأي فلسطيني أن يفرض عليه عقوبات ظالمة "إلا إذا كان يعمل لخدمة أجندة الاحتلال والإدارة الأمريكية الجديدة".

وعن الكلفة التي دفعها الاحتلال من مسيرات العودة الكبرى، أكد العوري أن الاستنفار "لإسرائيلي الكبير على حدود قطاع غزة، وحالة الخوف الكبيرة لقيادات الاحتلال وللمستوطنين الذي يعيشون حالة قلق بأن يتم اختراق الحدود ووصول الشبان الثائرين إليهم، وجه للاحتلال ولحكومة نتنياهو لطمة كبيرة لم تكن بالحسبان".

كما بين العوري أن مسيرات العودة الكبرى أكدت مجدداً أن الشعب الفلسطيني يرفض سياسات ترامب وأمريكا ويلفظ صفقة القرن التي تنادي بالاعتراف بمدينة القدس عاصمة لـ(إسرائيل)، ونقل السفارة الأمريكية إليها، وجددت رفض الفلسطينيين لأي مبادرات لا تعطيهم حقهم، و"لن تستطيع أي قوة على الأرض أن تفرض عليهم مبادرات سلام زائفة".

وذكر القيادي في الجهاد أن جيش الاحتلال يحاول تشتيت الانتباه عن مسيرات العودة، باستهدافه مواقع للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، بهدف تسخين الأوضاع وإرباك المواطنين والمشاركين بالمسيرات، إلا أنهم تخطوا هذه المرحلة وباتوا على وعي تام بمآربه الخبيثة، مستبعداً أن تتدحرج الشرارة إلى مواجهة عسكرية شاملة.

وعن المطلوب من السلطة الفلسطينية، أكد العوري أنه يجب عليها تبني كامل حاجات المواطنين في قطاع غزة، ومنحهم حقوقهم الوظيفية، وتوفير الأدوية والاحتياجات للجرحى الذي أصيبوا في مسيرات العودة الكبرى، وهم يدافعون لمنع تمرير صفقة القرن.

البث المباشر